مخاوف في البيت الأبيض على الأمن الأميركي من صفقة بيع NSO الاسرائيلية

المدينة نيوز :- أطلقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيرات من صفقة محتملة بين شركة دفاع أميركية كبرى ومجموعة NSO، وهي شركة برامج تجسس إسرائيلية مدرجة في القائمة الأميركية السوداء. البيت الأبيض حذر من شراء أدوات قرصنة خاصة بالشركة الإسرائيلية معتبراً أن ذلك من شأنه أن يثير مخاوف استخباراتية وأمنية مضادة “خطيرة” للحكومة الأميركية.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر “نحن قلقون للغاية”.
و تجري شركة الدفاع الأميركية L3Harris ، محادثات مع NSO Group لشراء برامج اختراق الهواتف التجسّسيّة، في صفقة من شأنها أن تمنح الشركة الأميركية السيطرة على واحدة من أكثر أدوات القرصنة تطوراً وإثارة للجدل في العالم، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
يبدو أن الصفقة غير العادية هي محاولة لإنقاذ بعض المنافع من شركة NSO التي تواجه ضائقة مالية خطيرة، من خلال بيع منتجها الأكثر قيمة – برنامج القرصنة والوصول إلى مطوري البرامج – إلى شركة من شأنها تقييد استخدامه في الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الموثوق بهم.
لكن المحادثات، التي ذكرت لأول مرة من قبل موقع Intelligence Online، تواجه عقبات كبيرة – بما في ذلك مخاوف إدارة بايدن. مسؤول البيت الأبيض قال في بيان “الحكومة الأميركية تعارض جهود الشركات الأجنبية للتحايل على إجراءات أو عقوبات الرقابة على الصادرات الأميركية”.
في تشرين الثاني/نوفمبر، وضعت وزارة التجارة مجموعة NSO على قائمتها السوداء للتصدير – المعروفة باسم قائمة الكيانات – بعد أن تأكدت أن برامج التجسس الخاصة بها قد استخدمت من قبل الحكومات الأجنبية “لاستهداف ضار” طال مسؤولين حكوميين ونشطاء وصحافيين وأكاديميين وعاملين بالسفارات في جميع أنحاء العالم. أدى وضع الشركة في قائمة الكيانات إلى الحد من قدرتها على استخدام التكنولوجيا الأميركية وألحق أضرارًا بأعمالها، وهذا ما دفع بمسؤوليها التنفيذيين للضغط على المسؤولين الأميركيين لإزالة الشركة من القائمة السوداء.
مسؤول البيت الأبيض قال: “يجب على أي شركة أميركية، ولا سيما شركة المقاولة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية المرخص لها، أن تدرك أن أي معاملة مع كيان أجنبي مدرج في قائمة الكيانات لن تزيل تلقائيًا كيانًا معينًا من قائمة الكيانات”.
من شأن مثل هذه الصفقة أيضًا “تحفيز المراجعة المكثفة لاختبار ما إذا كانت الصفقة تشكل تهديدًا للتجسس المضاد على حكومة الولايات المتحدة وأنظمتها ومعلوماتها، وما إذا كانت الأسهم الأميركية الأخرى مع مقاول التابع للدفاع معرضة للخطر، وإلى أي مدى يمكن أن يحتفظ كيان أو حكومة أجنبية درجة من الوصول أو السيطرة، والتداعيات الأوسع لحقوق الإنسان”، بحسب مسؤول البيت الأبيض.
تنشأ مخاوف مكافحة التجسس مما يقول المسؤولون الأمريكيون إنها علاقة وثيقة لمجموعة NSO بالحكومة الإسرائيلية، وبحسب القوانين الاسرائيلية يجب على وزارة الدفاع الإسرائيلية التوقيع على جميع عقود الشركة. إسرائيل، رغم كونها شريكًا وثيقًا للولايات المتحدة، ليست من بين الدائرة الموثوقة لحلفاء المخابرات الغربية، والتي تشمل بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا. أحد الأسئلة التي لم يتم حلها بشأن الصفقة هو ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستكون قادرة على استخدام تكنولوجيا المراقبة الخاصة بـ NSO.
أشخاص مطلعون على المحادثات الجارية قالوا إن مجموعة من الأسئلة الأخرى تظل مفتوحة أيضًا، مثل سعر البيع وهيكل الصفقة ومكان تقديم التكنولوجيا.
رفض L3Harris التعليق على وجود أي محادثات مع NSO Group.
وقال متحدث باسم L3Harris: “نحن ندرك القدرة ونقوم باستمرار بتقييم احتياجات الأمن القومي لعملائنا”. “في هذه المرحلة، أي شيء يتجاوز ذلك هو تكهنات”. ولم ترد وزارة الدفاع الإسرائيلية على طلب للتعليق، كما رفضت مجموعة NSO الرد على أسئلتنا.
اتفق بعض خبراء أمن المعلومات على أن البيع إلى شركة L3 قد يثير مخاوف تتعلق بمكافحة التجسس.
وكالات