الوحدة الوطنية شماعة المفلسين
شكل نموذج التعايش والوئام الاردني جدارا صلبا حتى غدا محط الانظار وتجربة تحتذى في تطبيق وتعزيز مفهوم قوة ومنعة الدولة وتماسك جبهتها الداخلية امام التيارات المنتفعة التي تحاول اللعب على هذا الوتر اما لاشباع حالة النقص لديهم او الحفاظ على شبكة مصالحهم.
فالحديث عن الوحدة الوطنية في زمن الانفتاح وتداخل وتشابك المصالح اصبح امر مخجلا في ظل عالم اصبحت فيه المواطنة الشيء الاسمى بغض النظر عن رابطة العرق والدين والدم وهذا يقود حتما الى ان الانتماء يجب ان يكون للدولة انسجاما مع مواد الدستور الاردني التي تنص على ان المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات والاردنيون سواء امام القانون .
وامام مخاضات الوطن بين الفينة والاخرى يصبح مفهوم الوحدة الوطنية العقدة التي يختبىء ورائها مجموعة من المرتزقة لتخويف الشارع من هذا البعبع للحفاظ على امتيازاتهم والاستمرار في نهب ونهش الدولة مما اوجد طبقة لاتتجاوز عشرة في المئة تسيطر على موارد الدولة بينما تعيش الغالبية على الكفاف وهذا عمق من اختلال قاعدة الامن الاجتماعي .
واستنادا الى قراءات الواقع فان التستر وراء الوحدة الوطنية لم يعد ينطلي على عقول الناس التي ملت هذه الاسطوانة واصبحت تتوق الى سد القربة المخزوقة للمال العام وتقديم نماذج حية للفاسدين ووضع اليد على اموالهم وعقاراتهم والتي هي بالاصل ملك للشعب.
ان تعزيز وتجذير الوحدة الوطنية لايتأتى بالشعارات واللعب على عواطف الناس بقدر ماهو مأسسة العمل والخلاص من روح الفردية ,,, فالاردن وبحمد الله لا يعاني ازمة وحدة بل يعاني ازمات وتحديات الاقتصاد والطاقة والماء وهذا يتطلب جهدا جماعيا لضمان ادنى مستويات العيش الكريم للاجيال المقبلة .