قطر: جراحة نادرة لإزالة ورم بالدماغ لمريض بحالة يقظة
المدينة نيوز :- تمكن فريق طبي قطري، من استئصال ورم في المنطقة الحرجة المسؤولة عن الكلام والحركة بالدماغ، لمريض في العقد الرابع من العمر، وهو بحالة يقظة كاملة.
واستغرقت العملية الجراحية التي أجريت في مؤسسة حمد الطبية خمس ساعات.
وبحسب ما أورده موقع مؤسسة حمد الطبية اليوم الاثنين، فان الأمر النادر الذي تميّزت به العملية الجراحية ، هو إجراؤها للمريض أثناء اليقظة دون أي آلام، حيث وصفها الفريق الطبي الذي قام بإجرائها " بأنها عالية الدقة والاختصاص".
وتكون الفريق الطبي الذي أجرى العملية من 10 أطباء وأخصائيين وفنيين، فضلا عن طاقم التمريض.
وقالت رئيسة الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة، الدكتورة غاية الرميحي، إنه كان من الضروري إجراء الجراحة أثناء يقظة المريض، من أجل الحفاظ على تفاعله مع الفريق الجراحي بسبب تواجد الورم بالقرب من المناطق الحرجة التي تتحكم في الكلام والمهارات الحركية.
وأضافت: كان المريض يتحدث مع الجراحين ويقرأ القرآن أثناء إجراء العملية، ما مَكَّن الأطباء من أن يتعاملوا مع الورم دون الإضرار بالمسارات الحيوية بالدماغ.
والدكتورة الرميحي، استشارية في جراحة المخ والأعصاب والأشعة التداخلية والعمود الفقري.
وقالت إن العملية الجراحية أجريت من خلال تقنيات فائقة التطور، حيث استخدم الفريق الطبي، التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي، وتكنولوجيا التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد لرسم الدماغ وذلك لأول مرة في قطر، موضحة أن المريض غادر المستشفى بعد خمسة أيام من العملية ويتمتع بصحة جيدة.
وأضافت أن العملية الجراحية، ساهمت في تحسين جوده حياة المريض البالغ من العمر 40 عاماً، خاصة وأنه كان يعاني من نوبات صرع كانت تنتابه نتيجة الورم وهو من الدرجة الثانية، مع الحفاظ على مهاراته الوظيفية.
وكان قد تم تشخيص الورم لدى المريض، في الفص الدماغي الأيسر المسؤول عن الكلام قبل ثلاث سنوات، حيث تطور وزاد حجمه وكان يسبب له صعوبةً في الكلام، ونوبات من الدوار والصرع الكلي وشللاً مفاجئاً في ذراعه الأيمن.
ورغم أن الورم بطيءَ النموِّ إلا إنه في موضعٍ قريبٍ جداً من مراكز اللغة والحركة في قشرة الدماغ، ما تطلب أن تتم الجراحة أثناء يقظة المريض لتمكن الفريق الطبي من إجراء اختبار وظائف اللغة والوظائف الإدراكية العليا أثناء الجراحة والتقليل من مخاطر العملية الجراحية.
وقالت الدكتورة الرميحي إننا ناقشنا المريض في طريقة إجراء العملية لضمان ارتياحه لفكرة أن يظل متيقظاً أثناء الجراحة، حيث أجرى الفريق الطبي المتكامل الذي شارك بالجراحة الفحوصات العصبية الأولية، والتقييمات اللازمة للحالة وساروا مع المريض في جميع الإجراءات، على مدى أيام عديدة، استعداداً للعملية.
وفيما يتعلق بالتقنيات التي تم استخدامها أثناء الجراح، قالت الرميحي إننا استخدمنا جهاز الملاحة، وهي تقنية ثلاثية الأبعاد، عالية الجودة، تعطي صوراً متتابعة لرسم تخطيط المسارات الأكثر أماناً، للوصول إلى الورم وإزالته، وتعمل بطريقة نظام تحديد المواقع (جي بي إس)، التي تستلزم عمل خطة لرسم نموذج ثلاثي الأبعاد لدماغ المريض وللورم قبل الجراحة للحيلولة دون تلف أي نسيج سليم بقدر الإمكان.
ورافق الفريق الطبي الذي أجرى العملية الجراحية، طبيب استشاري في علم النفس العصبي، حيث بقي طوال فترة العملية على تواصل مع المريض باللغة العربية، وقياس درجة الانتباه وحالة الذاكرة والتخاطب ونشاط الدماغ لحظة بلحظة اثناء العملية، واستخدم اختباراتٍ باللغة العربية، صُمِّمت خصيصاً لكي يتمكن الفريق الطبي من فحص المريض أثناء العملية بلغته الأم.
وقالت الدكتورة الرميحي إن ذلك كان أمرا في غاية الأهمية، لأن ترجمةً اللغة الإنجليزيةً للاستبيانات الموجودة حالياً عالميا قد يدركها الدماغ بطريقة مختلفة تماماً.
--(بترا)