عين على القدس يسلط الضوء على عملية ترميم مخطوطات الاقصى

المدينة نيوز :- سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، الضوء على أهمية الكنوز الدينية والحضارية الكامنة بمخطوطات المسجد الأقصى، والتي يعمل مركز مخطوطات المسجد على ترميمها.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد من عملية ترميم لمخطوطات يقوم بها المركز، حيث أوضحت الخبيرة في ترميم المخطوطات ومنسقة مشروع المرحلة الرابعة لمركز ترميم المخطوطات، سمر نمر ، أن هذا العام شهد ترميم ثلاثين وثيقة، 10 منها للمتحف الإسلامي و10لمركز التراث، فيما كانت العشر وثائق الاخيرة من خارج إطار الاوقاف الإسلامية، وتعود ملكيتها لمؤسسات اخرى، مضيفة أنه تم ترميم مصحفين من العهد العثماني.
كما عرض خبراء الترميم بعض المخطوطات التي يعملون عليها، ومنها مخطوطة "الاربعون النووية" للإمام النووي، والتي تعود للفترة الايوبية وتم نسخها بواسطة تلميذ النووي عن نسخة المؤلف، ما يجعلها من النفائس الموجودة في المركز، بحسب الخبير إبراهيم ابو عصلة، الذي عرض أيضاً مخطوطة "أسباب النزول" النادرة للإمام الواحدي والتي يبلغ عمرها 810 سنوات.
بدورها، أوضحت الخبيرة زينب التكروري المراحل التي تمر بها المخطوطات خلال عملية الترميم، وتبدأ بالفهرسة والتوثيق الفوتوغرافي ومن ثم التعقيم وإزالة الترميم القديم والتنظيف الكيميائي، مع مراعاة نوع المحلول المناسب للحفاظ على الحبر.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بمدير مركز مخطوطات القدس، خضر شهابي، الذي أوضح أن عملية الترميم هي "إحياء للأثر المعمر"، وهي عملية جمالية فنية وموحدة عالمياً، وتعتمد على مهارة المرمم.
وأضاف أن ما يقوم به المركز هو محاولة لإحياء النصوص وترميم الورق، بهدف حفظ هذه المخطوطات بشكل دائم والاحتفاظ بنسخ إلكترونية في التداول.
وأشار شهابي إلى أن المركز يملك طاقماً جيداً من المرممين، إلى جانب طاقم جديد تحت التدريب حالياً، معربا عن شكره للإعمار الهاشمي ووزارة الاوقاف على إتاحة الفرصة للاعتماد على الذات بتأهيل جيل جديد يحمل على عاتقه مسؤولية ترميم المخطوطات فيما بعد.
وأضاف أن عدد المخطوطات التي يعمل المركز على ترميمها يفوق ال1200 مخطوطة، حيث تم تصنيفها بحسب حجم الضرر كخطوة أولية.
وقال شهابي إن معظم المخطوطات التي يحتويها المركز تُعد قطعاً نادرة، ومن أهمها مجموعة مؤلفات الإمام الغزالي وأبرزها موسوعة "إحياء علوم الدين" التي تتكون من أربعة أجزاء، لافتا إلى ان ما يزيد عن 80 بالمئة من مخطوطات المسجد الأقصى المبارك، تندرج تحت قائمة العلوم الدينية، فيما تذهب البقية إلى مجالات علمية كالرياضيات والفلك وغيرها.
و أكد أن المركز يعمل على ترميم جميع هذه المخطوطات وإعادة إحيائها وفهرستها بطرق علمية واحترافية، ومن ثم تصويرها وإتاحتها للباحثين، ومن ثم حفظها للأجيال القادمة في خزائن خاصة بدرجات حرارة ونسبة رطوبة مناسبتين.
--(بترا)