قمة "بريكس".. الهند بين ضغوط واشنطن وطموح الصين وروسيا

المدينة نيوز :- تسعى الهند لاستغلال قمة قادة دول مجموعة "بريكس"، في الحفاظ على شراكتها التاريخية مع روسيا، ورفض أية "رسائل معادية" توجهها بكين لواشنطن في ظل ضغوط ومحاولات استقطاب غربية لإثنائها عن موقفها "المتردّد" من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعتزم نيودلهي رفض أي جهود محتملة من الرئيس الصيني، شي جين بينج، لاستخدام القمة كمنصة لإبراز جهوده لبناء نظام عالمي بديل للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة، حسبما ذكر مسؤولون لـ"بلومبرغ".
ويجتمع الرئيس الصيني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، في قمة افتراضية تعقد الخميس والجمعة.
وافتتح منتدى "بريكس" أعماله، الأربعاء، حيث ألقى المشاركون كلمات عبر الفيديو.
وأوضح المسؤولون أنّ المفاوضين الهنود سيعملون على ضمان أن يكون أي بيان مشترك عن القمة محايداً، ومنع محاولات الصين وروسيا استخدام القمة لتحقيق انتصار دعائي ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
و أضافوا أنّ حكومة مودي ستسعى أيضاً إلى إبطاء جهود الصين، لتوسيع مجموعة "بريكس" من خلال الضغط على المنظمة لاتخاذ قرار بشأن معايير إضافة أعضاء جدد.
من جانبها، قالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية في بيان، الثلاثاء: "بريكس أصبحت منصة للنقاش والتداول بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك لجميع الدول النامية".
وأضافت الوزارة أن قادة الدول سيناقشون التعاون بين دول "بريكس" في مجالات مثل مكافحة الإرهاب، والتجارة، والصحة، والطب التقليدي، والبيئة، ومكافحة الوباء، وإصلاح المؤسسات متعددة الأطراف.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أنّ القمة ستوفر أداة لشي وبوتين "لتوسيع رؤيتهما للنظام العالمي" بعد إعلان الزعيمين أن "صداقتها لا حدود لها"، قبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن المقرر أيضاً أن يستضيف الرئيس الصيني حواراً عبر الإنترنت، الجمعة، مع قادة دول "بريكس" وبعض الأسواق الناشئة الأخرى.
وتأسست "بريكس" عام 2009، وكانت تضم 4 دول هي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين قبل انضمام جنوب إفريقيا عام 2010.
حياد هندي وتوازن صيني
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حافظت الحكومة الهندية على موقف محايد في الحرب، وتقاوم الهند حملة ضغوط غربية متزايدة ومحاولات استقطاب من خلال تعزيز التعاون والشراكة، تهدف إلى فك التحالف القائم بين نيودلهي وموسكو، ضمن مساعي الغرب لفرض عزلة على روسيا.
وواصلت الهند شراء الأسلحة ومصادر الطاقة من روسيا، على الرغم من الضغوط الأولية من الدول الغربية، وفي الأسابيع الأخيرة، بذلت الهند جهوداً لتنويع إمداداتها من خلال سعيها للحصول على إمدادات عسكرية من دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعلى نحو مماثل، تحافظ الصين على "مسافة مدروسة" وموقف يعد "متوازناً" من الغزو الروسي، إذ تُلقي باللوم على الغرب بسبب تهديده المزعوم للأمن الروسي وتدين العقوبات الأميركية.
ومن جهة أخرى تؤكد بكين دعمها لأوكرانيا القائم على مبادئ سلامة الدول ذات السيادة، وتدعو إلى حل تفاوضي لما تصفه بـ"الأزمة الأوكرانية".
وكالات