"العربيةُ لسانٌ وبَيَانٌ" ندوة في مجمع اللغة العربية
المدينة نيوز :- عقد مجمع اللغة العربية الأردني، صباح يوم الخميس الثالث والعشرين من حزيران، ندوةً علميةً بعنوان: "العربيةُ لسانٌ وبَيَانٌ"، حاضر فيها عضو المجمع الأستاذ الدكتور فتحي ملكاوي، وأدراها عضو المجمع الأستاذ الدكتور سمير استيتية، بحضور عطوفة الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد السعودي، وعدد من الأعضاء العاملين، وجمهور من المفكرين والمهتمين.
واستهل الدكتور استيتية التقديم للندوة بأن هذه اللغة الشريفة لها وظيفة ورسالة؛ أما الوظيفة فإنها تشترك مع سائر لغات الكون، وهي التواصل، وما يميزها عن غيرها أنها ليست للتواصل فقط، لكنها امتدت بالتواصل لتكون وصالاً.
وأكد استيتية على أهمية عقد مثل هذه الندوات، لتوضيح الصلة الوثيقة بين اللسان والبيان، وبين اللغة والفكر، وبيان إسهامات علماء اللغة والنحو والفلاسفة، وأثر القرآن الكريم في تنمية اللغة والفكر.
وتناول المحاضر الدكتور ملكاوي موضوعات عدّة تمثلت ببيان الارتباط الوثيق بين اللسان والبيان في الوجود الإنساني، وأن ثمة خصوصية في العلاقة بين اللسان والبيان في القرآن الكريم، وموضوعه الفكر البشري.
وأشار أن هذه الندوة مقاربة فكرية، بمرجعية قرآنية، أي أن القرآن الكريم هو معجم اللفظ والمعنى في العربية لا الشعر الجاهلي ولغة الأعراب.
وبين أن خصوصية العربية ترتبط بالإسلام ارتباطاً وثيقاً في تشكيل الثقافة العربية الإسلامية في المجتمعات العربية، وأن موضوع اللغة أثير في علوم الفلسفة والاجتماع والنفس، وفي تطبيقات هذه العلوم في الإعلام والاقتصاد والسياسة.
وفي حديثه عن مسوغات البحث في علاقة الفكر باللغة أشار إلى وجود زخم في الدراسات اللغوية وفقر في الدراسات الفكرية، وضعف الخبرة اللغوية ربما يؤثر سلباً على وضوح الأفكار وطلاقة التعبير عنها.
وتوقف عند صمود اللغات الموجودة حالياً بجهود أقوامها، بعد سلسلة من التطورات، بينما اختفت آلاف اللغات نظراً لما صادف أقوامها من ظروف الغياب، أما العربية قبل الإسلام فقد كانت لغة السليقة، وكان ديوانها هو الشعر العربي. وكانت لها مؤسساتها الموسمية مثل سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق هجر، ولقيت بعد الإسلام عناية كبيرة لتلبي الطلب المتزايد عليها من مسلمي الشعوب الأخرى، وحاجات التفاعل مع شعوب أخرى حرباً وسلماً، إضافة إلى ارتفاع السقف المعرفي للمجتمع الإسلامي.
وعن لفظ "اللغة" في القرآن والحديث والشعر الجاهلي، أوضح أنه لـم ترد كلمة "اللغة" في القرآن الكريم، بـهذا اللفظ، أو بالمعنى الذي يأخذه هذا اللفظ اليوم. وجاء اللفظ بصيغة الفعل، وبمثله في الحديث النبوي الشريف. إلا ما ورد في حديثين من كلام الراوي بمعنى اللفظ المعروف عند قبيلة معينة أو بيئة زمنية معينة، وحديث واحد في مسند الإمام أحمد وهو "لم يبعث الله نبياً إلا بلغة قومه، ولم نجد لفظ (اللغة) متواتراً في الشعر الجاهلي.
كما تحدث عن ألفاظ اللغة في التراث، واللفظ والمعنى في التراث العربي الإسلامي وموقع المعنى في النظام اللغوي.
وشهد التراث العربي الإسلامي استعمال لفظ البيان عنواناً لكثير من الكتب في موضوعات مختلفة في كتب الأدب، والفقه، والتاريخ، والعقائد والكلام، والتفسير.
وأشار إلى البيان في ألفاظ القرآن الكريم التي حملت من مفاتيح الفكر والعلم ما يستوعب خبرة البشرية المتجددة على مدى الزمان.
وتحدث عن أثر القرآن الكريم في تنمية اللغة والفكر بما فيه من مبادئ عامة لتشريعات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتوجيهات نفسية وتربوية، ودعوة لاكتساب العلوم والمعارف: من مصادرها بوسائلها لمقاصدها.