ماكرون: فرنسا متمسكة بأمن إسرائيل والمنطقة ومكافحة الإرهاب

المدينة نيوز :- قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، يائير لبيد، إن على العالم الرد على "الانتهاكات" الإيرانية، وذلك في تصريحات قبيل اجتماع له مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، فيما شدد الأخير على ضرورة نجاح المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران الوقى الدولية، "مع مراعاة مصالح الشركاء في المنطقة مثل إسرائيل".
وقال لبيد إن دعوة ماكرون في عام 2018 بشأن إبرام "اتفاق نووي جديد" مع إيران لا تزال ملائمة حتى اليوم. وأضاف لبيد مخاطبا الرئيس الفرنسي: "لقد كنت على حق في ذلك الوقت، وأنت الآن على حق أكثر"؛ وشدد لبيد على أن "الوضع الحالي لا يمكن أن يتواصل".
من جانبه، أعرب ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لبيد، أنه "علينا الدفاع عن هذا الاتفاق (خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015) ومراعاة مصالح أصدقائنا في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل".
وأعرب ماكرون عن أسفه لمواصلة طهران "رفض"، إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي وتعهّد مواصلة "كافة الجهود" لإقناعها بالتصرف بـ"عقلانية".
وقال ماكرون لدى استقباله لبيد إن "إيران ما زالت ترفض اغتنام الفرصة المتاحة لها للتوصل إلى اتفاق جيد.. سنواصل التنسيق مع شركائنا لبذل كافة الجهود اللازمة لإقناع إيران بالتصرف بعقلانية".
وشدد الرئيس الفرنسي على التزام فرنسا بـ"(الحفاظ) على أمن إسرائيل"، وعبّر عن أمله في أن يؤدي اجتماعه اليوم، مع لبيد، إلى تجديد الاتفاق النووي مع طهران.
وقال إن فرنسا "تتفق مع إسرائيل على أنه لا يكفي تقييد إيران وأنشطتها. نحن بحاجة لضمان استمرار المحادثات".
وتعتبر زيارة لبيد إلى فرنسا هي أولى رحلاته الخارجية منذ توليه منصب رئيس الحكومة الانتقالية، الأسبوع الماضي. وتشكل الزيارة بالنسبة له فرصة لاستعراض أنشطته الدبلوماسية فيما تتوجه إسرائيل لإجراء انتخابات مبكرة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وأفاد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية بأن زيارة لبيد تهدف إلى الضغط على الرئيس الفرنسي لاتخاذ موقف أكثر صرامة ومحدد زمنيا بشأن المفاوضات النووية الإيرانية، والتحذير من أنشطة "حزب الله" التي تعتبرها إسرائيل "مزعزعة للاستقرار".
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك قبل اجتماعه بلبيد، دعا ماكرون إلى "تجنب أي عمل"، من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان وإسرائيل بشأن قضية ترسيم الحدود البحرية وبدء استخراج الغاز من المناطق المتنازع عليها قبالة السواحل الشمالية للبلاد.
وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في ساحة الإليزيه، "أود أن أتحدث عن المفاوضات حول الحدود البحرية مع إسرائيل. للبلدين مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين".
وأضاف من دون مزيد من التفاصيل أن "فرنسا تساهم بالفعل في ذلك وهي مستعدة للمساهمة بالمزيد".
بدأ لبنان وإسرائيل، مفاوضات في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 برعاية واشنطن لترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز.
وعُلقت المحادثات في أيار/مايو 2021 بعد خلافات على مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش الذي تقول إسرائيل إنه يقع ضمن مياهها و"على بعد عدة كيلومترات من المنطقة التي تشملها المفاوضات" مع لبنان. لكن بيروت تقول إنه في المياه المتنازع عليها.
وادعى الجيش الإسرائيلي، في 2 تموز/ يوليو الجاري أنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة أطلقها "حزب الله" اللبناني وكانت متجهة نحو حقل غاز "كاريش". وقال الحزب إن المسيرات كانت غير مسلحة وفي مهمة استطلاعية، دون الإشارة إلى اعتراضها.
وحذر لبيد من أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين إزاء هذه الهجمات المتكررة". واتهم "حزب الله" بأنه "يقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية". داعيا إلى "ضغط منسق" بين دول المنطقة والشركاء في بروكسل وواشنطن على إيران ووكلائها في المنطقة.
عرب 48