تقبل الامور بشتى الطرق
كان على نحوٍ ما، تلك الإستقطاباتُ الفعلية ، الدالة على تلك الطرق التنافسية الشرسة، في ذلك التعامل الفظّ في بعض الفترات القصيرة، لم يكن هنالكَ أيُّ مبادرةٍ شديدةٍ تؤدي إلى ظهور ذلك العاملُ الفعّال، الذي يتغنى بإنصاف الذاكرة، والذي يتكوّن نمطها على إحتواء تلك الصور التذكارية، التي تصور الفرق الذي ما بين مُعترك الأمس، وبين ما هو عليه نحن اليوم من شرود، و يأس، و إحباط، و بُؤس زاهق.
لم يعد هناك مصدر واضح يجذب تلك الأنظار قليلاً، بتلك اللمحة المقصودة التي تصّور الماضي بالحاضر. من السهل جداً قطاف الثمار يا أصدقاء، لكن الصعب هو تقبل النمو الحقيقي لتلك الشجرة التي زرعتها و برعت في عنايتها و أشتهيت ثمارها في الوقت الذي لم يحن لنمو حتى الأوراق التي عليها، في بعض الأحيان تبني أجمل الأحلام على شيء ما، تبني أحلاماً، وطموحات، نظرات أهتمامية عالية في تلك الأحلام، مشاهدة ممتعة لتلك التخيلات التي تَطنُ في ذهنك، لكن عندما تأتي هذه الأحلام، و الطموحات، و تلك النظرات الجميلة الخيالية التي كانت في عقلك تأنُ بالتحقق، على غير المستوى الذي كنت تتصوره مشهداً مشهداً، تتوقف قليلاً عن التحرك، يعُم ذلك المكان بالصمت و كأن ناراً كانت شاعلة على طعام ما، واحترق، تبدأ بالتوقف عن النظر، عن الحلم مرة أخرى، عن تبديل الطموحات بعقلك، و تصورك، وكأنما أُطفأتْ شمعتك، ولم تعد شاعلةً أساساً، لكن في النهاية، القوة الحقيقية لا تكمُنْ هنا يا سادة، القوة الصادقة هي بالشدة و الإصرار، بالعزيمة و العزم و الحزم، بالتقبّل و القبول، بالتصوّر مراراً وتكراراً، لإعادة تأهيل تلك المشاهد المصوّرة في ذاتك، بتحقيقها بكل جدارةٍ ثابته، لذلك عليك تقبّل الأمور بشتى الطرق، لتبقى فعّالاً وبطورٍ واسع، و أطيافٍ ذات مدارك عالية.