عمادات شؤون الطلبة وهندسة جاذبية البيئة الجامعية
لقد تغير المفهوم التقليدي للبيئة الجامعية على أعتبارها مدينة ذات مرافق تعليمية متكاملة ومحاط بأسوار مغلقة حرصاً على ممتلكات وهوية ورسالة الجامعات. بينما نجد المفهوم الحديث للبيئة الجامعية والمتضمن بطياته عدد المحاور الرئيسة والمتمثلة بثلاث محاور وهي التعلم والابتكار والترفيه.
أن هندسة جاذبية البيئة الجامعية قد أصبحت من أهم مسؤوليات عمادات شؤون الطلبة بالتشاركية مع الجهات التنفيذية المختصة، وبنفس الوقت تُعد من أهم متطلبات الاعتماد الأكاديمي للجامعات بإرتباطها بمدخلات ومخرجات العملية التعليمية في الجامعات وبما تسمى بالبيئة الجامعية وتخص بشكلٍ رئيس الطالب كمستفيد رئيسي من الحرم الجامعي ومرافقه ليتمتع الطلبة بتلك المرافق وغاياتها خلال فترة الدراسة، لتكون الجامعات صروح علمية ذات بيئة جامعية جاذبة تلبي احتياجات وتطلعات الطلبة، وتشجيعهم على الحضور والتعلم والابتكار والتفاعل الفكري والترفيهي بإعتبارها من الحقوق الأساسية للطلبة، ناهيك على أنها وسيلة تسويقية للجامعات لجذب واستقطاب الطلبة.
وإذا تصفحنا الخطط الاستراتيجية لعمادات شؤون الطلبة كإحدى أهم العمادات لوجدنا ملف البيئة الجامعية من أهم المحاور الرئيسة مما يؤكد ذلك على أهمية العناية والاهتمام بالطالب واحتياجاته بتوفير بيئة جامعية جاذبة حرصاً منها على ترجمة رسالة الجامعات التعليمية وبجودة عالية تجاه الطلبة في ظل التغير الواضح في احتياجاتهم وتطلعاتهم بالمقارنة بالاجيال السابقة منهم، والجميع يدرك تماماً بإن الاجيال الحالية من الطلبة مرتبطة بثقافة وفكر مرتبط بالتكنولوجيا والانترنت في ظل اتجاهات العصر الرقمي المفروض على الجميع في كافة مناحي الحياة في وقتنا الحاضر.
ومن هذا المنطلق نرى من الواجب على عمادات شؤون الطلبة تسليط الضوء على احتياجات الطلبة عملاً منها على توفيرها لإيجاد بيئة جامعية ممتعة بمرافقها يستمتع الطلبة بتلك المرافق والخدمات لرفع مستويات الرضا وتقليل حالات التذمر و الملل وفي بعض الحالات لتجنب السلوكيات الفوضوية غير المرغوبة، مما يتطلب الأمر إلى إعادة هندسة إحتياجات الطلبة المختلفة لتكون الجامعات ذات بيئة جامعية جاذبة ذات أغراض تعليمية و ابتكارية وترفيهية لتكتمل الصورة الذهنية عن الجامعات لدى الطلبة وذويهم، وأن تكون ضمن خطط مبرمجة ومدعومة تنفذها عمادات شؤون الطلبة بإعتبارها الجهة التنفيذية والمسؤولة بمتابعة الطلبة واحتياجاتهم وفقاً لتتطلعاتهم بحيث يستمتع الطلبة بوقتهم داخل الحرم الجامعي، وبالتشاركية مع مراكز الريادة والابتكار في الجامعات لاستعياب أكبر عدد ممكن من الطلبة ذوي المشاريع والأفكار الريادية، وتفعيل المسابقات الريادية لخلق روح الابتكار بين الطلبة بإفكارهم الإبداعية حرصاً على تغير فكر وسلوك الطلبة إلى أشخاص مبدعة ومبتكرة مستعدة لخوض معترك المستقبل وتطلعات سوق العمل مع بقاء صورة الجامعة راسخة في ذهن وذاكرة الطلبة بجمالياتها طول العمر.