المرأة الكويتية..أساس المجتمع وشريكة الرجل في التنمية
المدينة نيوز :- تمضي المرأة الكويتية بثبات ودأب حقيقيين قدما في تبوّء دورها الكامل ومكانتها اللائقة بها في دولة الكويت على طريق التنمية والتطور الحضاري؛ باعتبارها أساس المجتمع وشريكة الرجل في التنمية والتطوّر الحضاري ورؤية (كويت جديدة 2035).
وقطعت المرأة الكويتية خطوات واسعة في شتى ميادين الشأن العام والمناصب الريادية والقيادية والثقافة والاقتصاد والسياسة والقضاء والتنمية والإدارة وغيرها، وسجلت صفحات ناصعة من الإنجازات التي كللت نضالها الطويل لنيل حقوقها كاملة.
وإذ تعتبر مكانة المرأة في أي مجتمع معيارا حقيقيا لمدى تطوره الحضاري، فإن نضال المرأة الكويتية لم يأت وليد المصادفة إنما ثمرة مسيرة طويلة استمرت عشرات السنوات من المطالبات والجهود كُلّلت عام 2005 بإقرار الحقوق السياسية للمرأة الكويتية.
وفي عودة تاريخية موجزة إلى ماضي الكويت، فقد ساهمت المرأة الكويتية بدور فعّال في النهوض بالمجتمع الكويتي ولا سيما في مرحلة ما قبل النفط، إذ أدارت وبنجاح شؤون أسرتها الصغيرة واقتصادها عند غياب رب المنزل أشهرا طويلة في رحلة الغوص بحثا عن الرزق.
وانخرطت بعدها المرأة في معاهد العلم والتحقت بالوظائف الحكومية وغيرها، وإيمانا بأهمية مشاركة المرأة الكويتية في اتخاذ القرار على كل المستويات في أجهزة الدولة وسلطاتها الثلاث، فقد دخلت المرأة في عام 2005 للمرة الأولى ضمن التشكيل الوزاري في البلاد، بالإضافة إلى دخولها في عضوية مجلس الأمة والمجلس البلدي وغير ذلك.
كما شغلت العديد من المراتب القيادية فأصبحت وزيرة ووكيلة وزارة ومديرة جامعة وسفيرة وتم انتخابها شعبيا لعضوية مجلس الأمة، علاوة على خوضها تجارب ناجحة في القطاع الخاص حتى تمكنت من حجز مواقع متقدمة إقليميا ودوليا بترؤسها وإدارتها لشركات اقتصادية عملاقة وصنفت من بين أقوى الشخصيات العالمية.
وتوالت نجاحات المرأة الكويتية في السلطة القضائية منها وكيل نيابة في إدارة الخبراء والتحقيقات العامة؛ ما يؤكد كفاءتها في هذا الجانب خصوصا أن الدستور الكويتي ساوى بين المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات.
كما واستمرت المرأة الكويتية في خوض غمار العملية السياسية في البلاد، إذ أصبح وجود المرأة في التشكيل الوزاري أمرا ضروريا فلم يخل تشكيل وزاري منذ عام 2006 حتى عام 2022 من وجود وزيرة أو اثنتين ضمن أي حكومة.
وفي عام 2021 أصدر وزير الدفاع الكويتي حينها قرارا يقضي بالسماح للنساء الكويتيات بالالتحاق بالخدمة في الجيش الكويتي، وكان القرار الأول من نوعه في تاريخ الكويت، علما بأنه اقتصر على السماح لهنّ بالعمل في التخصصات المدنية، كما نص على عملهنّ في المرحلة الحالية على مجال الخدمات الطبية والخدمات العسكرية المساندة.
وكانت الكويت وقعت في عام 1994 اتفاقية حقوق المرأة (سيداو) الخاصة بالقضاء على التمييز ضد المرأة التي جاءت منسجمة مع الدستور الكويتي، وتنص على تحقيق المساواة والاعتراف بكيان المرأة تجسيدا لأهميتها في المجتمع.
وبهذا الشأن، جاءت كلمة أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح طيّب الله ثراه، أمام تجمّع قادة العالم في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي عقدت في نيويورك عام 2015، وأكّد فيها التزام دولة الكويت بتنفيذ هذه الخطة والتي يتمحور الهدف الخامس من أهدافها حول تمكين المرأة .
واعتبر الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، تمكين المرأة جزءا من خطة (كويت جديدة 2035)، إذ عمل مركز دراسات وأبحاث المرأة بالتعاون مع الأمانة العامة للتخطيط والتنمية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة لتمكين المرأة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، على تحقيق الهدف الخامس عبر تدريب النساء في مناصب قيادية مختلفة وتعزيز دورهنّ في القطاع الخاص.
وعلى سبيل المثال لا الحصر في مسيرة المرأة الكويتية، نذكر هنا تجربتها في ميدان الصحافة والإعلام التي أثبتت فيها حضورها وبصمتها فيها رغم كل التحديات والمصاعب.
وبهذا الشأن، قالت رئيسة مركز دراسات وبحوث المرأة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، الدكتورة لبنى القاضي، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن للمرأة دوراً إعلامياً وصحفياً بارزاً في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وتعد وتدير برامج إذاعية وتلفزيونية مهمة، ولديها بصمة صحافية في التقارير والمواد الإعلامية بكل مهنية ومصداقية، معربة في الوقت ذاته عن ضرورة تسليط المزيد من الضوء على دورها الإعلامي مثل بقية المجالات التي تعمل بها المرأة.
وأضافت القاضي، أن "المجال الإعلامي مهم إذ يشكّل ويعكس الرأي العام، ووجود المرأة فيه ضروري؛ فالمرأة تعطي رأياً دقيقاً وأكثر عمقاً ولا ينبغي اختصار دور المرأة الإعلامي بالمجال الاجتماعي، بل يجب أيضا توسيعه إلى مجالات الاقتصاد والبيئة والسياسة وكل القضايا البارزة في الساحة".
ولفتت إلى ضرورة زيادة نسبة حضور ومشاركة المرأة في المجال الإعلامي وتحقيق الشراكة الفعلية بين الرجل والمرأة وصولا إلى نظرة أكثر شمولية وعدالة للمشهد الإعلامي.
من جانبها، قالت الصحفية الكويتية من ذوي الهمم،فاطمة السلمان ل(كونا)، إن تجربتها الصحفية ممتعة وزادت من ثقافتها وأتاحت لها اكتساب عدة مهارات، وأصبحت تجمع بين الخبرة العملية وإمكانية تكوين العلاقات الاجتماعية؛ ما يجعلها أكثر قابلية للتغيير المستمر وعدم وجود روتين ثابت لكنها كباقي المهن لا تخلو من بعض التحديات.
وعن التحديات التي تواجه الصحفيات العاملات في الكويت والعالم العربي، أعربت السلمان عن اعتقادها بأنها تتمثل في حالة التحفّظ على عمل المرأة في الصحافة بسبب المخاطر التي قد تواجهها ميدانيا ولا سيما في الأماكن الخطيرة والصعبة.
وذكرت أن تعدّد أدوار المرأة ومسؤولياتها كزوجة وأم، قد يمثل تحديا أيضا، لكن في الوقت الحالي استطاعت الصحفية التغلّب على معظم تلك التحديات بالإصرار على إبراز قدرتها على نزول الميدان بجوار الرجل مع مراعاة أدوارها الاجتماعية الأخرى خارج مجال الصحافة.
وأشارت السلمان إلى أن تجربة المرأة الصحفية العاملة مشجعة للمرأة ككل لإثبات ذاتها، لكن ينبغي وجود الشغف والرغبة بالعمل الصحفي، وأن تؤدي المؤسسات الإعلامية دورا فاعلا في تشجيع المرأة عن طريق إتاحة الفرص لها والاستفادة من خبراتها كما يساهم الرجل في دعم المرأة والثقة بها.
--(بترا)