موسكو تحذر من انفجار الشرق الأوسط وواشنطن تتمسك بـحل الدولتين

المدينة نيوز :- حذرت روسيا، الثلاثاء، من "انفجار الوضع" في الشرق الأوسط "في أي لحظة" جراء عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية ليست بديلا عن حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية منعقدة حاليا في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، بحسب مراسل الأناضول.
وفي كلمته لأعضاء المجلس (15 دولة)، قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بولنسكي: "يتعين علينا أن نؤكد مرة أخرى أن عدم وجود حل للمواجهة الفلسطينية الإسرائيلية يؤدي إلى اندلاع أعمال عنف بشكل منتظم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويقوض أسس الأمن الإقليمي والدولي".
وتابع: "كما أن ركود عملية السلام المقرون بخطوات استفزازية أحادية الجانب يمكن أن يفجر الوضع في منطقة الصراع في أي لحظة".
وتوقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أبريل/ نيسان 2014 لعدة أسباب بينها رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين قدامى ووقف الاستيطان، إضافة إلى التنصل من حل الدولتين.
وأكد بولنسكي أهمية "الإجماع الدولي بشأن إيجاد تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، واستنادا إلى إطار القانون الدولي، بما في ذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومبادرة السلام العربية".
وهذه المبادرة أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وتقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وقبولها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
ودعا بولنسكي إلى "إعادة استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي ينبغي أن تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مع مراعاة مخاوف إسرائيل المتعلقة بأمنها القومي".
ومضي قائلا: "نحن مقتنعون بأن الجهود المتعددة الأطراف بحاجة إلى دفعة، بما في ذلك جهود اللجنة الرباعية (تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)".
فيما أكدت المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، خلال الجلسة، "التزام الولايات المتحدة الثابت والمستمر بأمن إسرائيل".
واستعرضت غرينفيلد الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الجاري لكل من إسرائيل والسعودية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت إن "الرئيس بايدن أشاد باتفاقات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين والمغرب (عام 2020) التي تساهم، إلى جانب معاهدتي السلام الإسرائيلية مع مصر (1979) والأردن (1994)، في الأمن والازدهار والسلام في الشرق الأوسط".
وشددت على "إمكانية توثيق التعاون بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة وخارجها".
واعتبرت أن "إعلان السعودية أنها ستسمح لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي كان خطوة مهمة أخرى في بناء منطقة أكثر تكاملا".
واستدركت غرينفيلد: "لكن كما قلنا مرارا وتكرارا في هذا المجلس، فإن اتفاقيات التطبيع ليست بديلا عن حل الدولتين المتفاوض عليه".
وحثت "جميع الأطراف في المنطقة وحول العالم على أن تدعم، قولا وفعلا، هدف إيجاد منطقة سلمية ومزدهرة، بما في ذلك من خلال اتخاذ إجراءات أكثر جرأة لتهيئة الظروف لحل الدولتين".
وخلال الجلسة، دعا مراقب فلسطين الأممي السفير رياض منصور إلى حصول بلاده على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
ومنذ 29 نوفمبر/تشرين الأول 2012، تحظى فلسطين بصفة دولة مراقب غير عضو، وحصولها على العضوية الكاملة يمنحها اعترافا دوليا بدولة فلسطين.
ويتطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة صدور قرار بالموافقة من مجلس الأمن.
فلسطين تجدد المطالبة بعضوية كاملة في الأمم المتحدة
طالبت فلسطين، الثلاثاء، بالحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
جاء ذلك في إفادة مراقب فلسطين الأممي السفير رياض منصور خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
ويحظى الفلسطينيون بصفة عضو مراقب في الهيئة الأممية، وحصولهم على العضوية الكاملة يمنحهم اعترافا دوليا بدولتهم.
وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 نوفمبر/تشرين الأول 2012، قرارا بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو.
وتضمن قرار الجمعية العامة الذي اعتمدته الجمعية العامة تحت رقم "67/19" نصا أعربت فيه عن "الأمل بأن ينظر مجلس الأمن ايجابا" في قبول طلب الدولة الكاملة العضوية في الأمم المتحدة الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر/ أيلو 2011 .
ويتطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة صدور قرار بالموافقة من جانب مجلس الأمن الدولي.
وحسب ميثاق الأمم المتحدة، يتطلب الحصول على العضوية الكاملة قرارا من مجلس الأمن، بموافقة تسع دول أعضاء، شرط عدم اعتراض أي من "دول الفيتو"، وهي الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين.
وقال مراقب فلسطين في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن اليوم: "منذ 8 سنوات اعتمدت الجمعية العامة قرارا تاريخيا منح فلسطين صفة الدولة المراقبة في الأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين وفلسطين تبدي قدرتها على أن تكون طرفا فاعلا وقويا في المجتمع الدولي".
وأضاف: "لنا كل الحق في أن نكون عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، ولا يوجد مبرر لتأخير النظر في هذا الأمر".
وتابع: "حقنا في تقرير المصير وسلامة الأراضي منصوص عليه في الأمم المتحدة.. وقرار مجلس الأمن رقم القرار 2334 مسارا واضحا في إنهاء الاحتلال، ولذلك فالمسؤولية تقع على عاتق مجلس الأمن لضمان سيرنا على هذا الطريق".
واعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2334 بأغلبية 14 صوتا (من أصل 15 دولة) وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016.
وأكد القرار عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، وطالب إسرائيل بوقف فوري لكل الأنشطة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتساءل رياض منصور أمام أعضاء المجلس: "هل يمكن أن نبدأ العمل معا من أجل السلام.. هل الكل مستعد بما يلزم لتحقيق السلام؟ هل أنتم مستعدون؟".
ومضى يقول: "إننا نحذر من أهدار فرصة حل الدولتين وضياعها بالكامل.. إن المستقبل سوف يتحدد بما نقوم به الآن".
وأضاف أن "هناك مهمتين أمامنا، الأولي توفير الحماية للشعب الفلسطيني ونحن نتعاون مع الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) في هذا الصدد، والمهمة الثانية تحقيق مبدأ حل الدولتين".
واختتم منصور كلمته مخاطبا أعضاء المجلس: "يجب أن نعمل الآن قبل فوات الأوان، المطلوب منكم التحرك الآن، أنتم تعلمون الهدف وتعلمون المسار الذي ينبغي أن نسلكه.. العمل فقط هو ما نحتاجه الآن".
يشار أن حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لن ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم.
لكن الفلسطينيين يعتقدون أن هكذا خطوة من شأنها أن تسهم بشكل كبير في الحصول علي حقوقهم المشروعة.
الاناضول