مقتدى الصدر يرفض الحوار ويدعو لاستمرار الاعتصام في البرلمان ويتوعد "الوجوه القديمة"

المدينة نيوز :- طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتصمين بالاستمرار في اعتصامهم إلى حين تحقيق مطالبهم السياسية، مؤكدا أنه لا فائدة ترجى من الحوار "خصوصا بعد أن قال الشعب كلمته الحرة العفوية".
وقال الصدر في كلمة له الأربعاء إن الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية، و"أنا على استعداد تام للشهادة"، مشددا في الوقت ذاته على رفضه إراقة الدماء.
ودعا زعيم التيار الصدري إلى إجراء انتخابات مبكرة، موضحا أنه لم يقرر خوض الانتخابات الجديدة من عدمه، قائلا إنه ليس "طالب سلطة، وليست عندي مغانم شخصية ولكنني أطلب الإصلاح".
وانتقد الصدر الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، معتبرا أن "الشعب العراقي سئم الطبقة الحاكمة برمتها"، مضيفا أنه "لن يكون للوجوه القديمة وجود من خلال عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان".
وتتواصل في العراق لليوم الخامس على التوالي اعتصامات أنصار التيار الصدري داخل البرلمان العراقي، احتجاجا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني.
ورحب رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي بما جاء في خطاب الصدر، قائلا إنه يلتقي من جوانب عدة مع مبادرة ائتلافه لحل الأزمة.
أما رئيس كتلة دولة القانون نوري المالكي فقال إن الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات تبدأ بالعودة إلى الدستور.
من جانبه، قال الإطار التنسيقي إن عدم تصدي حكومة مصطفى الكاظمي لما سماها الفوضى يجعلها جزءا من مشروع إسقاط هيبة الدولة، على حد تعبيره.
ودعا بيان صادر عن اللجنة التنظيمية لمظاهرات الإطار التنسيقي عناصر الأجهزة الأمنية إلى الحياد، وعدم الانجرار إلى الخلافات السياسية، والالتزام بالقانون والدستور، وعدم السماح لمن سمّتهم اللجنة مؤيدي الفوضى بالاستمرار في تجاوز المؤسسات الدستورية.
"العراق يحتاج حلا جذريا"
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إنه لم يشارك في الانتخابات، لأنه توقع حدوث ما تشهده البلاد الآن، مشددا على أن مشاكل العراق بحاجة إلى علاج جذري من خلال حوار وطني بناء.
وأكد علاوي -في مقابلة مع الجزيرة- أن الحوار المبني على أسس واضحة هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، وأكد على أن الحوار الوطني يجب أن يضم شرائح المجتمع العراقي على اختلافها.
وبشأن الانتخابات، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إن الانتخابات يجب أن تكون بإشراف القضاء العراقي والأمم المتحدة، وإن الانتخابات في الظروف الحالية لن تفيد وستأتي بنفس النتائج وستفرز الأزمة نفسها ما لم يتم النظر في قانونها.
وأوضح علاوي أن هناك خلافات شخصية بين الزعماء السياسيين في العراق، ولا علاقة لذلك بالمصالح العليا للبلاد، وأن النفوذ الخارجي والفساد والإقصاء من أسباب فشل العملية السياسية.
وبناء على ذلك، يرى علاوي أن الانتخابات المبكرة هي المخرج الوحيد، موضحا أنه سيقبل بالمشاركة في الانتخابات إذا كانت نتيجة حوار بناء بين القوى السياسية على قاعدة احترام الدستور الذي انتهكته القوى السياسية ولم تلتزم بتوقيتاته، على حد تعبيره.
المصدر : الجزيرة