الصادق المهدي يحاضر حول معالم الفجر الجديد في الإفطار السنوي للعالمي للوسطية ( صور )
المدينة نيوز - وصف الأمين العام لحزب الأمة السوداني رئيس المنتدى العالمي للوسطية الامام الصادق المهدي غياب خطط بديلة لدى الشعوب بـ " فقر الدم الفكري".
وأضاف في المحاضرة التي ألقاها خلال حفل الإفطار الذي أقامه المنتدى العالمي للوسطية مساء الأربعاء الموافق 17/8/2011 في مدينة الحسين للشباب أن " ثمة فقر دم فكري عند الشعوب يحدد ما هو البديل المطلوب وما هو العمل والتدابير لسد الثغرات فيما يتعلق بالبديل المشهود " ، مبدياً تساءله عن البديل الذي تنشده الشعوب بصورة قاطعة والذي يمكن ان يكون العلاج الشافي فقال " السلطات القائمة صارت مرفوضة ولكن ما هو البديل الذي ننشده وهنالك ما يمكن أن نسميه فقر دم فكري يحدد ما هو المطلوب وما هو العمل؟".
وتحدث الإمام الصادق أمام نخبة من السياسيين ورجال الدين والاعلام بحضور الامين العام لمنتدى الوسطية المهندس مروان الفاعوري عن أسباب الثورات العربية موضحاً أن لها اسبابا موضوعية واخرى ذاتية ، مشدداً على أن الفساد والاستبداد والبطالة والتبعية المُذلة والإنسداد في الأفق بين الحاكم والمحكوم في عالم صار الناس فيه يقدسون الحرية والشفافية والعدالة والقانون كلها تعد اسبابا موضوعية لاندلاع مثل هذه الثورات.
واثنى المهدي في المحاضرة التي حملت عنوان (معالم الفجر العربي الجديد) وهو عنوان كتاب ألفه مؤخراً على من اسماهم " طلائع الشباب" التي اكتشفت وسائل حديثة للتعبير عن ذاتها أبرزها "تويتر" و "فيس بوك" و " يوتيوب" ، في وقت كان التعبير الحركي يشكل درعاً واقياً للثورات دعمه درعا اعلاميا فيما شكل الرأي العام الدولي درعاً دولياً.
وحول الثورات العربية المح الى استقتال الشهيد محمد البوعزيزي بعد أن شعر بحالة الإحباط لكن من بعده قد فتح الباب وكسر حاجز الخوف وبدأت الثورة في تونس ومن ثم مصر حيث اندفعت الى الواجهة .
واضاف أن هناك تفاوتا في طبيعة كل بلد من حيث المفاجأة والاستعداد للتحول والتغيير فقال " غاب عنصر المفاجأة واختلفت ردات الفعل واختلف رد القوات المسلحة و التركيبة السكانية واختلفت العوامل والتدخلات الاقليمية والدولية مما حرم ثورات لاحقة بالسرعة والسهولة المطلوبة التي نتجت عنها ثورات اخرى".
واستدرك بالقول لكي لا يحبط الثورات القائمة " لا بُد من صنعاء وإن طال السفر ، وإن حدثت تعقيدات لكن حكم الفرد إلى زوال لان ذلك يتماهى مع مثلنا وحركة التاريخ " ، منتقداً من يقف الى جانب الانظمة المستبدة "بفكرة حاكمة واعلام مضلل وأمن لا يراعي ذمة والتي قهرت بها الشعوب ومن هنا خلق الاحتقان".
وحول الديمقراطية وتمثلها في العالم العربي والاسلامي أوضح انه لايمكن للديمقراطية الاستدامة مالم تترافق مع تحولات تعالج مشاكل الفقر والبطالة والفساد، مؤكدا ان تطبيق الديمقراطية بوجود تلك المشاكل ستوجه الناس نحو حركات تقضي على السلم الاجتماعي، كون الديمقراطية مع توازناتها شرط لأي حركات إصلاحية.
ودلل المهدي على اهمية التكتلات السياسية مابين الدول العربية والاسلامية، لتقوية مواقفها، مستعرضا نموذج الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والهند والصين، وما حققته تلك الدول من تقدم في شتى المجالات.
وتطرق الى شعارات ترفع لكن
ها لا تطبق بل أنه يتحقق عكسها وقال "هذا ما حدث في بلادي " ، وعن وجود الايدولوجيات في الخطاب الاسلامي نوه إلى أنه يوجد تياران موجودان الاول متمثل في طالبان وهو متشدد ويريد أن يستنسخ الماضي وتيار اردوغان يبني توجهه في ظل العلمانية . وحول اختلاف الفرق الاسلامية، قال إن المدارس الفكرية لو تجردت من بعض الظروف المذهبية فنرى ان كل المسلمين اهل سنة باعتبار الاتباع وشيعة في حب رسول الله وصوفية باعتبار ان احكام الاسلام مستمدة من جذور روحية.
وعلى هامش المحاضرة كرمت رابطة كتّاب التجديد المنبثقة عن المنتدى الدكتور سعد الدين العثماني والدكتور محمد مورو لمساهمتهما في اعمال تجديدية في مجال الفكر والثقافة ، فيما كان عريف حفل الزميل الكاتب حسين الرواشدة الذي قدم شذرات من الكلمات وتحدث عن الوسطية والاعتدال في الإسلام.