أمر مستحب فعله في يوم عاشوراء خلاف الصيام
المدينة نيوز :- هناك أشياء مستحبة في يوم عاشوراء، ومنها التوسعة على الأهل، فما هو حكم التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء؟.
يقول الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وفق صحيفة الوطن إنّ صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء من السنة النبوية وله ثواب كبير، إلا أنّ الحديث عن التوسعة على النفس والأهل يوم عاشوراء يعد سنةٌ مستحبة.
واستشهد لاشين بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» رواه ابن عبد البر في (الاستذكار) من حديث جابر رضي الله عنه، وروى الطبرانيُّ والبيهقيُّ وابنُ أبي الدنيا مثلَه عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه. قال جابر رضي الله عنه: «جَرَّبْتُهُ أربعينَ عَامًا»، وقال سفيان بن عيينة: «قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلا خَيْرًا».
وأضاف لاشين: «وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ الذي يقول: (مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا)، قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّف».
وأكد أنه ينبغي أن يوسع على الأهل فيهما -أي ليلة عاشوراء ويومها-، وقال الشيخ زروق في شرح القرطبية: فيوسع يومه وليلته من غير إسراف ولا مرآة ولا مماراة، وقد جرب ذلك جماعة من العلماء فصح، وفقا لما قاله العلامة الحطاب المالكي في (مواهب الجليل في شرح مختصر خليل).
كما دلل بقول الشيخ عبدالحميد الشرواني الشافعي، في (حاشيته على تحفة المحتاج): (قوله: وهو عاشر المحرم) ويسن التوسعة على العيال في يوم عاشوراء؛ ليوسع الله عليه السنة كلها كما في الحديث الحسن، وقد ذكر غير واحد من رواة الحديث أنه جربه فوجده كذلك، ... عبارة المناوي في شرح الشمائل: وورد: «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها»، وطرقه وإن كانت كلها ضعيفة، لكن اكتسبت قوة بضم بعضها لبعض، بل صحح بعضها الزين العراقي كابن ناصر الدين،.
كما ذكر قول الشيخ منصور العجيلي الأزهري الشافعي المعروف بالجمل في (حاشيته على شرح المنهج): ويستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب، والتصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف، فإن لم يجد شيئا فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه، كما قال العلامة البهوتي الحنبلي في (كشاف القناع عن متن الإقناع): وينبغي فيه التوسعة على العيال، سأل ابن منصور أحمد عنه فقال: نعم، رواه سفيان بن عيينة عن جعفر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، وكان أفضل أهل زمانه أنه بلغه: «من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته» قال ابن عيينة: قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما رأينا إلا خيرا».