تدهور المحاصيل في الهند يهدد 40 % من التجارة العالمية للأرز
المدينة نيوز :- يواجه إنتاج الأرز في الهند تدهورا خلال العام الجاري، حيث تسبب تراجع تساقط الأمطار في مناطق الزراعة الرئيسة في تقليص الزراعات، ما يثير مخاوف من أن أكبر دولة مصدرة للأرز قد تحد من صادراتها بعد فرض قيود على مبيعات القمح والسكر لتوفير الأمن الغذائي.
ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن وزارة الزراعة القول إن إجمالي مساحة زراعة الأرز في الهند، وهي ثاني أكبر منتج له في العالم، تراجع بواقع 12 في المائة حتى الآن هذا العام.
ويتداعى المحصول في وقت يضر فيه ارتفاع أسعار الغذاء بالاقتصادات في مختلف أنحاء العالم، وهو ما سيؤثر في مليارات الأشخاص الذين يعتمدون على هذه السلعة الرئيسة. وتسهم الهند بنحو 40 في المائة في التجارة العالمية للأرز.
ومنعت الهند تصدير القمح في أيار (مايو)، وقالت إن الأمن الغذائي للبلاد مهدد، بعدما أضرت موجة حر تجاوزت الأرقام القياسية بمحصول القمح في عديد من الولايات. كما قيدت الهند صادرات السكر لتأمين إمدادها الغذائي.
وقالت وزارة الزراعة في وقت متأخر أمس الأول إن مساحة زراعة الأرز تراجعت إلى 30.98 مليون هكتار ":76.55 مليون اكر": اعتبارا من 12 آب (أغسطس)، من 35.36 مليون هكتار قبل عام. غير أن المنطقة المخصصة لقصب السكر ارتفعت إلى 5.52 مليون هكتار من 5.45 مليون.
ويقول موكيش جين، مدير شركة "سبونج إنتربرايسيز" لشحن الأرز في تصريحات سابقة، إن أسعار بعض الأصناف زادت بأكثر من 10 في المائة في ولايات أساسية لزراعة الأرز مثل البنغال الغربية وأوديشا وتشاتيسجار، وذلك بسبب ضعف هطول الأمطار والطلب المتزايد على المحصول من بنجلادش.
وأضاف أن أسعار التصدير للتسليم من خلال الشاحنات قد ترتفع من 365 دولارا حاليا، إلى 400 دولار للطن الواحد في أيلول (سبتمبر).
يستهلك ويزرع معظم أرز العالم في آسيا، ومن هنا تنعكس أهميته في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة. وعلى عكس أسعار القمح والذرة التي ارتفعت نتيجة الحرب الروسية، كان سعر الأرز قد انخفض بسبب وفرة الإنتاج والمخزونات، ما ساعد على تفادي أزمة غذائية أكبر.
لكن المستقبل يعتمد على محصول الأرز في الهند وموسم الأمطار بها. ويتفاءل بعض العلماء الزراعيين بطول الوقت الكافي لمواصلة الزراعة وتعويض بعض النقص في المنتج. كما يتوقع هطول الأمطار بشكل طبيعي في أغسطس وسبتمبر، ما سيؤدي إلى تحسين إنتاج المحاصيل.
إلا أن المزارعين أعربوا عن وجهة نظر أقل تفاؤلا، إذ يقول المزارع راجيش كومار سينج، 54 عاما، من ولاية أوتر براديش، إنه زرع الأرز في نصف فدان فقط من أرض مساحتها سبعة أفدنة "2.8 هكتار": بسبب قلة الأمطار في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، قائلا، "الوضع خطير حقا".
وأوضح هيمانشو، الأستاذ في جامعة "جواهر لال نهرو" الذي استخدم اسمه الأول للتعليق فقط، إن أسعار الأرز تتعرض للضغط، ومن غير المتوقع أن يحدث التعافي بسبب ندرة عمليات الزرع في منتصف يوليو، مضيفا أن انخفاض الإنتاج يزيد الضغوط على التضخم.
من المحتمل أن يشكل الأرز تحديا جديدا لجهود محاربة التضخم في الهند، وكان معدل أسعار المستهلكين تجاوز الحد المستهدف من قبل الاحتياطي الهندي البالغ 6 في المائة هذا العام، ما أدى إلى صعود أسعار الفائدة بشكل حاد.
يقول كوشيك داس، الخبير الاقتصادي لدى "دويتشه بنك"، "قلة مساحات زراعة الأرز المغمورة بالمياه، فضلا عن الطلب المتزايد من بنجلادش ودول الشرق الأوسط، أدت إلى ارتفاع أسعار الأرز بأنواعه المختلفة بنسبة 30 في المائة تقريبا منذ يونيو. ويفرض هذا الأمر تحديات على توقعات تضخم أسعار الغذاء".
وفي محاولة لتجنيب العالم أزمة حبوب كبرى، أطلقت إسبانيا مشروعا تجريبيا لاستيراد الحبوب من أوكرانيا بالقطار لاستكشاف مدى إمكان استخدام وسيلة النقل إذا أغلقت الطرق البحرية أو حظرت بسبب الحرب.
وتسببت الحرب الروسية في توقف صادرات الحبوب الأوكرانية ما أدى إلى محاصرة ما يصل إلى 25 مليون طن من القمح والحبوب الأخرى في موانئ كييف على البحر الأسود.
وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الغذاء في كل أنحاء العالم وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة.
وقالت وزارة النقل إن قطار "رينفي" للشحن "يتألف من 25 حاوية طول كل منها 12 مترا" غادر مدريد مساء الثلاثاء كجزء من المشروع الإسباني متوجها إلى بلدة خيلم البولندية القريبة من الحدود الأوكرانية.
وسيقطع 2400 كيلومتر إلى خيلم حيث ستجمع 600 طن من الحبوب وتعود إلى برشلونة مطلع سبتمبر.
وقالت الوزارة في بيان "هذا مشروع تجريبي لإثبات الجدوى الفنية والاقتصادية لنقل الحبوب عبر شبكة السكك الحديد التي تعبر أوروبا من لودز في بولندا إلى برشلونة".
وأشارت إلى أن المشروع الجديد سيساعد أيضا "في معرفة مدى قدرة النقل البري على دعم الطرق البحرية".