المجلس المحلي والهيئات الثقافية
المجلس المحلي ، كبقية المجالس البرلمانية والمحلية والبلدية المنتخبة في محافظة جرش ما أسرع ما يقطعون علاقاتهم بالشعب الذي قام على انتخابهم وإيصالهم لتلك الكراسي التي يتمتعون بالجلوس عليها ولسان حالهم يقول : (وداعا لا لقاء بعده) نعم فقط حقق المنصب بسمعته وخدماته وشطارته أما الطامة الكبرى عندما يقول قائل : أنا نجحت بفلوسي!
والحقيقة أن هذا لم يكن ليكون لولا ذلك التواطؤ ممن يعتبرون أنفسهم نخبا للمجتمع الثقافي والسياسي والاقتصادي ويدخلون في صراع الانتخابات فيدخلون في خضمها بدوافع عنصرية أو مصلحية أو طلبا لوجاهة زائفة ممن لا يمتلك منحها لتكون المكافأة على كل تعب الرعاع وشهادة الزور التي شهدوا بها بعدم الرد حتى على تلفوناتهم.
وإلى جانب النخب نرى وسائل الإعلام خاصة الرسمي منها تبتعد ابتعادا غير طبيعي عن دورها الريادي كسلطة رابعة (إلا من رحم ربي) تسعى لتنوير مواطنيها ووضعهم في الحدث كما يجب أن يكون من نقل الحدث لا صناعته حسب الهوى والرغبات مع التمجيد والتصفيق.
ونحن الآن لسنا في صدد جلد الذات فلم تعد لنا ذات نجلدها ولكن نود أن نطرح من خلال هذه القراءة أن نصل ولو لبعض. الإصلاح ما أمكن إليه سبيلا.
ولنبدأ هذه السلسلة بالمجلس المحلي ذلك أنه يضم نخبة من أصحاب الكفاءة المشهود لها ولليد البعيدة عن الفساد بالوقت الذي نسأل هذا المجلس الموقر ما البرامج المعدة للارتقاء بخدمات المحافظة وتطويرها؟ وهل تم عقد جلسات لمناقشتها مع المجتمع المحلي ليطلع عليها من جانب ، ويحاسب على عدم إنجازها من جانب آخر ليمجد الحسن ويقبح القبيح من العمل . لو سألنا المواطنين عن المجلس ودوره وما يناط به فكم مواطن ترون أنه قادر على الإجابة الملمة بذلك ؟
أين دور الهيئات الثقافية ومدى هذا الدور (الذي يجب أن يكون إيجابيا) ومشاركتها في المساهمة في تنفيذ برامج المجلس المحلي سواء أكان بتسويقه من خلال الأمسيات والندوات والمؤتمرات ليكتمل المشهد أمام المواطن في هذه المحافظة ويتفهم ما يقوم به المجلس من مشاريع تنموية وخدمية في محافظتهم .
هل من المصلحة (ومصلحة من؟) أن تبقى الطاسة ضائعة ؟
نحن نريد أن تكون أيدي المجلس بيضاء كما نؤمل بها ، داعمة للشباب في ميادينهم الرياضية والثقافية والفنية والعلمية ، وأن لا تقتصر الرؤيا على شارع هنا ودخلة هناك .
نريد المجلس شعلة تضيء ما تركه الآخرون من ظلمات التغول والفساد والمحسوبية والأنا المفرطة في جورها وتجاوزاتها .
الهيئات الثقافية منابر فكر وعطاء وتحتاجون إليها أكثر مما تتخيلون فلا تدعوا الفرصة تفوتكم في الاستفادة منها لصالح محافظتنا وهم خير شريك لكم في ذلك.
وهنا يتشرف ملتقى جرش الأدبي بدعوتكم لجلسة حوارية حول ما ذكر.
رئيس ملتقى جرش الأدبي