الفقر والتدبير
قال تعالى: "أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون "سورة الزخرف ايه 32.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أخاف على أمتي الفقر ما عملوا بالتدبير "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التدبير نصف العيش "
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لو كان الفقر رجلاً لقتلته "
فنجد أن معظم الناس في مجتمعنا تعيش تحت خط الفقر كون دخولهم
تقل عن680 دينار وذلك حسب ما اظهرته نتائج المسح الذي نشرته وكالة الانباء " بترا " كذلك الذي انطلق بداية عام2008 وانتهى منتصف2009 ان حد الفقر العام يبلغ680 دينار في العام وهو المبلغ الذي يكفي حاجة الفرد من الغذاء والخدمات بانواعها
أظهرت نتائج مسح الفقر في الاردن ان3ر13 بالمئة من اجمالي سكان المملكة يقعون تحت خط الفقر العام المطلق.
وبينت الدراسة التي اعلن نتائجها مدير عام دائرة الاحصاءات العامة الدكتور حيدر فريحات في مؤتمر صحافي ان خط فقر الغذاء ( المدقع ) يبلغ292 دينارا و388 دينارا خط الفقر لغير الغذاء للفرد في العام.
كما بينت الدراسة ان خط الفقر المطلق للاسرة المعيارية (7 ر5) فرد بلغ 3876 دينارا سنويا أي ما يعادل323 دينارا شهريا.
وكون الإنسان يحتاج إلى متطلبات ضرورية وأساسية في حياته في هذا العصر لا يمكنه أن يغفل عنها فلا بد له من التدبير .
ونجد أن الإسلام عالجها وبمنظور حضاري راقي يحتاج إلى تطبيق من قبل القائمين على عملية الإشراف ولكن التقصير في تطبيقها من قبل المسلمين أدى إلا ما يلي:
1. بتعطيل فرض زكاة المفروضة على أغنياء من قبل البعض أدى إلى ما نحن عليه الآن فعندما كان التطبيق الفعلي للزكاة المفروضة في عهد عمر بن الخطاب فقد وزع من بيت مال المسلمين على الفقراء وعلى من كان من أهل الذمة ولا يجد من يعينه وعلى كبير السن الذي لا يجد من يساعده في الوصول إلى المسجد وأيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز قصص كثيرة من ذلك.
2. وكذلك تعطيل الناس لأمر الصدقات , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صدقة بعشرة أضعاف " فقل من يسعى بها ويرجو الأجر من الله حيث كان السلف الصالح يبذلون في سبيله , فها هو عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة .
3.وكذلك تعطيل القرضة " القرض الحسن " الذي يعين الناس وأجره 27 ضعف، قال صلى الله عليه وسلم : " القرض بـ سبع وعشرين ضعف " قلَّ من يعمل بها وان كان ذلك عائد لضعف الذمه بين الناس وعدم صدقهم ورغبتهم في السداد .
وقال عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم : " من تديَّن بدين وينوي سداده أعانه الله على سداده "رواه ابو هريره وقال الحبيب عليه صلوات الله: "من أخذ من أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله "رواه البخاري في كتاب الزكاه.
ويحاسب الإنسان على دينه ويحرم من دخول الجنة حتى ولو كان شهيدا ما لم يسدد عنه أهله دينه .
4. وهناك أنواع من البيوع تعين من معه مال على استثمار ماله مع من لا يملك المال ويملك حرفه ومقدرة على إدارة المال أو له أرض يرغب بزراعتها والأمثلة كثيرة في هذا الباب ولكن ضعف الإقبال عليه من قبل الناس.
فبتعطيل الأغنياء لكل ما ذكر سابقا يؤدي إلى البطالة وإلى شيوع الفقر بين الناس .
أعلم أن هناك أيضا بعض من تصرفاتنا نزيد الهوة من خلال استهلاكنا المفرط للطاقة بانواعها كهرباء وقود والتبذير باستهلاك الماء والطعام وتصرفاتنا للتباهي امام الغير والغيرة مع عدم القدرة والتبذير فيما بين أيدينا فلو عملنا جميعا في التدبير لاستطعنا أن نحيا حياة طيبة فيها مرضاة الله .
