انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية
المدينة نيوز:- ناقش باحثون ومسؤولون حكوميون من جمهورية الصين الشعبية ومن دول عربية، عددا من القضايا المتعلقة بالإصلاح والتنمية، وآليات تفعيل جسور التواصل بين الجانبين بما يحقق المنفعة المتبادلة في مجالات مكافحة الفقر والأمن الغذائي واللقاحات والتنمية الخضراء والتغيّر المناخي والتصنيع والتطور التكنولوجي، والسعي بخطى حثيثة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتناول المشاركون في المنتدى، الذي نظمته وزارة الخارجية الصينية ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، مساء أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي، مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76، ومبادرة الحزام والطريق اللتان تتضمنان مفاهيم مهمة وإرشادا فكريا لحل المعضلات التي تواجه البشرية، والدفع بأجندة التنمية الدولية إلى الأمام.
وأكّد المشاركون، أهمية تفعيل الإطار المؤسساتي للعمل العربي الصيني المشترك؛ لإضفاء المزيد من الفعالية في مسائل التنمية، ودعوا إلى مقاربة إعلامية فعّالة تساهم في تسليط الضوء على هذه المبادرات والتعريف بها في إطار التعاون التنموي الذي يحقق النفع المتبادل للجانبين.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل الذوادي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، إن تحقيق تنمية حقيقية يتطلب تضافر جميع الجهود، ومن هنا تكمن أهمية المبادرات الدولية التي تخدم وتعجل تنفيذ الأهداف التنموية العالمية.
وعبّر الذوادي عن تقدير الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، للمساعي الصينية في المساهمة في جهود التنمية من خلال مبادرة التنمية العالمية؛ للدفع بالتعاون في تسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وحشد الجهود لمواجهة التحديات التنموية بشكل مشترك.
وأكّد، أن التنمية والسلام وجهان لعملة واحدة؛ فلن تنمو الدول وتتقدم ولن تحقق رفاهية الشعوب إلا بتحقيق السلم والاستقرار، مثمنا في هذا الإطار دور جمهورية الصين الشعبية ومواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع الذوادي، أن الوطن العربي يمر بمنعطفات خطيرة جرّاء الظروف والأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة، ما يتوجب تضافر الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد الحلول السياسية لهذه الأزمات، مثمنا في هذا الإطار الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية وإيجاد حلول للأزمات القائمة في المنطقة.
وأضاف، أنه من المنتظر أن تمثل القمة العربية الصينية التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية في كانون الأول المقبل محطة بارزة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين.
بدوره، قال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط السفير تشاي جون، إن موضوع هذا المنتدى لهذا العام هو مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ وهي مبادرة هامة أخرى طرحها الرئيس بعد مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح، أن مبادرة التنمية العالمية تهدف إلى لفت المجتمع الدولي إلى قضايا التنمية ودعم وتقوية الشراكات الإنمائية العالمية وتسريع تنفيذ أجندة التنمية المستدامة العام 2030، من خلال التركيز على التعاون في مجالات مكافحة الفقر، والأمن الغذائي، ومكافحة جائحة كوفيد-19 واللقاحات، والتغيّر المُناخي، والتنمية الخضراء، والتصنيع والاتصال الرقمي، وتمويل التنمية.
وذكر تشاي جون، أن التنمية هي موضوع دائم للمجتمع البشري، وهي أيضا مسؤولية تاريخية مشتركة للصين والدول العربية، مضيفا أن العلاقات العربية الصينية تطورت في السنوات الأخيرة بشكل شامل وسريع.
وبين، أن الصين والدول العربية تستعدان لعقد القمة الأولى لهما، ويسعيان من خلالها لبناء مستقبل مشترك في العصر الجديد، مشيرا إلى أن هذا التعاون ستكون له آفاق واسعة والكثير من الفرص لاستكشاف مسارات التنمية التي تناسب ظروفهما الوطنية بشكل مستقل، ودعم بعضهما البعض في حماية حقوقهما ومصالحهما التنموية المشروعة المتمحورة حول نماء الشعوب.
وأكّد، أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية من خلال إجراءات حقيقية ملموسة وجعل الإنجازات تعود بالفائدة على الشعب الصيني والشعوب العربية والعمل معا على تعزيز إقامة الشراكة التنموية.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ورئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، البروفسور لي يانسونغ، إن مبادرة التنمية العالمية تمثل الأفكار الصينية في الحوكمة والتنمية العالمية والدفع بها قُدما، وترسم خريطة طريق لردم الفجوة التنموية بين دول الجنوب والشمال وتصحيح الاختلالات التنموية.
وأوضح، أن المركز نشأ بمبادرة شخصية من الرئيس الصيني شي جين بينغ ليكون منصة لتبادل الخبرات والتواصل الصيني العربي وتعزيز الفهم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين.
وأضاف، ومنذ تأسيسه قبل 5 سنوات العام 2017، حقق المركز نتائج مرجوة في 4 مجالات، وهي: الدورات الدراسية، وتكوين الكفاءات، والبحوث الأكاديمية والتواصل الشعبي، مضيفا أن المركز سيبذل قصارى جهده في السنوات القادمة لتقوية المركز، بما يعزز التواصل والدعم الفكري بين الجانبين.
وتشير قائمة الإنجازات الصادرة عن الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، أن الصين ستوفر حوالي 100 ألف منحة دراسية للبلدان النامية والفقيرة، وسيشكل ذلك فرصة لتبادل الخبرات بين الصين والدول العربية، وقد سبق للمركز تنظيم 12 دورة دراسية لـ 316 مسؤولا عربيا من القيادات الرفيعة المستوى والمتوسطة، حيث هدفت الدورات إلى تحقيق التنمية المستدامة للدول العربية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية مع مراعاة الموارد الطبيعية للجانب العربي.
بدوره، قال رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبو ظبي، الدكتور مغير خميس الخييلي، إن موضوع الإصلاح والتنمية يعد من المرتكزات المهمة التي يتوجب على الجميع العمل عليها؛ إرتقاء بالمجتمعات والأفراد، ومن المهم سماع صوت المجتمع لدعم الاستقرار والحفاظ على التنمية المستدامة في المجالات كافة كتعزيز الابتكار ورفع الكفاءات والمهارات. يشار إلى أن مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية جاء كنتاج لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمقر جامعة الدول العربية عام 2017، للمساهمة في تعزيز العلاقات المتميزة في كافة المجالات بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، حيث عقدت منذ ذلك الوقت العديد من الدورات الدراسية لمسؤولين عرب وبمشاركة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
المصدر:بترا