اتفاق التهدئة انهار خلال دقائق.. مقتل 49 جنديا أرمينيا في المواجهات مع أذربيجان
المدينة نيوز : لم يدم اتفاق وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، حيث أعلنت باكو أن "الاتفاق تم خرقه بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ"، في وقت أشار فيه رئيس الحكومة الأرمينية، نيكول باشينيان إلى "استمرار القتال".
وطالبت الخارجية الروسية في بيان، الثلاثاء، أرمينيا وأذربيجان بوقف الأعمال القتالية والالتزام باتفاق لوقف إطلاق النار، وعبرت عن "قلقها البالغ" بشأن تجدد القتال بين البلدين.
وصرح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب أمام البرلمان في وقت سابق اليوم بأن حدة القتال قد خفت، إلا أنها لا تزال نشطة في بعض المناطق.
وذكرت وسائل إعلام أذربيجانية أن وقف إطلاق النار انهار بعد 15 دقيقة، بحسب ما نقلت عنها رويترز.
وقتل 49 جنديا أرمينيا على الأقل في مواجهات حدودية هي الأكثر دموية مع أذربيجان منذ الحرب بين الدولتين الواقعتين في القوقاز في 2020، حسبما أعلن باشينيان، الثلاثاء.
وقال باشينيان في خطابه "حتى الساعة، لدينا 49 عسكريا قُتلوا، وللأسف ليس هذا العدد النهائي"، وفقا لـ"فرانس برس".
وأضاف أن القوات الأذربيجانية هاجمت مواقع أرمينيا خلال الليل، مشيرا إلى "استمرار القتال"، وفقا لـ"رويترز".
وتعهدت موسكو ويريفان باتخاذ خطوات "من أجل استقرار الوضع" على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، التي تشهد اشتباكات كبيرة، الثلاثاء، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية.
وقالت الوزارة إن وزير الدفاع الأرميني عرض في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو، "الوضع الناتج عن العدوان الواسع النطاق لأذربيجان"، وفقا لـ"فرانس برس".
وأضاف أن الوزيرين "اتفقا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقرار الوضع".
من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، الثلاثاء، أرمينيا إلى "التوقف عن استفزازاتها" ضد أذربيجان، بعد استئناف المعارك العنيفة على الحدود بين البلدين.
وقال الوزير التركي في رسالة نشرها على موقع "تويتر" "يجب على أرمينيا التوقف عن استفزازاتها والتركيز على مفاوضات السلام والتعاون مع باكو.
اتهامات متبادلة
تبادلت باكو ويريفان اللوم في التوترات التي اندلعت خلال، ليل الاثنين، في أحدث تصعيد في الأعمال القتالية المستمرة منذ عقود بسبب إقليم ناغورنو قرة باغ، المتنازع عليه.
وأعلنت أرمينيا أن اشتباكات تجري، الثلاثاء، على الحدود مع أذربيجان، مؤكدة أن القوات الأذربيجانية المدعومة بالمدفعية والطائرات المسيرة، تسعى إلى "التقدم" داخل الأراضي الأرمينية، وفقا لفرانس برس.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن "المعارك" تدور في عدة نقاط على الحدود و"العدو يحاول باستمرار التقدم"، مؤكدة أن "القوات الأذربيجانية تواصل استخدام المدفعية وقذائف هاون وطائرات بدون طيار وبنادق من العيار الثقيل".
واعترفت أذربيجان، التي استعادت سيطرتها الكاملة على الإقليم في نزاع استمر ستة أسابيع في عام 2020، بسقوط ضحايا في صفوف قواتها، ولم تذكر أرمينيا الخسائر، وفقا لـ"رويترز".
ونقلت الوكالات عن بيان صادر عن وزارة الدفاع الأذربيجانية قولها إن "عدة مواقع ومخابئ ونقاط حصينة للقوات المسلحة الأذربيجانية، تعرضت لقصف مكثف من أسلحة من مختلف العيارات، ومنها قذائف المورتر، من وحدات من الجيش الأرميني".
وأضافت "نتيجة لذلك، وقعت خسائر في الأفراد وأضرار في البنية التحتية العسكرية"، وفقا لـ"رويترز".
وجاء في بيان أذربيجان أن القوات الأرمينية شاركت في أنشطة مخابراتية على حدودها ونقلت أسلحة إلى المنطقة وقامت، مساء الإثنين، بعمليات تعدين.
وقالت أذربيجان إن أعمالها كانت "ذات طبيعة محلية بحتة وتستهدف أهدافا عسكرية".
أما وزارة الدفاع الأرمينية فقالت "إطلاق النار المكثف مستمر وبدأ نتيجة استفزاز واسع النطاق من الجانب الأذربيجاني وقامت القوات المسلحة الأرمينية برد متناسب".
صراع ممتد
اندلع الصراع لأول مرة في أواخر الثمانينيات عندما كان كلا الجانبين تحت الحكم السوفيتي واستولت القوات الأرمينية على مساحات شاسعة من الأراضي بالقرب من ناغورنو قرة باغ، المعترف بها دوليا على أنها تابعة لأذربيجان لكن يقطنها عدد كبير من السكان الأرمن.
واستعادت أذربيجان تلك الأراضي في قتال عام 2020، انتهى بهدنة توسطت فيها روسيا وعودة آلاف السكان إلى منازلهم التي فروا منها، والتقى زعيما البلدين عدة مرات منذ ذلك الحين للتوصل إلى معاهدة تهدف إلى إقامة سلام دائم، وفقا لـ"رويترز".
الحرة