الحرص على جودة التعليم الجامعي بين النظرية والتطبيق
كلنا نأمل بان تكون جودة التعليم في جامعاتنا الاردنيه في أعلى مستوياتها. إذ نحن نسعد كثيرا إذا ما تحقق ذلك ونفتخر أمام شعوب العالم المتحضر. لكن ما نراه من تضييق على قبول أبنائنا في جامعات الوطن بزعم الحرص على جودة التعليم الجامعي ليس له أي سند موضوعي أو منطقي . ويتمثل ذلك الحرص المزعوم في حصر أعداد الطلبة في قاعات المحاضرات إلى أعداد متدنية محدودة لايمكن تجاوزها . أضافه إلى ذلك, الحرص على بناء كليات وفق احدث الطرق المعمارية يمكن بكلفة بناء كليه واحده منها أن نغطي كلفة بناء ثلاثة كليات بطرق معماريه متواضعة لكنها معقولة ومقبولة تلم شمل الشباب المتعطش للعلم من أبناء الوطن. وعندما نسأل الجهات المسؤوله عن تبريرات ذلك تكون حجتهم أن الدول المانحة هي من تضع مميزات وشروط البناء.
لكن ما يثير الغضب والحنق انه وحتى هذه اللحظة لا نلمس أي تقدم ملحوظ للمراكز التي تشغلها جامعاتنا الاردنيه على مستوى العالم. فأين إذا هي جودة التعليم المزعومة وجامعاتنا مازالت تقبع في مراكز متأخرة على مستوى العالم؟ وما دام الوضع هكذا, فلماذا لا تفتح جامعاتنا الحكومية أبوابها لكل طالبي العلم من أبناء الوطن شريطة اجتيازهم امتحان قبول يعقد لهذه الغاية لا تطاله يد الواسطة والمحسوبية والفساد؟
إن ما يثير الاستغراب أيضا أن حرص جامعاتنا على جودة التعليم المزعومة من خلال استيعاب إعداد محدودة من ألطلبه من خلال القبول العادي لايبرره عقل أو منطق ونحن نرى القوائم العديدة للدارسين على حساب التعليم الموازي من أبناء الدول العربية الشقيقة أو أبناء الأردنيين الذين يضطرون لبيع ما يمتلكونه ويدخرونه لحاجات الزمان وعلى حساب لقمة عيشهم من اجل تدريس أبنائهم.
فأين هي جودة التعليم في ظل هذه ألتجاره المكشوفة حيث يصل عدد ألطلبه المقبولين في كليات الطب والهندسة في المسار الموازي إلى ما يعادل أو يزيد عن نسبة المقبولين من خلال المسار العادي؟ وكل ذلك ليس إلا لتحقيق الرواتب والامتيازات العالية للعاملين في تلك الجامعات الحكومية التي هي في الأصل ملك للشعب.
فالى متى ستستمر هذه ألمسرحيه والى متى سيستمر الضحك على الذقون بمقولة \"الحفاظ على جودة التعليم الجامعي \" ؟ لقد طفح الكيل وان الأوان لكي نحذو حذو الدول الراقية بإتاحة ألفرصه لكل راغب في الدراسة الجامعية كحق أساسي للمواطن الاردني الذي بات يئن تحت وطأة الرسوم الجامعية الباهظة لدراسة تخصصات مشبعه ليس لخريجيها مصير سوى الالتحاق بطوابير العاطلين عن العمل. وبعد ذلك يتعجبون ويستغربون مما نراه ونعايشه من عنف جامعي ومجتمعي أنتجته مشاعر الإحباط واليأس التي يعاني منها شبابنا الاردني وأولياء أمورهم.