أردوغان: مفاوضات استخباراتنا مع دمشق ستحدد خارطة الطريق
المدينة نيوز:- كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن المفاوضات بين بلاده والنظام السوري تجري عبر جهاز الاستخبارات، مشيرًا إلى أنه وفق نتائج جهاز الاستخبارات ستحدد "خارطة الطريق".
جاء ذلك خلال لقاء لقاء تلفزيوني عبر قناة "سي إن إن ترك" و"كانال دي"، تناول فيه أردوغان العديد من القضايا التركية والدولية، من ضمنها الملف السوري.
وعن تطبيع العلاقات مع النظام السوري، قال الرئيس التركي: "استخباراتنا تجري مفاوضات هناك (في دمشق)، ونحن نحدد خارطة طريقنا بناءً على نتائج جهاز الاستخبارات".
وحول ما إذا كانت العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا مطروحة على جدول الأعمال، قال أردوغان، إن "هناك نتائج ناجحة لهذه العملية، في الواقع، نحن لا نقضي فقط على التهديدات التي تستهدف أمننا القومي في محاربتنا للإرهاب في المنطقة، بل نضمن أيضًا سلام المنطقة".
وأضاف أن "مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكون أحادية الجانب، لذا يجب أن يكون لدى الطرف الآخر أيضًا نهج إيجابي تجاه ذلك حتى نتمكن من الحصول على نتائج جيدة".
وطالب الرئيس التركي كلًا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ الاتفاقيات التي أبرمتها الدولتان مع تركيا في تشرين الأول 2019، بخصوص تأمين 30 كيلومترًا من الحدود مع تركيا شمالي سوريا، موضحًا، "لا يزال تنظيم (PKK / YPG) منتشر ويجري تدريبات في مناطق قريبة من حدودنا، خلافًا لهذه الاتفاقيات" ، وفقا لـ"عربي21".
وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب"، وهي عماد "قوات سوريا الديمقراطية"، امتدادًا لحزب "العمال الكردستاني" المحظور والمصنف إرهابيًا.
وعلى صعيد آخر، أوضح أردوغان أن هدف تركيا في الشمال السوري هو تأمين عدد أكبر من المناطق، لزيادة عدد البيوت التي سينتقل إليها اللاجئون السوريون في تركيا، وأشار إلى أن الهدف في المرحلة الأولى تأمين 100 ألف مسكن، ثم زيادتهم إلى 250 ألفًا في المرحلة الثانية.
كما أوضح أن تلك المساكن مبنية من قوالب حجرية مقسمة بعدد غرف (2+1) و(1+1)، بالإضافة إلى الحمامات والمراحيض، وتسخين المياه فيها بوساطة الطاقة الشمسية، وأكد على أن الممول الوحيد لتلك المساكن هو تركيا، ويجري بناؤها بجهود المنظمات غير الحكومية.
وشدد أردوغان على ضرورة الاستعداد لـ"العودة الطوعية والآمنة والمشرفة" للسوريين إلى بلادهم، قائلًا: "لا يمكننا أن نقول سنرحلهم إلى سوريا كما قال حزب (الشعب الجمهوري) أو غيره بمجرد وصولهم إلى السلطة، ليس هذا هو الحال سواء في حضارتنا أو في ثقافتنا".
وأضاف: "لهذا السبب سنواصل معاملتنا الإنسانية، لا يمكننا النظر إليهم فقط ومشاهدة كيف تم تكسير قواربهم في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، وغرقهم، بمجرد أن يقولوا لنا يمكننا الذهاب ونريد العودة إلى أرضنا، فلن نجبرهم على البقاء هنا".
وتواترت التقارير الصحفية مؤخرا بخصوص تقارب محتمل بين أنقرة ودمشق، قبل أن ينفي وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في 24 أيلول/ سبتمبر، عدم وجود اتصالات على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين.
وأوضح أنه لا وجود لمفاوضات حول تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة حاليًا، معتبرًا أن عدم التزام تركيا في الوفاء بوعودها بموجب إطار "أستانة"، هو العقبة الوحيدة أمام عملية السلام في سوريا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن الاتصالات مع النظام السوري تجري على مستوى أجهزة المخابرات، مؤكدًا عدم وجود أي خطط للاتصال السياسي مع دمشق حاليًا.
وأضاف كالين في حديث إلى إذاعة "إن تي في" التركية، في 23 أيلول/ سبتمبر، أن موقف تركيا من سوريا واضح، "تستمر عملية أستانة، يستمر عمل الدستور".