تفاقم أزمة مياه الشرب شمال سوريا.. و"الصهاريج" سيدة الموقف
المدينة نيوز:- تنتشر، في مدن وأرياف الحسكة شمال شرق سوريا، ظاهرة بيع مياه الشرب، تزامنا مع تفاقم مشكلة شح المياه وانقطاعها المتكرر وتلوثها.
ويشكو سكان من دفعهم مبالغ كبيرة لشراء المياه شهرياً، حيث بات الأمر ضمن المصاريف الضرورية على غرار اشتراك الكهرباء عبر المولدات، جراء عجز الجهات المعنية عن حل أزمة الطاقة منذ قرابة أكثر من عقد.
وقال بنكين عباس (55 عاماً)، من حي ”الكورنيش“ في القامشلي، لـ“إرم نيوز“، إن ”مشكلة شح المياه تتفاقم يوما بعد يوم، فلا توجد مياه للشرب ولا لأي استخدامات أخرى، ونضطر لإنفاق أموال للحصول عليها من الصهاريج الجوالة“.
وأضاف أن ”أزمة مياه الشرب تسبب المعاناة للأهالي، إذ لا يمكن أن يعيش الناس دون مياه بشكل يومي، وقد قدم معظم أبناء الحي الذي نسكنه، طلبات للجهات المعنية لحل المشكلة، لكن دون جدوى“.
وطالب بنكين عباس بحل مشكلة المياه العالقة دون حلول، بتمديد خطوط ناقلة للمياه من الآبار أو إيجاد حلول أخرى للأزمة.
ومنذ أكثر من ثماني سنوات، بدأت أحياء القامشلي تشكو من شح المياه لأيام عدة، لاسيما في كورنيش والعنترية والزيتونية والأربوية وقدوربك وقناة السويس، وغيرها.
وفي حي قدوربك، قالت سليمة محمد (60 عاماً)، لـ“إرم نيوز“ إنها اضطررت لشراء المياه مرتين خلال هذا الأسبوع، بتكلفة نحو 40 ألف ليرة سورية (16 دولارا)، جراء انقطاع المياه المتكرر، وهي تكلفة عالية، ولا نملك معيلا“.
وتابعت: ”في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا، وهبوط الليرة السورية المستمر أمام العملات الأجنبية، لم يعد بإمكان الكثير من الناس تحمُّل تكلفة شراء المياه، لذلك عاد البعض إلى استخدام المياه الملوثة، ما أسهم في انتشار الأمراض في المنطقة“.
وحسب مديرية المياه في القامشلي، ترتبط أزمة الماء بنقص الكهرباء وساعات التقنين التي تؤثر على عملية ضخ المياه، إذ عند انقطاعه تنقطع معه المياه، فالكهرباء تلعب دورًا رئيسًا في إيصال المياه إلى المنازل، مع حاجة للكهرباء لضخ المياه من المحطات، ولاحقًا ضخها للخزانات.
ويعمل نظام ضخ المياه في القامشلي على الشبكة العنكبوتية، إذ إن مياه كافة المحطات مرتبطة ببعضها بعضا، وعند انقطاع الكهرباء لفترات طويلة أو ظهور أي أعطال في إحدى المحطات، تتفرغ أنابيب المياه وتؤثر المشكلة على كافة السكان، وفقاً لمديرية المياه.
وتوجه العديد من أصحاب رؤوس الأموال لافتتاح مشاريع خاصة بتنقية وتعبئة المياه، لما لها من تجارة رابحة، إلى جانب بيع خزانات المياه وبرادات المياه التي بات سكان المنطقة لا يستغنون عنها في منازلهم.
المصدر:إرم نيوز