ليس بمفرده
ليس بمفرده. ليس ذلك السجين هو بفرده يقتضي أثره خلف القضبان فقط، بل يوجد من هو سجينٌ في عُقرِ ذاته، و موضع مسكنه، و جوف مكانه وفي باطن قلبه، يعيش صراع الذات في بُئس المظهر، في حيّ المأكل، في جنبّي ذراعه و تفكيره. نعم ليس بمفرده من هو في بُئسه، فنفسه معه، وفكره معه، و إنفعلاته، و معاملاته، و تصوراته، غريبةٌ هي نظرة البعض إليك، فهم يُحنّكون لكَ
ظِلكَ وأنت لا تعلم من هو الصانع، هل هي نفسك، أم أعمالك، أم استقصاءُك الذاتي الذي تقوم به، بوحُ أفكارك،
أم سردُ معانيك، أم قصُّ القَصص، غريبةٌ تلك المعاني بالإستيضاح، ولُبسٌ هي قامتك الشكلية ما كان من ظاهر، أو ما خُفيت عنه من باطن. هل للبوحِ حرّيةٌ للصعود بها، أم صنعةٌ تقتضي لمس الحاجةِ منها. ما تؤول إليه الأمور يمكن لها أن تكمنُ في مكانٍ متراصٍّ ليس به منفذٌ واحد يقضي إليكَ أمرك. هل ذلك ينعكس بالإرادة، أم يستقوي بالعزيمة، أم يعلو بالهمم مهما كان في صعوبة أمرها، أو في ملاذِ ذكرها، أم ما يحدث بعد بتّ الأمر في وصف ذلك الطيف، ولكن مهما يكن يا أصدقاء ليس أمراً يحصل بالسهل، أو شيئاً يمكن بالحصد
و السير سريعاً، ولكن يجب حينها أن يكون تحكيمُ عقلكَ منصفٌ في توازن عاطفتك، لكي لا يُستنزف ذلك الأمر مهما يكن، فتنقلبُ الصورةُ عكسَ ذلك، ويكون السهل بالصعاب، و السعادةُ بالآلآم، لذلك أنتبه لنفسك أولاً، ثم لعقلكَ ثانياً ومن ثم لقلبكَ أخيراً ...
حمزة الوحيدي