وسط ضغوط أميركية.. الأمم المتحدة تناقش انضمام مناطق أوكرانية للاتحاد الروسي

المدينة نيوز :- بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، مناقشة مسألة انضمام أربع مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الروسي، وذلك في ضوء الضربات الروسية المكثفة على أوكرانيا، والتي أدانتها الأمم المتحدة والدول الغربية، من بينها واشنطن، التي حملّت المجتمع الدولي مسؤولية توضيح أن التحركات الروسية "غير مقبولة".
ويأمل الغربيون من خلال القرار الذي سيطرح للتصويت هذا الأسبوع، إثبات عزلة موسكو على الساحة الدولية.
ودوّت سلسلة من الانفجارات وسط كييف ومدن لفيف وترنوبل ودنيبرو غرب أوكرانيا، صباح الاثنين، وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود من مبان في العاصمة الأوكرانية، في أول ضربة تستهدفها منذ 26 يونيو الماضي.
وفي حصيلة أولية، تحدثت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية عن سقوط 11 شخصاً وإصابة 87 بجروح في أنحاء مختلفة من البلاد، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن أن أكثر من 40 جندي أوكراني لقي حتفه.
وقبل بدء الجمعية العامة، نددت الأمم المتحدة بالقصف الروسي "الدامي وغير المسبوق" منذ أشهر.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "الأمين العام يشعر بصدمة عميقة"، معتبراً أن ما حصل "يشكّل تصعيداً آخر غير مقبول في الحرب، وكالعادة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر".
وندد الاتحاد الأوروبي بـ"الهجمات الوحشية" لروسيا، والتي "تعتمد تكتيك القصف العشوائي على المدنيين"، وقث ثوله، في حين دان حلف شمال الأطلسي "الهجمات الفظيعة والعشوائية".
الأمم المتحدة تطالب بتمديد اتفاقية تصدير الحبوب
بعد نجاح الأمم المتحدة في عقد اتفاقية بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف تصدير الحبوب دعت الأمم المتحدة الاثنين إلى تمديدها لعام واحد.
و ينتهي العمل بالاتفاقية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أربعة أشهر من بدء تطبيقها.
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف قال مارتن غريفيث أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة المشاركين في هذه المفاوضات، إنه "واثق بشكل معقول" من تجديد الاتفاقية.
وقال عندما سئل عن المفاوضات "نود أن يتم تجديدها وربما توسيعها لتشمل المزيد من الأسمدة".
وقال غريفيث إن الاتفاق ساري المفعول حتى 22 تشرين الثاني/نوفمبر، لكن المتحدثة باسم الأمم المتحدة المسؤولة عن الملف إسميني بالا قالت في وقت لاحق لوكالة فرانس برس إن الاتفاقية سارية "مبدئيا لمدة 120 يوما وحتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر".
وقالت "سيتم تمديد الاتفاقية تلقائيا للفترة نفسها ما لم يخطر أي من الطرفين الآخر بنيته في إنهائه أو تعديله".
ويرغب غريفيث من جانبه تجديد الاتفاقية "لمدة تزيد عن الأربعة أشهر". وقال "علينا أن نجددها لمدة عام. علينا أن نجددها حتى موسم الحصاد المقبل".
و أكد غريفيث الاثنين أن "إخراج الأسمدة والحبوب من روسيا له أهمية كبرى بالنسبة للمزارعين ليقرروا ما إذا كانوا سيزرعون أم لا".
وأضاف "أحد المخاوف التي يذكرنا بها أصدقاؤنا الأوكرانيون هو أن على المزارعين ان يعرفوا بسرعة ما إذا كان الأمر يستحق زراعة محصول العام المقبل".
روسيا تهاجم الغرب: لا يريد إلا تصعيد النزاع في أوكرانيا
هاجمت روسيا الدول الغربية بسبب دعمها المتواصل لأوكرانيا، مشيرة إلى أن الغرب لا يريد إلا تصعيد النزاع في أوكرانيا.
وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، إخواننا في شرق أوكرانيا لهم الحق في الحياة بحرية والتحدث بلغتهم، لكن أوكرانيا تقمع 40% من سكان البلاد، والذين يتحدثون اللغة الروسية.
وأضاف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة خلال جلسة بشأن التطورات في أوكرانيا، إن موسكو تعمل وفقًا لمبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بسلامة الدول.
أوكرانيا تتهم روسيا في الأمم المتحدة بأنها "دولة إرهابية"
اتهم سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة روسيا الاثنين بأنها "دولة إرهابية" خلال اجتماع طارىء للجمعية العامة للبحث في ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية.
وقال سيرغي كيسليتسيا بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها روسيا على مدن أوكرانية عدة "أثبتت روسيا مرة أخرى بأنها دولة إرهابية ينبغي ردعها بأشد الوسائل الممكنة".
لا وقت للامتناع عن التصويت
وندد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة بالقصف الصاروخي الذي طاول مدناً أوكرانية عدة، قائلاً إنه "يظهر الوحشية المطلقة" للحرب "غير الشرعية" التي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحمّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان المجتمع الدولي مسؤولية "توضيح أن تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مقبولة". وقال: "ليس هذا الوقت لامتناع عن التصويت، أو (استخدام) كلمات للمهادنة، أو المراوغة باسم الحياد، فالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة على المحك".
وقبل حصول هذه الضربات الروسية، اتّخذت الأمم المتحدة القرار برفع ملف انضمام 4 مناطق أوكرانية لروسيا، إلى الجمعية العامة حيث لكل من أعضاء الأمم المتحدة الـ193 صوت بدون أن تمتلك أي دولة حق النقض، بعدما عرقلت روسيا نصاً مماثلاً طرح على مجلس الأمن في 30 سبتمبر.
وذكر سفير الاتحاد الأوروبي أولوف سكوغ، المكلف بصياغة مسودة القرار بالتعاون مع أوكرانيا ودول أخرى، أنه "إذا لم يرد النظام الأممي والمجتمع الدولي من خلال الجمعية العامة على هذا النوع من المحاولات غير القانونية، سنكون في وضع سيء جداً".
ويندد النص الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" بـ"الضم غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية بعد استفتاءات مزعومة"، ويشدد على أن هذه الخطوات "لا صلاحية لها إطلاقاً" بنظر القانون الدولي.
كذلك يدعو جميع الدول إلى "عدم الاعتراف بعمليات الضم"، ويطالب روسيا بـ"سحب قواتها فوراً من أوكرانيا".
ضغط أميركي
وكتب السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا: "إنها تواصل أهدافها الجيوسياسية الخاصة"، مندداً بـ"الضغط" الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها على العواصم الأخرى.
وطالب بعملية تصويت بالاقتراع السري، وهي آلية استثنائية مخصصة مبدئياً للانتخابات مثل انتخاب أعضاء مجلس الأمن.
وعلّق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ساخراً: "هذا لا يظهر ثقة كبرى في النتيجة"، واصفاً المسعى الروسي بأنه "محاولة يائسة بعض الشيء".
ولم يدعم أي بلد روسيا خلال عملية التصويت في مجلس الأمن، بل امتنعت وفود 4 دول هي الصين والهند والبرازيل والغابون عن التصويت.
وقال مسؤول أوروبي كبير: "سيكون الأمر صعباً، فالقرار ضد ضم القرم عام 2014 حصل على 100 صوت، أعتقد أننا سنجمع عدداً أكبر هذه المرة" متوقعاً 100 إلى 140 صوتاً مؤيداً.
وحصل القراران الأولان ضد الغزو الروسي لأوكرانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة على 141 و140 صوتاً مؤيداً على التوالي، و5 أصوات معارضة هي أصوات روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا، فيما امتنعت 35 و38 دولة على التوالي عن التصويت في القرارين.
أما القرار الثالث في نهاية أبريل الذي نص على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، فأظهر تراجع وحدة الصف الدولية بوجه موسكو، إذ امتنعت 58 دولة عن التصويت وتراجع عدد الأصوات المؤيدة إلى 93 في مقابل ارتفاع عدد الأصوات المعارضة إلى 24.
واعتبر المسؤول الأميركي الكبير أن "مقياس" الدعم لموسكو سيكون عدد الذين "سيقفون بجانب روسيا" بتصويتهم لرفض النص.
أ ف ب + رويترز + وكالات