من برج المراقبة المطلوب إحياء العمل العربي المشترك
تم نشره السبت 27 آب / أغسطس 2011 04:38 مساءً
عبد الرحيم غنام
العمل العربي المشترك الذي أسس له وعمل لترسيخه وبنائه بما يتناسب وتقويم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية ويحافظ على استقلالية الوطن العربي ومن كافة النواحي وتداعى عدد من الزعماء العرب منذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الفائت لدفع عجلة التوصل الى مشروع وطني عربي يجمع بين الأقطار العربية ويزيد من لحمتها للوصول الى بناء دولة الوحدة العربية .
بدأت عملية البناء بهدوء وروية من خلال ما أتفق عليه بين الزعماء والملوك والأمراء العرب خلال اجتماعاتهم المتواصلة سواء في مؤتمرات القمم العربية او من خلال اللقاءات الثنائية او الثلاثية العربية الساعية الى إقامة علاقات متينة بينها ، وتمكن المصريون والسوريون من إقامة دولة الجمهورية العربية المتحدة والتي كان المأمول تطويرها وأتساعها لتشمل عدد من الدول العربية الأخرى التي تنتهك سياسات قومية ووطنية مؤثرة على الساحتين العربية والعالمية ،ولكن سوء الإدارة في تسيير الأمور ادى في نهاية المطاف الى وأد هذه الوحدة ، والتي كانت تمثل الأمل لدى الشعوب العربية كافة في الوقت الذي كان الزعماء العرب على إختلاف تسمياتهم وألقابهم لتحدوهم الرغبة في نجاح هذه التجربة العربية الرائدة .
منذ أواسط الستينيات وعقب وأد اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا بدأت سلسلة الهزائم العربية ليس على ساحات القتال فحسب بل وعلى كافة الصعد المحلية العربية وفي المحافل الدولية مما أدى الى حالة من الانغلاق والتقوقع وبدأت الاتفاقيات المبرمة بين عدد من الأقطار العربية المتعلقة بالوحدة الإقتصادية والعسكرية وفيما يتعلق بموضوع الدفاع المشترك مهمشة وغير فاعلة مما أفقدها اهميتها ومضامينها الحقيقية وأصبحت مجرد ذكريات يؤتى على ذكرها في بعض المناسبات ومن دون رغبة في تفعيلها ، وقادنا هذا التقاعس الى هزائم عديده امام مخططات الإمبريالية العالمية وإسرائيل الصهيونية العنصرية الإحتلالية ولم يتوقف تدهور الأوضاع العربية عند هذا الحد بل تفاقم في السنوات الأخيرة الى ما هو أسوأ ، وما يجري على الساحة العربية من أحداث بعضها إيجابي وبعضها ألأخر سلبي جدا ومدمر ..فمنذ بداية هذا العام، وحتى الأن تعيش المنطقة العربية أحداثا كبرى، غيرت صورة المنطقة بشكل لم يحدث له مثيل منذ نهاية الحرب الكونية الثانية. تغير النظام السياسي في تونس ومصر. ووقعت حرب مدمرة على ليبيا استمرت حتى ألآن حوالي ستة اشهر وقبل أيام قليلة بدأت تلوح في الأفق إمكانية توقف هذه الحرب (الليبية ـ الليبية )المستعرة والتي ادت الى مقتل حوالي إثنان وعشرين الف قتيل وأكثر من مائة وخمسين الف جريح حسب مصادر المعارضة الليبية ، بعد أن دخل الثوار مدينة طرابلس، وأعلنوا عن انتقال المركز الرئيسي للثورة من بنغازي الى العاصمة طرابلس .
اما بالنسبة لما يجري في اليمن ومنذ مطلع العام الحالي فالأوضاع الأمنية تسير نحو الأسواء ولا يزال علي عبدالله صالح يصارع على البقاء في السلطة ومستمر في مراوغاته للمعارضة بالرغم من عشرات الإتفاقيات القاضية برحيله عن السلطه ، وهكذا فإن الأزمة في اليمن لا تزال تراوح مكانها. ومن غير المعروف الى متى تستمر ،وفي سوريا وبالرغم من الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسط اللا ان الأزمة لاتزال على حالها والتدخلات الخارجية ( الأمريكية والغربية وبعض الأقطار العربية )لم تتوقف وخاصة في تقديم الدعم المادي والسلاح والإعلام المعادي لسوريا والنظام السوري وهو إعلام اصبح مكشوفا ومعرى للقاصي والداني أضف الى ذلك ان عددا آخر من البلدان العربية، تتعرض لاهتزازات عنيفة تهدد أمنها واستقرارها.
وعلى صعيد الصراع العربي- الإسرائيلي، جرت خلال الأسبوعين الأخيرين تطورات خطيرة على الجبهة المصرية، حيث قام الكيان الصهيوني باختراق حدود سيناء، وقصف مواقع مصرية، كان من نتيجتها استشهاد ضابطين وثلاثة من الجنود، تحت ذريعة ملاحقة المقاومين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية إيلات. ومن جانب آخر، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أنهما لم تعودا تتقيدان بوقف إطلاق النار، لأن الكيان الصهيوني لم يلتزم بذلك وواصل اعتداءاته على قطاع غزة التي لم تتوقف اللا بعد ان هددت مصر بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي في حال استمرار الأخير عملياته العدوانية الهمجية المدمرة عللى قطاع غزة ، واعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة العودة الى الإلتزام بالتهدءة مع العدو الإسرائيلي بالإتفاق مع المصريين .
تجري هذه الأحداث في ظل غياب العمل العربي المشترك الذي إتفق عليه القادة العرب في قممهم العربية التي عقدت في الماضي القريب ، كانت أوضاع الأمة فيها ليست بهذا المستوى من السوء والفوضى ،
وينبغي أن يكون حاضرا في الذهن باستمرار، أن القوى الخارجية حين تهتم بما يجري في منطقتنا وتتحسب له، فإنها تنطلق من مصالحها الخاصة، وأجنداتها واستراتيجياتها، التي تقف غالبا بالضد من مصالحنا، وعلى حساب حريتنا وكرامتنا. كما فعلت في ليبيا وتحاول ان تفعل في اليمن وسوريا ومعروف للجميع الدوافع التي تدفع القوى الخارجية للبحث لها عن موقع قدم في سوريا ولكن وعي الشعب السوري ومعرفته المسبقة بأهداف هذه القوى المعادية للأمة العربية لن يمكنهم من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا . لذا ومن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية هذه الأيام ، هناك حاجة ماسة إلى عودة الحياة للعمل العربي المشترك، والاتفاق على عقد جديد، يضمن عودة الروح للعمل القومي، هي التي تجعل منا أمة قوية، يحسب لها حساب من قبل الأعداء والأصدقاء على السواء. فهل يبادر الأحرار في هذه الأمة الى الدعوة للعمل بالإتفاقيات القادرة على حماية مكتسبات الأمة ومقدراتها وإعادة الهدوء والطمأنينة واللحمة القومية للأمة ؟
بدأت عملية البناء بهدوء وروية من خلال ما أتفق عليه بين الزعماء والملوك والأمراء العرب خلال اجتماعاتهم المتواصلة سواء في مؤتمرات القمم العربية او من خلال اللقاءات الثنائية او الثلاثية العربية الساعية الى إقامة علاقات متينة بينها ، وتمكن المصريون والسوريون من إقامة دولة الجمهورية العربية المتحدة والتي كان المأمول تطويرها وأتساعها لتشمل عدد من الدول العربية الأخرى التي تنتهك سياسات قومية ووطنية مؤثرة على الساحتين العربية والعالمية ،ولكن سوء الإدارة في تسيير الأمور ادى في نهاية المطاف الى وأد هذه الوحدة ، والتي كانت تمثل الأمل لدى الشعوب العربية كافة في الوقت الذي كان الزعماء العرب على إختلاف تسمياتهم وألقابهم لتحدوهم الرغبة في نجاح هذه التجربة العربية الرائدة .
منذ أواسط الستينيات وعقب وأد اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا بدأت سلسلة الهزائم العربية ليس على ساحات القتال فحسب بل وعلى كافة الصعد المحلية العربية وفي المحافل الدولية مما أدى الى حالة من الانغلاق والتقوقع وبدأت الاتفاقيات المبرمة بين عدد من الأقطار العربية المتعلقة بالوحدة الإقتصادية والعسكرية وفيما يتعلق بموضوع الدفاع المشترك مهمشة وغير فاعلة مما أفقدها اهميتها ومضامينها الحقيقية وأصبحت مجرد ذكريات يؤتى على ذكرها في بعض المناسبات ومن دون رغبة في تفعيلها ، وقادنا هذا التقاعس الى هزائم عديده امام مخططات الإمبريالية العالمية وإسرائيل الصهيونية العنصرية الإحتلالية ولم يتوقف تدهور الأوضاع العربية عند هذا الحد بل تفاقم في السنوات الأخيرة الى ما هو أسوأ ، وما يجري على الساحة العربية من أحداث بعضها إيجابي وبعضها ألأخر سلبي جدا ومدمر ..فمنذ بداية هذا العام، وحتى الأن تعيش المنطقة العربية أحداثا كبرى، غيرت صورة المنطقة بشكل لم يحدث له مثيل منذ نهاية الحرب الكونية الثانية. تغير النظام السياسي في تونس ومصر. ووقعت حرب مدمرة على ليبيا استمرت حتى ألآن حوالي ستة اشهر وقبل أيام قليلة بدأت تلوح في الأفق إمكانية توقف هذه الحرب (الليبية ـ الليبية )المستعرة والتي ادت الى مقتل حوالي إثنان وعشرين الف قتيل وأكثر من مائة وخمسين الف جريح حسب مصادر المعارضة الليبية ، بعد أن دخل الثوار مدينة طرابلس، وأعلنوا عن انتقال المركز الرئيسي للثورة من بنغازي الى العاصمة طرابلس .
اما بالنسبة لما يجري في اليمن ومنذ مطلع العام الحالي فالأوضاع الأمنية تسير نحو الأسواء ولا يزال علي عبدالله صالح يصارع على البقاء في السلطة ومستمر في مراوغاته للمعارضة بالرغم من عشرات الإتفاقيات القاضية برحيله عن السلطه ، وهكذا فإن الأزمة في اليمن لا تزال تراوح مكانها. ومن غير المعروف الى متى تستمر ،وفي سوريا وبالرغم من الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسط اللا ان الأزمة لاتزال على حالها والتدخلات الخارجية ( الأمريكية والغربية وبعض الأقطار العربية )لم تتوقف وخاصة في تقديم الدعم المادي والسلاح والإعلام المعادي لسوريا والنظام السوري وهو إعلام اصبح مكشوفا ومعرى للقاصي والداني أضف الى ذلك ان عددا آخر من البلدان العربية، تتعرض لاهتزازات عنيفة تهدد أمنها واستقرارها.
وعلى صعيد الصراع العربي- الإسرائيلي، جرت خلال الأسبوعين الأخيرين تطورات خطيرة على الجبهة المصرية، حيث قام الكيان الصهيوني باختراق حدود سيناء، وقصف مواقع مصرية، كان من نتيجتها استشهاد ضابطين وثلاثة من الجنود، تحت ذريعة ملاحقة المقاومين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية إيلات. ومن جانب آخر، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، أنهما لم تعودا تتقيدان بوقف إطلاق النار، لأن الكيان الصهيوني لم يلتزم بذلك وواصل اعتداءاته على قطاع غزة التي لم تتوقف اللا بعد ان هددت مصر بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي في حال استمرار الأخير عملياته العدوانية الهمجية المدمرة عللى قطاع غزة ، واعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة العودة الى الإلتزام بالتهدءة مع العدو الإسرائيلي بالإتفاق مع المصريين .
تجري هذه الأحداث في ظل غياب العمل العربي المشترك الذي إتفق عليه القادة العرب في قممهم العربية التي عقدت في الماضي القريب ، كانت أوضاع الأمة فيها ليست بهذا المستوى من السوء والفوضى ،
وينبغي أن يكون حاضرا في الذهن باستمرار، أن القوى الخارجية حين تهتم بما يجري في منطقتنا وتتحسب له، فإنها تنطلق من مصالحها الخاصة، وأجنداتها واستراتيجياتها، التي تقف غالبا بالضد من مصالحنا، وعلى حساب حريتنا وكرامتنا. كما فعلت في ليبيا وتحاول ان تفعل في اليمن وسوريا ومعروف للجميع الدوافع التي تدفع القوى الخارجية للبحث لها عن موقع قدم في سوريا ولكن وعي الشعب السوري ومعرفته المسبقة بأهداف هذه القوى المعادية للأمة العربية لن يمكنهم من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا . لذا ومن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية هذه الأيام ، هناك حاجة ماسة إلى عودة الحياة للعمل العربي المشترك، والاتفاق على عقد جديد، يضمن عودة الروح للعمل القومي، هي التي تجعل منا أمة قوية، يحسب لها حساب من قبل الأعداء والأصدقاء على السواء. فهل يبادر الأحرار في هذه الأمة الى الدعوة للعمل بالإتفاقيات القادرة على حماية مكتسبات الأمة ومقدراتها وإعادة الهدوء والطمأنينة واللحمة القومية للأمة ؟