معرض ستوكهولم للكتاب العربي.. قضايا الهجرة والاندماج تطغى على العناوين والندوات
المدينة نيوز:- اختتمت أول من أمس، فعاليات معرض ستوكهولم للكتاب العربي الذي أقيم في العاصمة السويدية تحت شعار "الكتاب تسامح وسلام والكتاب صديق الغربة".
واستمر المعرض بدورته الثالثة خمسة أيام وتضمن مشاركات ثقافية وفنية من قبل عدد كبير من دور النشر والتوزيع العربية، كما تخلل المعرض مناقشات أدبية وفكرية وأمسيات شعرية متنوعة تهدف إلى تصدير الثقافة العربية إلى المجتمع الأوروبي.
وقال المشرف العام على المعرض يزن يعقوب لإرم نيوز: "المعرض أقيم للمرة الأولى في أكتوبر العام 2020، وهذه دورته الثالثة التي أتت تلبية لمطالب الجالية العربية في السويد بضرورة إقامة معرض للكتاب، كون البلاد تفتقر لمثل هذه الفعاليات.
وأضاف يعقوب: "كما توقعنا كان الحضور لافتا ومميزا، وشجعنا على الاستمرار بالمعرض وإقامة دورات قادمة، كما حضر الافتتاح عدد كبير من الشخصيات الأدبية والسياسية وسفراء الدول العربية في السويد".
وأردف يعقوب: "كان هناك مشاركة لافتة لمؤسسة ابن رشد للمناهج التعليمية في ألمانيا، حيث عرضت مجموعة كبيرة ومتنوعة من مناهج اللغة العربية، كذلك شاركت مؤسسة ثقافة بلا حدود من خلال كتب الأطفال والوسائل التعليمية الحديثة، أما مؤسسة كشكول الهولندية فعرضت أهم كتب التنمية البشرية".
الهمّ العربي حاضرا..
لا يمكن أن يحدث اليوم أي نشاط عربي أو مناسبة تخص العرب في السويد دون أن تمر على ما يثار مؤخرا من مخاوف لدى العرب والمهاجرين من فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة.
وبالتالي لم تغب قضايا الهجرة والاندماج عن المعرض بحسب يعقوب؛ لأنها الشغل الشاغل لأبناء الجالية العربية في السويد، كذلك القضية الفلسطينية التي حضرت من خلال الأعمال الأدبية والسياسية لأهم الأعلام في الأدب والشعر الفلسطيني.
وهنا قال يعقوب: "تضمنت فعاليات المعرض ندوتين تطرقتا لموضوع الانتخابات والهجرة العربية إلى السويد، الأولى للمحامي مجيد الناشي تحت عنوان قوانين الهجرة واللجوء في ظل التغيرات السياسية، والثانية لرئيس تحرير مؤسسة الكومبوس الإعلامية في السويد محمد الآغا تحدث فيها عن توجهات السويد بعد الانتخابات".
كما قدم المعرض في هذه الدورة عرضًا لأكثر من 6 آلاف عنوان كتاب تم اختيارها للجمهور بعد دراسة بينت ما هي أكثر الكتب رواجًا في الدورتين السابقتين.
إقبال ملفت
وعن الإقبال قال يعقوب: "المعرض حقق حضورًا كبيرًا على مدى دوراته الثلاث، وأصبح معروفًا بالنسبة للجاليات العربية، كما لاقى تغطية إعلامية عربية وسويدية لافتة".
الإقبال والحضور وتفاعل الجاليات العربية مع المعرض، دفع القائمين عليه للاستعداد لدورات قادمة تجري على نطاق أوسع وبمشاركات أكبر.
وعلق يعقوب: "نسعى لتنظيم مشاركة دور نشر وأعمال سويدية في الدورات القادمة، كما نسعى لأن يحظى المعرض بدعم حكومي في الدورات القادمة من أجل تطويره واستدعاء ضيوف من خارج السويد وتوسيع النشاط الثقافي للمعرض".
وبدأت عشرات دور النشر العربية العمل في السنوات الأخيرة بالسويد، بعد ارتفاع عدد الجاليات الناطقة بالعربية، واحتلال العربية مركز اللغة الثانية من حيث عدد الناطقين بها في السويد.
وقال الياس فرحات أحد الحضور في معرض الكتاب العربي لإرم نيوز: "أنا من عشاق الكتاب، وأرتاد دور النشر العربية في السويد بشكل أسبوعي، لكنني تفاجأت بهذا الحضور اللافت لمعرض الكتاب في ستوكهولم".
وأضاف فرحات وهو سويدي من أصول سورية: "ظننت أن الحضور سيكون خجولًا، فعصر التواصل الاجتماعي سحق الكتاب وعصر الورق، لكنني ذهلت من الحضور، والمثير للإعجاب فعلاً أن الحضور مهتم ويقرأ ويتفاعل، ولم يأتِ فقط لغاية حضور فعالية عربية في بلد أوروبي.
وختم فرحات حديثه: "شعرت بالفخر كثيرًا أمام أصدقائي السويديين، عندما أتوا ورؤوا هذا التهافت الجميل على الكتاب، وبرأيي هنا تكمن أهمية هذا المعرض، بتحسين صورة العرب لدى المجتمعات الأوروبية".