طهران تناقض نفسها: أميركا لا ترغب بإحياء الاتفاق النووي

المدينة نيوز :- في تخبط وتناقض تام مع ما أعلنه قبل يومين وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، زعم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن الولايات المتحدة لا ترغب بإحياء الاتفاق النووي.
وقال المتحدث في تصريحات، اليوم الاثنين، إن واشنطن تفتقر إلى الإرادة السياسية لإحياء الصفقة النووية المبرمة عام 2015.
في عجلة من أمرها
إلا أن عبد اللهيان كان أكد يوم السبت الماضي، أن الإدارة الأميركية تبدو في عجلة من أمرها للتوصل إلى اتفاق نووي مع بلاده على الرغم من تصريح مسؤولين أميركيين بأن الاتفاق لم يعد من أولوياتهم.
كما اتهم واشنطن بمحاولة "إذكاء لهيب” الاحتجاجات في إيران بينما تسعى سراً إلى اتفاق تهدف من خلاله إلى الحصول على تنازلات.
واشنطن تنفي
ما دفع الخارجية الأميركية في اليوم نفسه إلى نفي تلك المزاعم، مؤكدة أن الرسالة الوحيدة التي وجهتها إلى السلطات الإيرانية في الوقت الحالي، هي "أوقفوا قتل الشعب"، في إشارة إلى القمع الذي تمارسه السلطات ضد التظاهرات التي انطلقت في البلاد منذ منتصف الشهر الماضي، تنديدا بمقتل الشابة العشرينية مهسا أميني.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أكد مراراً خلال الأسابيع الماضية، أن الجهود المبذولة لوضع خارطة طريق من أجل استعادة الاتفاق المتداعي "ليست محور تركيز واشنطن في الوقت الحالي".
يذكر أن جوزيف بوريل، المنسق الأوروبي للمحادثات النووية، أعلن في أغسطس الماضي، أن استئناف المفاوضات غير مرجح، معتبراً أن المفاوضين باتوا أبعد من التوصل لاتفاق عما قبل جراء الرد الإيراني على النص الأوروبي المقترح لإعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وكان الاتحاد الأوروبي قدم في الثامن من أغسطس الماضي 2022، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) بفيينا، واستمرت 16 شهرا، نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء "خطة العمل المشتركة"
وقد تسلم بوريل، الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي لاحقا رد طهران ويضع المحادثات في مهب الريح، جراء إعادة مطالبتها بأمور كانت أسقطتها في السابق، ومن ضمنها تحقيقات الوكالة الذرية.