وفاة مهران ناصري: عاش في المطار 18 عاما.. وألهم مخرج فيلم "ذا ترمينال"
المدينة نيوز :- توفي مهران ناصري، الرجل الذي عاش داخل مطار ”رويسي شارل ديغول“ بباريس لسنوات وألهم المخرج ستيفن سبيلبرغ لتصوير فيلم The Terminal لعام 2004.
وفاة مهران ناصري
وبحسب متحدث باسم المطار، أعلن الفريق الطبي وفاة ناصري في مبنى الركاب إف2 نتيجة إصابته بنوبة قلبية، عقب عودته للعيش كمشرد في المنطقة العامة بالمطار منذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد مكوثه في دار لرعاية المسنين.
وأوضح مسؤول في المطار أن ناصري حصل على حق العيش في فرنسا، لكنه فضل العودة إلى المطار قبل أسابيع قليلة من وفاته.
وكان ناصري، وهو لاجئ إيراني، مسافرا إلى إنجلترا عبر بلجيكا وفرنسا في العام 1988، عندما فقد أوراقه ولم يتمكن من ركوب الطائرة أو مغادرة المطار وظل عالقا هناك حتى العام 2006.
وعاما بعد عام، كان ناصري ينام على مقعد بلاستيكي أحمر، ويقيم صداقات مع عمال المطار، ويستحم في مرافق الموظفين، ويكتب مذكراته، ويقرأ المجلات، ويستطلع المسافرين العابرين، حتى أن طاقم العمل في المطار لقبوه بـ“سير ألفريد“، وأصبح من المشاهير بين الركاب.
وأضاف المتحدث أن ناصري كان ”شخصية بارزة“ في المطار، وكانت علاقته بالجميع قوية للغاية، كما أن الموظفين هنالك كانوا يعتنون به قدر الإمكان خلال سنوات تواجده، رغم أنهم فضلوا أن يعثر على مأوى حقيقي يعيش فيه.
وأحيا النجم الأمريكي توم هانكس قصة ناصري في فيلم The Terminal“ ذا ترمينال“، وبعدما عرض العمل، توافد الصحفيون للتحدث مع ملهم فكرة الفيلم الهوليوودي، حتى أنه كان يجري 6 مقابلات يوميا.
من هو مهران ناصري؟
ولد ناصري العام 1945 في مسجد سليمان بمحافظة خوزستان الإيرانية ، لأب إيراني وأم بريطانية، وغادر إيران للدراسة في إنجلترا العام 1974، وقال إنه عندما عاد، سُجن بسبب احتجاجه على الشاه (ملك إيران) وطُرد دون جواز سفر.
تقدم بطلب لجوء سياسي في عدة دول في أوروبا، ومنحته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلجيكا أوراق اعتماد كلاجئ، لكنه قال إن حقيبته التي تحتوي على شهادة اللاجئ سُرقت في محطة قطار بباريس.
اعتقلته الشرطة الفرنسية في وقت لاحق، لكنها لم تستطع ترحيله إلى أي مكان لأنه لا يمتلك وثائق رسمية، و انتهى به الأمر في مطار ”شارل ديغول“ في أغسطس العام 1988، وبقي مقيما هناك.
عندما حصل أخيرا على أوراق لجوء، رفض التوقيع عليها، وانتهى به الأمر بالبقاء في المطار عدة سنوات أخرى حتى أدخل إلى المستشفى في العام 2006، وعاش لاحقا في ملجأ في باريس.
قال أولئك الذين أقاموا صداقة معه في المطار إن سنوات العيش في مساحة بلا نوافذ أثرت على حالته العقلية، كان طبيب المطار في التسعينيات قلقا على صحته الجسدية والعقلية، ووصفه بأنه ”متحجر هنا“، وشبهه مسؤول التذاكر في المطار بسجين غير قادر على العيش في الخارج.