إيران تستدعي سفير ألمانيا.. وتواصل إضراب طلاب الجامعات
المدينة نيوز :- أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت السفير الألماني في طهران، هانز أودو موتسيل، بسبب القرار الأخير المناهض لإيران في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وكذلك "تدخل" المسؤولين الألمان في الشؤون الإيرانية.
جاء ذلك في بيان للخارجية الإيرانية قالت فيه إنها استدعت هانز أودو موتسيل، للاحتجاج على القرار الذي وصفته بأنه "خطوة خاطئة تستند إلى نهج سياسي في موضوع حقوق الإنسان".
وأبلغت الخارجية الإيرانية السفير الألماني بأن طهران لن تتعاون مع أي آلية تستند إلى القرار، بما في ذلك بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممي.
والخميس، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما وصفه بـ"قمع المظاهرات السلمية" في إيران، والتي اندلعت في أعقاب مقتل الشابة مهسا أميني، أثناء احتجازها لدى الشرطة الإيرانية.
وبتأييد 25 دولة، ورفض 6، وامتناع 16 دولة عن التصويت، اتفق مجلس حقوق الإنسان على تشكيل بعثة تقصي حقائق دولية للتحقيق في رد إيران على الاحتجاجات العارمة التي هزت البلاد في الأشهر الأخيرة.
وكانت الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان انعقدت بطلب من ألمانيا وآيسلندا وبدعم من 50 دولة لبحث الوضع الحقوقي في إيران.
بدورها، حثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على دعم بعثة تقصي الحقائق الدولية "لضمان" محاسبة المسؤولين عن القمع في إيران، محذرة من أنه "ما لم نجمع الأدلة اليوم وما لم ندعم هذا القرار، فلن تتحقق العدالة للضحايا".
من جانبها، قالت خديجة كريمي، التي مثلت إيران في اجتماع المجلس، إن الولايات المتحدة وأوروبا "يفتقرون إلى المصداقية الأخلاقية لتوجيه الوعظ بشأن حقوق الإنسان وطلب جلسة خاصة حول إيران".
اعتصام الطلاب
إلى ذلك، أفادت قناة "إنترناشيونال إيران" المعارضة، التي تبث من لندن، بأن طلاب الجامعات يواصلون اعتصاماتهم وتجمعهم احتجاجا على القمع في الجامعات وتعليق عمل الأساتذة المؤيدين للانتفاضة.
وفي هذا السياق، اعتصم طلاب كلية الآداب بجامعة بهشتي وتجمعوا تحت شعار "الطالب خلف الأستاذ، والأستاذ مع الطالب" بعد إيقاف الأساتذة الذين يدعمون الطلاب في هذه الجامعة.
وبحسب مجالس اتحاد الطلاب، فقد قرأ طلاب كلية الآداب بجامعة بهشتي بيانا في اعتصامهم، الاثنين، وأعلنوا أنه في حال استمرار هذا الوضع، فهم مستعدون لمقاطعة المحاضرات وامتحانات نهاية الفصل الدراسي.
وبحسب هذا التقرير، فقد تم إيقاف عدد من الأساتذة عن العمل أو توبيخهم، وهم: محمد راغب، ونكار ذيلابي، ونيلوفر رضوي، وإسلام ناظمي.
وفي وقت سابق، كتب محمد راغب، الأستاذ المساعد في اللغة الفارسية وآدابها بجامعة بهشتي، في حسابه على "إنستغرام": "لأنني لم أحضر الفصل احتجاجًا على الوضع في الشارع والجامعة، وقد شاركت في تجمع طلابي مع زملائي، فقد تم فصلي، دون إعلان رسمي، من منصبي كرئيس لمركز "أزفا" الدولي ومدير البحث في مركز شهيد رواقي، وتم حظر وصولي إلى الملف الأكاديمي والبريد الإلكتروني ونظام جولستان الجامعي".
وأضاف: "قبل حضوري المجلس التأديبي للجامعة والإعلان عن الحكم، تم تعليق وضعي التدريسي وقطع راتبي الشهري".
كما كتب هذا الأستاذ بجامعة بهشتي: "عليّ أن أعيد راتب أكتوبر أيضًا. لكن رغم إبلاغ زملائي لم أمنع من الدخول حتى هذه اللحظة".
وأثناء اعتصام هؤلاء الطلاب، ألقى رئيس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة بهشتي كلمة، وادعى فيها أن راغب تم تحذيره في وقت سابق من أنه إذا استمر في الإضراب "فلن يكون هناك خيار آخر سوى الإجراءات التأديبية".
تهديدات
من جهة أخرى، نشر النجم السابق لمنتخب إيران لكرة القدم علي دائي، منشوراً، على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، أعلن فيه أنه وعائلته تعرضا لـ"تهديدات لا حصر لها" في الأيام الأخيرة.
وكان دائي، الذي يملك تاريخا في تدريب المنتخب الإيراني، قد أعرب مرارًا وتكرارًا، عن تضامنه مع المتظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران، مما أدى في إحدى الحالات إلى مصادرة جواز سفره.
كما بدأ دائي في منشوره على "إنستغرام" متمنياً "حرية غير مشروطة للسجناء هذه الأيام".
وكتب علي دائي أنه شهد "تهديدات لا حصر لها" ضده وضد أسرته من "بعض المؤسسات ووسائل الإعلام والمجهولين" الذين يعتبرون أنفسهم "أساتذة وفلاسفة وعلماء اجتماع". لكنه لم يقدم إيضاحات عن هذه التهديدات.
ثم ذكر دائي أن هؤلاء الأشخاص والمؤسسات يحاولون تشويه سمعته من خلال "نسب كلمات كاذبة إلى بعض كبار علماء الدين، بمن فيهم آية الله بهجت" حتى نقلوا عن آية الله بهجت أنه نصحه بعدم التواجد في الفضاء الإلكتروني، في حين أنه "خلال حياة بهجت، لم يكن هناك فضاء افتراضي كما هو اليوم".
وختم علي دائي بالقول: "تعلمت الإنسانية والشرف والوطنية والتحرر من ذلك النبيل [آية الله بهجت]. إلى أين أنتم ذاهبون بهذه الديماغوجية والتهديدات؟".
وكان دائي قد رفض في وقت سابق الدعوة الرسمية للفيفا والاتحاد القطري لكرة القدم لحضور المونديال مع زوجته وبناته بسبب الوضع الحالي في إيران وقمع الاحتجاجات، وقال: "أفضل أن أكون بجانبكم في بلدي، وأعبر عن تعاطفي مع كل الأسر التي فقدت إحباءها هذه الأيام".
عربي 21