تمثال “المرأة العارية” بالجزائر يتعرض للتخريب مرة أخرى ـ (فيديوهات)
المدينة نيوز :- تعرض تمثال “المرأة العارية” الشهير بنافورة “عين الفوارة” بوسط مدينة سطيف (300 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية)، للتخريب مرة أخرى، عندما أقدم شاب على محاولة تهديمه، مساء أمس، قبل أن يتدخل مواطنون لإيقافه.
ونُقل عن وسائل إعلام محلية، أن الشاب الذي اعتقلته الشرطة بعدها، لم يكن في وعيه وكان في حالة سكرّ.
وأظهر لقطات، تم تداولها بشكل كبير على مواقع التواصل، ذلك الشاب وهو يقوم بتخريب التمثال المصنوع من الرخام، باستعمال قضيب حديدي، حيث قام بكسر أجزاء من اليد اليسرى والثدي الأيسر، قبل أن يتدخل المواطنون لوقفه ومنعه من تهشيم كامل التمثال.
وهذه المرة الثالثة التي يتعرض فيها التمثال إلى التخريب. ففي أكتوبر 2018 تعرض التمثال إلى محاولة تخريب جديدة، بعد أقل من سنة على تعرضه إلى تخريب من طرف شخص ملتح بـ”مطرقة”، قيل عنه آنذاك إنه مختل عقليا، والغريب أن الشخص الذي حاول هذه المرة أيضا تخريب التمثال هو شخص ملتح أيضا، والذي قال عنه وزير الثقافة آنذاك، إنه شخص مختل أيضا.
وقد تدخل حينها عشرات المواطنين لمنع الشخص الذي كان يريد تخريب التمثال، وتم إنزاله بالقوة، قبل تدخل قوات الأمن التي قامت بتوقيفه، وذلك قبل أن يلحق بالتمثال أضرارا كثيرة.
وقال عز الدين ميهويي وزير الثقافة الجزائري، حينها، إن مخرب تمثال عين الفوارة مسبوق قضائيا ويعاني من اضطرابات عقلية.
وكان التمثال تعرض السنة السابقة وبالتحديد في شهر ديمسبر/ كانون الأول إلى عملية تخريب من طرف شخص ملتح، لُقب بـ”أبي مطرقة” قام بتحطيم أجزاء من التمثال، خاصة أثداء المرأة الحجرية، الأمر الذي اضطر السلطات المحلية ووزارة الثقافة إلى غلق التمثال وإخضاعه إلى عملية صيانة دامت عدة أشهر، وهي فترة تخللها جدل عندما قامت برلمانية عن حزب إسلامي بتوجيه سؤال شفهي إلى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مطالبة إياه بوضع التمثال في المتحف لأنه خادش للحياء، وهو الطلب الذي رد عليه الوزير بالرفض، مؤكدا أن الذين يقولون هذا الكلام هم الذين يجب أن يوضعوا في المتحف.
ومع الاستهداف الجديد للتمثال، اشتعل الجدل القديم حوله على مواقع التواصل الاجتماعي بين من رأوا أن التمثال خادش للحياء، وأنه يجب نقله إلى المتحف لأنه من مخلفات الاستعمار الفرنسي، وبين من يعتبرون أن التفكير بهذه الطريقة لا يخلو من تطرف ومن كبت، لأن الذي ينظر إلى تمثال حجري بشهوة يجب أن يبحث عن أقرب طبيب. وذهبت تعليقات إلى الإشارة إلى ما بدا تناقضا في الاستهداف الأخير للتمثال من شخص مخمور، يدافع كثيرون على ما فعله بدافع التحريم والفضيلة!
وأكد ابن عم الشاب الذي استهدف التمثال أنه كان فعلا مخمورا وأنه يعاني مشاكل وضغوطات.
ويعتبر تمثال “عين الفوارة” الذي يقع أعلى نافورة، بُنيت سنة 1898 من قبل النحات الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، أحد أشهر المعالم في سطيف والجزائر عامة.