عندما يكون الحمل ثقيلا
في بعض الفترات يكون الحمل ثقيل، ثقيل لدرجة لربما لا أحد يستطيع تحمّله على الإطلاق، يكون الغالب فيه، هي تلك الأحمال الثقيلة التي تُحمل على كاهل الظهر، عندما يكون الماضي مليء بالخيبات، بالكسور، بالجروح، بالأساسات الملتوية، بالحقنات الحارقة، بالتمزيقات الفاتقة، بالإنعدامات المتشققة،
يكون إندمال تلك الفجوات صعبة، مهما بُنيت تلك الترتيبات الفارهة، والأحلام الفاتنة، و الأوتار الطربية الكاسرة، و التصورات المرتفعة، تبقى تلك الأساسات مهترئة، محترقة، تبحث عن كاشفٍ لأوتارها الملتهبة، تسعى للوقوف بشتى الطُّرُق، مهما كلّف الأمر، حتى لو كلفها ذلك الإندثار الذي يتولد في صومعتها، أحياناً الهروب من المكان المشتعل، لربما يحرق صاحبه بنار الموقد،
ربما يُفتّح تلك الجروح واحداً تلو الآخر، لربما يتسبب بإندلاع حرب طاحنة بين الذات و إحساسها، يُشعل الداخل والخارج بضربةٍ واحدة، يتسبب بإنهيار الردمات الممتلئة، وتكوّنها أكثر فأكثر على ذلك الإنسياب. في بعض اللحظات يكون الإنسحاب ضيق جداً يا أصدقاء،
ليس بوسع صاحبه النظر من حلقة النُويفذة الصغيرة لتلك الشعلة المحترقة ، لذلك يجب أن تضرب بأحزمتك المهترئة لربما تكن ذات نطاق مُوجعْ بعض الشيء، لربما يكون كالعصفور الذي يبحث عنه نقطة ماء يروي بها لسانه المحترق. لذلك يجب أن تكون ظاهرة تصريفية مصرّحة، لمرور تلك القوافل المليئة بالجِراح الصاخبة، التي ترسم في داخلها ذلك الضياء الباهج .