وقفية المصطفى.. إحياء لسنة الوقف الإسلامي ودعم لصمود المقدسيين
المدينة نيوز :- جاءت مباركة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اليوم الأحد، تأسيس وقفية "المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك"، من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة، وفي إطار جهود الأردن بقيادة جلالة الملك في دعم صمود الأشقاء في فلسطين والقدس خصوصاً.
وتؤكد الوقفية المسؤولية التاريخية والدينية لصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس جلالة الملك عبدالله الثاني، في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها، وتثبيت عروبة القدس وأهلها، وتعزيز صمودهم على أرضهم.
كما تعكس ارتباط الهاشميين تاريخياً، جيلاً بعد جيل، بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات، التي حفظوا لها مكانتها، وقاموا على رعايتها وخدمتها، مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي، وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلّى الله عليه وسلم.
وتستند رؤية الدعم من خلال هذه الوقفية إلى التوصل إلى إدامة ألف قارئ وقارئة للقرآن الكريم داخل الحرم القدسي الشريف، آخذة في الاعتبار تعلق المقدسيين بالصلاة وقراءة القرآن الكريم في رحاب المسجد الأقصى المبارك طلباً للأجر والثواب والمكافأة الكبرى من عند الله.
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، قال لوكالة الأنباء الأردنية، إن مباركة جلالة الملك عبدالله الثاني إطلاق "وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك"، تأتي في إطار دعم جلالته لصمود الأشقاء في فلسطين بشكل عام والقدس الشريف بشكل خاص.
وأضاف أن الوقفية تُرسخ وتُعزز مكانة المسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين من مختلف بقاع الارض، باعتباره منارة للعلم، مؤكدا أهمية الوقفية في ايجاد بيئة لتعلم مختلف العلوم الشرعية، وعلى رأسها القرآن الكريم.
وبين الدكتور الخلايلة، أن وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك، تُبرز المسؤولية التاريخية والدينية للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية وحمايتها، وتثبيت عروبة القدس وأهلها، وتعزيز صمودهم على أرضهم، ومواجهة كل محاولات التهويد والعبث بالبعد التاريخي للمسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن الوقفية، لها دلالات تاريخية ترتبط بالهاشميين وعقدهم الشرعيّ والتاريخي مع المقدسات، منذ الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، والمغفور لهما صاحبي الجلالة الملك عبدالله الأول، والملك حسين بن طلال طيب الله ثراهما، وصولا لجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي جعل القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية حاضرة في جميع المحافل المحلية والعربية والدولية بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها الأمة.
وببن الدكتور الخلايلة أن عمارة المساجد دليل على الإيمان، وهي على نوعين عمارة مادية بالبناء والصيانة والترميم، قام بها الهاشميون وما زالوا، وعمارة معنوية تبقى من خلالها المساجد عامرة بتلاوة القرآن الكريم وذكر الله عز وجل، مؤكدا أن الوقفية ستعزز تعلق المقدسيين بالمسجد إيمانيا ووجدانيا.
بدوره قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، إن وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم، تأتي في ظل مواجهة كافة المحاولات التي تستهدف عزل المسجد الأقصى المبارك خلال العقد الماضي، وتحديدا عن بعده الإسلامي، ومنع معظم المسلمين من حق الوصول اليه للصلاة في محاولة علنية ومبطنة لتفريغه من المسلمين واستهدافه بانتهاكات، وهو ما يرفضه كل مسلم غيور على دينه ومقدساته.
وأضاف الخصاونة، أنه وإيماناً بأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك، وترسيخ مكانته في قلوب أبناء الأمة، جاءت وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم بمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني، لتُبرز المسؤولية التاريخية والدينية لصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وتعكس الدور الهاشمي التاريخي تجاهه جيلاً بعد جيل، وإحياء لسنة الوقف الإسلامي.
وأكد الخصاونة أن ديدن الهاشميين كان على الدوام رعاية القرآن الكريم وأهله، لأنه نزل في بيت جدهم صلى الله عليه وسلم، ومن هنا جاءت الوقفية كأعظم وقفية في التاريخ لرعاية أهل القرآن وهم يجتمعون على مائدة كتاب الله تعالى في المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن الوقفية ستسهم في إظهار عناية المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك، وهي برهان على أن هذه الامة ستبقى حية، وستواصل دفاعها عن دينها ومقدساتها.
وقال قاضي القضاة سماحة الشيخ عبد الحافظ الربطة، إن الوقفية تهدف إلى إحياء سنة الوقف الإسلامي، وحلقات الذكر وقراءة القرآن تأكيدا واظهارا لحرص المسلمين على دينهم وكتابهم، وارتباطهم بالمسجد الاقصى ارتباطا حقيقيا وواقعيا، مؤكدا في هذا الاطار، أن القدس بمقدساتها ستبقى قضية الأمة الاولى دون منازع.
وقال : " تضاف هذه الوقفية الى عشرات مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف التي يتولاها ويرعاها الاردن بقيادة جلالة الملك من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية الخالصة للمسجد، ودوام إعماره، وصيانته ودعم صمود المتعبدين فيه، وحماية ودعم ومساندة المقدسيين والمرابطين في وجه المحتل".
وبين الربطة أن وقفية "المصطفى"، تعكس ايمان الهاشميين بأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك عمارة إيمانية وبشرية إحياء لسنة رسولنا الكريم، باعتبارها واجبا على كل مسلم ليكون متعلقاً بالقرآن الكريم تلاوة وتدبّراً.
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن المبادرات الهاشمية تجاه مدينة القدس وتحديداً المسجد الاقصى المبارك، تتزامن مع الاستمرار الفاعل للدبلوماسية والسياسة الأردنية الثابتة في الدفاع عن الحق التاريخي والشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وأضاف "إلى جانب التوجيهات الملكية المباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني لكافة المؤسسات الرسمية والأهلية الأردنية في تكثيف جهودها في مساندة الأشقاء في مدينة القدس، تأتي المبادرات الملكية الهاشمية لتكون أنموذجا في ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية والدينية لمدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
واعتبر أن وقفية المصطفى تأتي في سياق دعم الرباط والصمود المقدسي في ساحات المسجد الأقصى المبارك عبر إنشاء حلقات لتعليم وقراءة القرآن الكريم، إلى جانب دورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات متكررة للمستوطنين.
وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تبارك هذه الوقفية في القدس، التي تجسد العمق الديني والروحي للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، وتعود في جذورها لحادثة الإسراء والمعراج، والعهدة العمرية بالنسبة للمقدسات المسيحية والتي ما زال الهاشميون يسيرون على مضامينها السمحة في حماية ورعاية هذه المقدسات.
وقال إن هذه الوقفيات والمبادرات من شأنها تعزيز الصمود المقدسي وتثبيت الهوية العربية للقدس، وهي رسالة عالمية بأن القدس ومقدساتها في ضمير ونهج الهاشميين لا يمكن التنازل عنها، وهي الملف الإساسي والمركزي لنا في الأردن.
وزاد أن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وفي ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني الأعزل، تؤكد على ضرورة مساندة الدور والموقف الأردني دولياً، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال بما في ذلك الاستيطان والمضي قدماً في حل الدولتين بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر أن هذه الوقفية وغيرها من الجهود الأردنية، دلالة على أن الدور الأردني بقيادته الهاشمية، فعال ومهم وعملي يشمل كافة القطاعات والمجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية في مدينة القدس، وتشكل رسالة للعرب والمسلمين والعالم الحر بأن القدس وفلسطين في قلوبنا وبوصلتنا، وسيبقى الأردن دائما داعماً لأهلنا في فلسطين والقدس مهما كانت التضحيات وبلغ الثمن.
وقال مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الدكتور عزام الخطيب، إنَّ وقفية المصطفى، التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثَّاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، تتعلق بالمسجد الأقصى، وهدفها ديني ويركز على حماية المسجد والحفاظ على هويته الإسلامية، وتثبيت أهل القدس ودعم وجودهم في المدينة وصمودهم الأسطوري، وجعل المسجد عامرا ومشغولا بشكل يومي.
وأكد أنَّ ما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني، هو سلوك هاشمي تاريخي منذ مائة عام اتسم بالتوازن في إعمار وصيانة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو إرث عقائدي وديني متأصل في العائلة الهاشمية عبر المشاريع الخيرية والعمرانية، ومن بينها وقفية الكرسي المكتمل للإمام الغزالي في الأقصى وجامعة القدس عام 2012.
وبين الخطيب أنَ هذه الوقفية وأعمال العائلة الهاشمية، ومواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه المسجد الأقصى؛ تثبت بشكل قاطع أنَّ كل من يروج لمقولة نسيان الأمة للأقصى هي محاولات بائسة وزائفة وكاذبة لا وجود لها في وجدان الفلسطينيين والمقدسيين، مؤكدا أن وقفية المصطفى هي دليل على أن الأمة ما زالت بخير وتعمل جاهدة للدفاع عن مقدسات وخاصة في مدينة القدس.
وأكد أنَّ المسجد الأقصى كان وسيبقى منارة للعلم في كل نواحي العلوم الشرعية، وأن هذه الوقفية تعيد إحياء سنة الصحابة والصالحين في التعبد وقراءة القرآن، مؤكداً أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة؛ هي الضامن الرئيس لكل ذلك، وهذا دليل قاطع على إيمان الهاشميين المطلق بأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك على الدَّوام.
وقال قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، إن الوقف سنة حميدة شرعها الدين الإسلامي الحنيف، وأن إحياء هذه السنة أمر محمود، وتأتي في وقت قلّ فيه العمل بها هذه الأيام بعد أن كانت شائعة في العصور الأولى وكانت تحقق أهدافا عظيمة لخدمة الدين.
وأكد أنَّ هذه الوقفية تحقِّق عدَّة أهداف أهمها، إعمار المسجد الأقصى المبارك بقراءة القرآن الكريم وتلاوته وتعلم أحكامه وتعزيز الرسالة الإيمانية والقرآنية لهذه الأمة، وختمه بطريقة فيها إعمار ديني للمسجد، وتفويت للفرصة على مؤامرات الاحتلال الهادفة إلى إفراغه من القراء والمصلين.
وأوضح أنَّ المسؤولية الهاشمية الأردنية تجاه القدس حاضرة في كل زمان ومكان، وأن الوصاية الهاشمية ليست شعارات؛ وإنما مسؤولية وواجب ديني وأخلاقي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني استمرارا لنهج تاريخي، وتكريسا لمسؤولية الأمة وآل البيت في الدفاع عن المقدسات.
وأكد أنَّ هذه الوقفية أنموذج وقدوة لما يجب أن يقوم به أبناء الأمة والدول الإسلامية تجاه المسجد الأقصى، وأنَّ دولة فلسطين قد أطلقت وقفية موازية بطباعة ونشر مصحف شريف يحمل اسم مصحف الأقصى.
وقال المقدسي وساكن جبل الزيتون والذي يتواجد يوميًا في المسجد الأقصى لأكثر من 10 ساعات ويحفظ 20 جزءا من القرآن الكريم، الدكتور عمر الكسواني، إن هذه الوقفية تضاف إلى وقفية الكرسي الغزالي، التي أنشأها جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2012 باسم الكرسي الغزالي لدروس الإمام الغزالي وعلوم القرآن الكريم، وتمَّ من خلالها إحياء علوم الدين في المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم في الأقصى تجعل من المسجد المبارك عامرا بالعبادة على مدار الساعة، معتبرا أن هذه اللفتة الملكية ستزيد من تواجد المقدسيين في الأقصى، وتثبت دور العائلة الهاشمية في بيان إسلامية الأقصى وحق للمسلمين فيه.
وبين الدكتور الكسواني أن ألف قارئ يوميا من أبناء القدس، سيستفيدون يوميا من هذه الوقفية، ويصبح أبناء القدس يتوافدون على المسجد الأقصى ويتواجدون فيه كل يوم، معربا باسم المقدسيين عن تقديرهم لمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني تجاه الأقصى ومدينة القدس، ومواقفه الدائمة في سبيل حماية هذه المدينة المقدسة ومقدساتها.
يشار إلى أن هذه الوقفية وشحت بتوقيع جلالة الملك، وسجلت في المحكمة الشرعية في دائرة قاضي القضاة الأردنية وأودعت للتنفيذ في الإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وحفظت في محكمة القدس الشرعية، إيماناً بأهمية وواجب إعمار المسجد الأقصى المبارك عمارة إيمانية بشرية، وإحياء لسنة رسول الله سيدنا محمد صلى الله وعليه وواجب كل مسلم أن يكون متعلقاً بالقرآن الكريم تلاوة وتدبّراً.
--(بترا)
ع ط