الحالة الصحية للأسيرين أبو حميد ودقة تتدحرج للأسوأ.. والاحتلال يرفض طلب فحص الأسرى كل 6 أشهر
![الحالة الصحية للأسيرين أبو حميد ودقة تتدحرج للأسوأ.. والاحتلال يرفض طلب فحص الأسرى كل 6 أشهر الحالة الصحية للأسيرين أبو حميد ودقة تتدحرج للأسوأ.. والاحتلال يرفض طلب فحص الأسرى كل 6 أشهر](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/549b2cee82185c378b6eacb01eaea3aa.jpg)
المدينة نيوز :- تسوء الحالة الصحية للأسيرين ناصر أبو حميد، الذي دخل مرحلة الاحتضار، والأسير وليد دقة، يوما بعد يوم، بسبب أوضاعهما الصحية الخطرة، والتي أصيبوا بها خلال اعتقالهما، وما واجهوه من سياسة إهمال طبي متعمد.
وبعد أيام من نقله إلى مشفى مدني بشكل عاجل، بسبب تدهور وضعه الصحي، أعيد الأسير ناصر أبو حميد إلى “عيادة سجن الرملة”، الذي يكمل فيه آخر أيامه، بعد أن استشرى مرض السرطان في جسده، وبات لا يستجيب للعلاجات الكيميائية الخاصة بالمرض، كما بات جسده المنهك بالمرض لا يستجيب للمسكنات، وهو ما دفع بهيئة الأسرى للإعلان بشكل رسمي أنه بات أقرب للشهادة.
وفي هذا الوقت أصبح جسده شبيه بهيكل عظمي، والورم السرطاني بارز من منطقة الصدر، فيما يعاني أيضا من عدة أعراض صحية، منها خروج مياه من الرئتين، ولا تزال سلطات الاحتلال ترفض إطلاق سراحه، لقضاء أيامه المتبقية بين أفراد أسرته.
وقد تمكّنت عائلة الأسير أبو حميد من زيارته قبل أيام في “عيادة سجن الرملة”، حيث استمرت الزيارة لـ45 دقيقة، بحضور طاقم من الصليب الأحمر، وتمكنت والدته في نهايتها من احتضانه، بعد أن أحضر لها نجلها على سرير، وتحدث بكلمات محدودة مع عائلته، وكانت ترافقه أنبوبة الأوكسجين طوال الوقت.
في السياق، تزداد حالة الأسير وليد دقة خطورة، بسبب المرض الذي أصابه في الدم، وقال محامي هيئة الأسرى كريم عجوة، والذي تمكن من زيارة الأسير المريض دقة في “سجن عسقلان”، إن هذا الأسير نقل الأحد الماضي إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، إثر تراجع على حالته الصحية، ومكث فيه عدة أيام، وأبلغه أطباء الاحتلال حينها أنه يعاني من سرطان في الدم “اللوكيميا” بعد التشخيص الأولي الذي أجري له، ليتبين بعد عدة أيام أن هناك تشخيصا آخر لحالته.
وأشار إلى أنه تبعا للتقارير الأولية، تبين أن الأسير دقة يعاني نوعا آخر من السرطان، وهو ليس بحاجة للخضوع لجلسات علاج كيميائي، وإنما تزويده بدواء بين فترة وأخرى، كما أنه بحاجة لوحدتي دم والخضوع لعملية زراعة نخاع لاحقا.
والجدير ذكره أن هذا الأسير واجه خلال السنوات الأخيرة جريمة إهمال طبي متعمدة كغيره من الأسرى المرضى المحتجزين في عسقلان، وهذا الأسير يبلغ من العمر (60 عاماً) من بلدة باقة الغربية داخل أراضي العام 48، ومعتقل منذ عام 1986 ومحكوم بالسجن المؤبد الذي حُدد لاحقاً بـ(37 عاما) وأضاف الاحتلال على حكمه لاحقاً عامين آخرين، وخلال عام 1999 ارتبط بزوجته سناء سلامة، ورزق منها عام 2020 بطفلة أسماها “ميلاد” عبر تهريب نطفة محررة.
وفي هذه الأثناء تتواصل الفعاليات الشعبية المساندة لهذين الأسيرين المريضين، في كافة المدن الفلسطينية، والمطالبة بتدخل الجهات الدولية والصليب الأحمر من أجل إطلاق سراحهما.
وجاء ذلك في وقت أكدت فيه هيئة الأسرى، أن سلطات الاحتلال تضع الأسرى المرضى في ظروف اعتقالية صعبة.
وقال رئيس الهيئة قدري أبو بكر، أن عدد الأسرى المرضى وصل إلى أكثر من 600 أسير، منهم 24 مصابون بالسرطان وبالأورام، لافتا إلى أنه في بداية العام الجاري كان في سجون الاحتلال 8 أسرى مصابون بالسرطان، وأضاف “الآن وصل العدد إلى 24، وهذا مرده عدم توفير العلاج من قبل إدارة السجون والإهمال الطبي المتعمد”.
وأشار في هذا السياق إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين طالبت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بإجراء فحص دوري للأسرى، مرة كل 6 أشهر، وهذا يساعد في الكشف عن الأمراض وعلاجها بشكل مبكر، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض ذلك.
واسنادا للأسرى، أطلق نادي الأسير الفلسطيني، ووزارة التربية والتعليم، حملة “40 ألف رسالة وفاء من طلبة فلسطين إلى عميد الأسرى كريم يونس”.
وفي أحد مدارس رام الله التي انطلقت فيها الحملة، وزع على الطالبات أوراق فارغة، في تروسيتها صورة الأسير كريم يونس، لكتابة رسائلهن له تحت عنوان: “برقية تهنئة بالحرية لعميد أسرى فلسطين القائد المناضل كريم يونس”.
والأسير كريم يونس، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، واعتقل في السادس من يناير 1983، وأصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد، الذي حدّد فيما بعد بـ40 عاما، حيث تبقى أقل من شهر على انتهاء محكوميته.
ووفق الحملة، سيقوم نادي الأسير ووزارة التربية والتعليم، باختيار أفضل 20 رسالة كتبها الطلاب من المدارس الفلسطينية، وتسليمها للأسير كريم يونس في حفل استقباله الذي سيقام في رام الله.
وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير إنه سيتم يوم الخامس من الشهر القادم، إطلاق سراح يونس، واستقباله في بلدة عارة داخل مناطق الـ48، بعد تحرره بطلا ورمزاً، وأضاف “رغم أن عصابة المجرمين العنصريين الفاشيين يتمنوا لو يخرج كريم محبطاً بعد 40 سنة من القهر والعذاب والجوع والبرد، إلا أنه سيرفع شارة النصر ويقول عاشت فلسطين حرة عربية”.
والجدير ذكره أن كريم يونس كان من بين من أدرجوا كأحد أسرى الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، الذين طالبت القيادة الفلسطينية بالإفراج عنهم بموجب تفاهمات أبرمت مع إسرائيل، غير أن الأخيرة تنصلت من الالتزام بذلك.
القدس العربي