أكاديميون: تعليمات العمل الحزبي في الجامعات قوة دفع لروافع التحديث السياسي
المدينة نيوز - محمد قديسات- أكدت فاعليات حزبية وسياسية وأكاديمية وطلابية في محافظة إربد أن إصدار نظام العمل الحزبي داخل الجامعات يؤكد الجدية والالتزام بتفعيل أدوات وروافع العمل السياسي والحزبي.
وأشار أكاديميون ومعنيون، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن التعليمات جاءت لتزيل التخوفات السابقة من الانخراط في الأحزاب داخل الجامعات وتجعل منها بيئة حاضنة لعمل حزبي عماده الشباب يرتكز على الحوار واستيعاب كل الآراء المطروحة على الساحة السياسية.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للفكر والحوار والتنمية نائب رئيس مجلس النواب الأسبق، الدكتور حميد البطاينة، إنه بمجرد صدور هذا النظام، يتوجب على جميع الجامعات والكليات والمعاهد الأردنية الالتزام بآلية تنظيم الأنشطة الطلابية الحزبية، والتي من شأنها المساعدة في عملية التمكين السياسي وضمان تجربة حزبية طلابية سياسية ناجحة.
وأكد البطاينة أن هذا النظام يتيح للطلبة ممارسة كل أشكال التوعية والتثقيف الحزبي والسياسي وتشجيع المشاركة الطلابية بالعمل العام وعقد الندوات والمؤتمرات والجلسات الحوارية والمناظرات السياسية والمشاركة فيها، بموافقة عمادة شؤون الطلبة مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إعاقة سير العملية التعليمية.
وأشار إلى أن صدور النظام دليل على وجود إرادة سياسية حقيقية في عملية التحول السياسي والديمقراطي التي يشهدها الأردن هذه الأيام عنوانها العريض الشباب بصفتهم بناة الأوطان والمستقبل وعليهم مسؤولية المشاركة في العمل الحزبي والسياسي لصياغة مستقبلهم الذي يريدونه.
وقال العين جميل النمري إن النظام جاء ترجمة لنص القانون الذي يتيح ويشجع العمل الحزبي بين طلبة الجامعات ويبلور القناعة لدى دوائر القرار بأن الوعي السياسي والحزبي هو البديل للعصبيات العشائرية والجهوية.
وأشار النمري إلى أن النظام يوضح حيادية العملية التعليمية عن العمل الحزبي وحيادية هيئات التدريس والإدارة تجاه جميع الأطراف وعدم التمييز بين على خلفية الانتماء السياسي.
وقال إن الاجتماعات أو اللقاءات الموسعة أو المهرجانات في الساحات هي وجه واحد للعمل السياسي والحزبي، وهو الوحيد الذي يستوجب إشعار العمادة قبل وقت كاف، داعيا إلى أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار لتهيئة مناخ مشجع أكثر للعمل الحزبي.
وقال عميد شؤون الطلبة في جامعة اربد الأهلية، الدكتور فرج الزوايدة، إن نظام العمل الحزبي داخل الجامعات يعد بوصلة لإيجاد اتجاهات نحو العمل الحزبي والانتخابات التي تنظمها مؤسسات التعليم العالي للمجالس والاتحادات والنوادي الطلابية وإزالة أي عوائق أمام الطلبة الراغبين بالانتساب للأحزاب.
ولفت الزوايدة إلى أن المبادئ الرئيسية للنظام هو الموازنة بين العملية التدريسية ومنح الحرية للطلبة بممارسة الأنشطة السياسية تماشيا مع التوجهات الملكية للدفع بتطوير العلمية السياسية بالاعتماد على الشباب وطاقاتهم.
وقالت الناشطة والأكاديمية، الدكتورة سعاد الملكاوي، إن التمكين السياسي للشباب يعد من ملامح التغيير الديمقراطي والحرية الديمقراطية في الأردن وهو ليس ترفا وإنما جاء من أجل الحفاظ على حق الشباب بالمشاركة في عملية التنمية السياسية
وأكدت أهمية التركيز على دور التنشئة الاجتماعية، والتي تهيئ لمشاركة الشباب الجامعي في الأنشطة الحزبية مع المحافظة على النظام التعليمي داخل الجامعات وعدم المساس بالقيم الأساسية للنظام الوطني مع التركيز على الأدوات المبتكرة للمشاركة الحزبية فيما يخص دور الشباب وأهميته في العمل التنموي.
وقال عميد شؤون الطلبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور ماجد المساعدة، إن عمادة شؤون الطلبة في الجامعة نعمل على تطبيق مخرجات التحديث السياسي المتعلق بإشراك الشباب في العملية السياسية والحياة العامة ضمن أطر وبرامج وطنية بعيدة عن التجاذبات السياسية.
وبين أن العمادة تستند في عملها بهذا الجانب إلى خطة إستراتيجية وإجراءات تنفيذية تقوم على تشجيع الطلبة على ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة والانتماء للوطن والولاء لقيادته من خلال أنشطة تعزز الهوية الوطنية لدى الطلبة، بحيث تكون المواطنة هي الهوية الجامعة بعيداً عن الهويات والانتماءات الفرعية.
واعتبر الطلبة نادر قديسات وشام سقار من جامعة اليرموك وأحمد صياحين من جامعة إربد الأهلية وأحمد بني هاني من جامعة العلوم والتكنولوجيا إقرار نظام العمل الحزبي داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية خطوة مهمة باتجاه تحديث المنظومة السياسية وتطوير العمل الحزبي وتهيئة البيئة الحاضنة لمشاركة أوسع من الشباب.
ودعوا إلى تكثيف الحوارات التي تفضي إلى الانخراط بعمل حزبي برامجي يشخص الواقع ويضع البرامج الكفيلة بإيجاد حلول منطقية للتحديات.
--(بترا)