في زيارة الملك لعشيرة بني حسن
حثَّ الإسلام أتباعه على مواساة المُصاب منهم حتى يخفِّفوا آلام المصيبة عنه، ووعد صلى الله عليه وآله وسلم المُعزِّي بثوابٍ عظيمٍ، فقال في حديثه الشريف: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» رواه الترمذي وابن ماجه، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه ابن ماجه.
فما ان وقع المصاب الجلل في الوطن باستشهاد العقيد عبد الرزاق الدلابيح حتى سارع شيخ العشيرة الواحدة لزيارة ديوان الدلابيح بمنطقة الكفير في محافظة جرش لتقديم واجب العزاء ليخفف من وقع الألم الذي أصابه هو قبل أهل الشهيد.
كيف لا وهو من يعتبر كل مواطني المملكة الأردنية الهاشمية ابناءه، وكل افراد القوات المسلحة الأردنية رفاقه واخوانه عاش معهم وتدرب معهم ويعرف المعنى الحقيقي لفراق أحدهم.
حضر القائد بين جنوده مرتدياً زيّه العسكري ولسان حاله يقول هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء؛ ولن نقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين.
ولرسائل بنو هاشم في الفرح والطرح عند الاردنيين الأثر الطيب في قلوب أبناء الوطن باديته وريفه وحضر ومخيماته؛ تطبب الجراح وتخفف آلام المصيبة؛ وهي سيف بتّار لكل من تُسوِّل له نفسه العبث في امن واستقرار هذا العرين الحصين.
اجتمع الاحفاد والابناء والكبار؛ الجنود والضباط ورفاق السلاح حول الاب القائد يواسونه بالفقيد ويقدمون بين يدي جلالته مطالبهم العادلة التي أصر القائد على تنفيذها قبل طلبها متوعداً بغضب استشعره الجميع بضرورة الإسراع لينال المجرم عقابه؛ فهذا النهج الهاشمي المصطفوي الرحيم فيما بيننا؛ الشديد على اعدائنا - مهما كانوا واينما وجدوا- نعرفه حق المعرفة وشهده من قبلنا الأجداد والآباء عبر أعوام البناء ولن يتغير في سنين التعزيز.
ان المتابع للأحداث المتسارعة في المنطقة ومدى تأثيرها على الأردن يكاد يجزم بأن هذا الوطن يستحيل اختراق وحدته فلجميع مكوناته علاقات وطيدة مع القيادة الهاشمية والكل منهم كالجسد الواحد إذا ما تعرض الوطن لمصابٍ جلل؛ يلتفون حول القيادة ثقة و ولاء وانتماء، وهذا ما كان من أبناء عشيرة بني حسن اهل الشهداء ومدرسة العُرف والولاء للوطن والقيادة.
رحم الله شهيد الوطن والواجب الدكتور عبد الرزاق الدلابيح واسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصالحين؛ وحمى الله الوطن وقيادته الحكيمة.