كأس العالم بقطر توظيف للدبلوماسية الرياضية في تعزيز العلاقات بين الدول
المدينة نيوز :- - نجحت دولة قطر في توظيف بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 التي اختتمت منافساتها الأحد الماضي لتعكس التنوع الحضاري وتعزيز التسامح والتعايش بين الثقافات والشعوب، وتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز التعاون بشأنها، لا سيما أن البطولة تقام للمرة الأولى في بلد عربي وإسلامي.
وقبيل انعقاد البطولة، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن هذه البطولة، التي تقام لأول مرة في دولة عربية ومسلمة، ولأول مرة في الشرق الأوسط عموما، ستظهر للعالم أن إحدى الدول الصغيرة والمتوسطة قادرة على استضافة أحداث عالمية بنجاح استثنائي ومبهر، كما أنها قادرة على أن تقدم فضاء مريحا للتنوع والتفاعل البناء بين الشعوب".
وخلال حفل الافتتاح في استاد البيت تحت شعار "لقاء البشرية"، جرى الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تدعو إلى قبول الاختلاف والتنوع بين البشر، في إطار من السلام والمحبة.
وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هذا الأفق الإنساني القائم على التقريب بين الشعوب والثقافات المختلفة، والذي تميز به كأس العالم في قطر عن جميع النسخ السابقة، معلنا أن كرة القدم عززت خلال البطولة "قوتها الفريدة في التوحيد من خلال لم شمل العالم على أساس روح يسودها السلام والتآخي".
وتمكنت قطر من توظيف الدبلوماسية الرياضية في جميع الاتجاهات لتعزيز العلاقات بين الدول، وتقوية التفاهم بين الشعوب، مع التعريف في الوقت نفسه بمبادئ الإسلام وقيمه السامية، وإطلاع جماهير كأس العالم ومتابعيه في جميع أنحاء العالم على الثقافة العربية الأصيلة.
وفي هذا الصدد، تستضيف الدوحة "مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني" الذي يهدف لتعميم أفضل الممارسات في مجال إدارة النزاع والعمل الإنساني، ما من شأنه تثقيف صانعي القرارات والسياسات لاتخاذ القرارات المناسبة من أجل التعامل مع النزاعات التي تشهدها بلدانهم.
كما تحتضن قطر "مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان"، لتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات المختلفة، خصوصا بعدما تحول العالم إلى قرية صغيرة، وأصبح مصير سكانه متشابكا ومترابطا.
وتستضيف قطر منذ عام 2010 برنامج زمالة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي يأتي في إطار تعميق الفهم المتبادل للشباب في العالمين الإسلامي والغربي، وزيادة وعيهم بالاختلافات الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية، والدور الذي يمكن أن يقوم به الشباب للحد من التطرف والتعصب من كلا الجانبين.
وفي هذا الإطار، أطلقت قطر في 21 تشرين الثاني الماضي الحملة الاستثنائية "التهديف من أجل أهداف التنمية المستدامة"، التي تدعو إلى التكاتف والالتقاء من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة على هامش بطولة كأس العالم.
ودعمت قطر خلال الفترة نفسها وبالتزامن مع استضافتها لكأس العالم القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مطلع كانون الأول الجاري بشأن دور الرياضة في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات المحلية، وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة البدنية والعقلية والاندماج الاجتماعي.
كما أطلقت قطر أيضا ائتلاف موجة وحدة، لتعزيز إرث كأس العالم فيفا قطر 2022 على صعيد حماية البيئة، عبر الترويج لممارسات إعادة التدوير، واستخدام المواد المتجددة، والحد من كميات المخلفات التي يجري تحويلها إلى مكبات النفايات.
وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو أن نسخة قطر 2022 تعد الأفضل من كأس العالم على الإطلاق.
وقال إنفانتينو في تصريح لموقع (فيفا) "ما قاموا به ويقومون به للترحيب بالعالم في هذه الدولة الجميلة مذهل، إذ شعر الجميع أنه في بلاده"، مشددا على أن البطولة جمعت الكل سويا، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث لكأس العالم.
--(بترا)