بوتين يهنئ نتنياهو بفوزه في الانتخابات تزامناً مع لقاء زيلينسكي مع بايدين في الولايات المتحدة

المدينة نيوز  -  تزامناً مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة، واللقاء مع رئيسها جون بايدن، طلباً لزيادة مساعدتها في حربها ضد الغزو الروسي، اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو، وهنأه على فوزه في الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.

 وورد، في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أنه أعرب عن أمله في إيجاد الصيغة الملائمة لإنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، مؤكداً على تصميم إسرائيل منع التموضع العسكري الإيراني قرب حدودها الشمالية، والتصدي لمحاولات طهران حيازة السلاح النووي.

وفي موسكو أصدر الكرملين بياناً جاء فيه أن الجانبين بحثا القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية، والوضع الدولي، كما أعربا عن ثقتهما في تطوير العلاقات الروسية – الإسرائيلية، واستمرار الاتصالات على مختلف المستويات.

ويرى مراقبون أن سياسة حكومة الاحتلال الجديدة حيال الحرب في أوكرانيا ستتغير لأن نتنياهو يرجح كفة العلاقات مع روسيا، بسبب الحسابات الإستراتيجية والأمنية، خاصة في سوريا، ولا يأخذ بالحسبان الحسابات الأخلاقية والإنسانية، ولا يكترث بتوبيخات زيلنسكي له، كما دلّلت تجربة الماضي.

إلى ذلك أعلن نتنياهو، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، نجاحه في تشكيل حكومة جديدة مع حلفائه في معسكر اليمين، وذلك قبل دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له. وكعادته، سارع نتنياهو للكتابة في التويتر، فقال، في تغريدته، إنه تمكن من تشكيل حكومة، كما أكد متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تلقي إعلان نتنياهو عبر اتصال هاتفي.

في بيان نشره قال نتنياهو إنه أرسل إلى هرتسوغ الرسالة التالية: “بفضل الدعم الجماهيري الكبير الذي تلقيناه خلال الانتخابات الأخيرة أبلغكم أنني تمكنت من تشكيل حكومة ستعمل لصالح جميع مواطني إسرائيل”.

وكان رئيس حزب “الصهيونية الدينية” باتسلئيل سموتريتش قد استبق إعلان نتنياهو، وكتب على تويتر: “تهانينا، نجحنا بتشكيل حكومة جديدة”.

حكومة نتنياهو السادسة

ومن المقرر أن تؤدي الحكومة اليمينية القسم أمام الكنيست الإسرائيلي، في الأسبوع القادم، بعد انتهاء ما يعرف بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا)، وبذلك سيخلف نتنياهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد وينطلق في حكومته السادسة، منذ أن ترأس حكومته الأولى عام 1996، عقب انتخابات درامية تغلب فيها بفارق ضئيل جداً على مرشح حزب “العمل” الراحل شيمون بيريز.

نتنياهو، الذي سقط في انتخابات 1999 مقابل إيهود براك، عاد للحكم مجدداً في 2009، وبقي في سدة الحكم طيلة 12 عاماً متواصلة بين 2009 و2021، وهو أطول رئيس للوزراء بقاءً بالمنصب في إسرائيل. وبعدما انتصر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية التي أجريت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت أمام نتنياهو مهلة تنتهي الساعة 11:59 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي لإبلاغ هرتسوغ بأنه نجح في تشكيل الحكومة.

ومن المتوقع أن يعين نتنياهو أعضاء حزبه الليكود يوآف غالانت وزيراً للأمن، وياريف ليفين (الرئيس المؤقت للكنيست) وزيراً للقضاء، فيما يتنافس كل من السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن رون ديرمر، والوزير السابق أمير أوهانا، ووزير المالية السابق يسرائيل كاتس على منصب وزير الخارجية.

 وطبقاً للإذاعة العبرية العامة، فإن جولة المحادثات الأولى التي أجراها نتنياهو مع أعضاء حزبه، قبل نحو أسبوعين، أظهرت توترات متزايدة، لافتة إلى أن عدد من يطلبون حقائب وزارية في الحزب يزيدون على عدد الحقائب المتبقية لليكود بعد المفاوضات الائتلافية، فيما يتهمه بعض زملائه بأنه أبقى لليكود الفتات فقط.

الحكومة الأشد تطرفاً

ومن بين الوزراء القادمين المحسوبين على اليمين المتطرف زعيم “القوة اليهودية” إيتمار بن غفير، الذي سيتولى حقيبة الأمن القومي، وباتسلئيل سموتريتش، الذي سينال حقيبة المالية علاوة على تعيينه وزيراً إضافياً في وزارة الأمن، وأرييه درعي زعيم حزب شاس، والذي سيحصل على حقيبة الداخلية، وسيتناوب فيها وفي وزارة المالية مع سموتريتش بعد عامين.

ويعتبر محللون ومراقبون إسرائيليون أيضاً أن حكومة نتنياهو السادسة هي الأخطر على الإطلاق منذ حكومة الاحتلال الأولى عام 1948، ويشيرون للتهديدات المترتبة على ذلك على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ويشير بعض المراقبين إلى أن هذه الحكومة ترمز للعدوانية المفرطة تجاه الشعب الفلسطيني، والعنصرية السافرة تجاه فلسطينيي الداخل، وللظلامية تجاه اليهود الليبراليين. ومع ذلك يستبعد مراقبون إسرائيليون أيضاً أن تتعرض إسرائيل لانتقادات حقيقية أو عقوبات فعلية من قبل الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة بسبب مشاركة قوى فاشية في حكومة نتنياهو السادسة، رغم تحفظات معلنة سابقة صدرت عن جهات غربية غداة يوم الانتخابات للكنيست الخامسة والعشرين.

 يشار إلى أن التفاهمات في إطار المفاوضات الائتلافية بين حزب الليكود وحزب “عوتسما يهوديت” الفاشي برئاسة إيتمار بن غفير، الذي سيتولى وزارة الأمن القومي، تشمل بنداً يقضي بتدخل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في التحقيقات ضد المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي، وهذا ما يعارضه فلسطينيو الداخل لأنه يفتح الباب أمام تحقيق غايات أخرى ترتبط بملاحقة الأوساط الوطنية.

تدخل الشاباك

يشار إلى أنه، من الناحية الرسمية، يتناقض هذا الاتفاق مع غايات الشاباك بموجب “قانون الشاباك”، كجهاز أمن وقائي في قضايا أمنية وليست مدنية، والتحقيقات الجنائية ليست ضمن صلاحياته.

وبحسب أحد بنود التفاهمات في إطار المفاوضات الائتلافية، فإن الحكومة، التي أعلن رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، عن تمكنه من تشكيلها، “ستوعز للشاباك بأن يقدم مساعدات للشرطة الإسرائيلية من أجل مكافحة الجريمة القومية في التنظيمات والعائلات الإجرامية”، وأن “ترصد الحكومة ميزانية لوحدة في الشاباك تختص بهذا الموضوع.

 يذكر أن الجريمة في الشارع العربي تتفاقم، وبلغت منحدراً جديداً، أمس الأول، بقتل فراس هيبي وطفله ابن العامين فارس، من مدينة الناصرة، في إطار “حرب بين مجرمين”، كما قال بيان الشرطة الإسرائيلية، المتهمة بالثرثرة فقط، وبالتواطؤ مع المجرمين. وبلغ عدد ضحايا الجريمة العرب داخل أراضي 48 منذ بدء  العام 105 ضحايا، منهم أبرياء، ومارة قتلوا خلال إطلاق رصاص في الشارع، حينما تواجدوا في المكان والزمان الخطأ. " القدس العربي ".