التعليم الاردني الى اين وصل
امتازت المملكة ومنذ عقود بجودة مخرجات التعليم بشقيه المدرسي والجامعي وهذا ليس غريبا او مدحا فمدرسة السلط خرجت الكثير من رجالات الاردن الذين كان لهم بصمات على الصعيدين الداخلي والخارجي وضّحوا بمكتسباتهم الشخصية ليكون الاردن الاعلى والاغلى دائما في قلوب الاردنيين.
منظومة التعليم ولغاية حقبة التسعينات كانت مثار اعجاب القاصي والداني حتى ان دول الجوار كانت تفضل خريج الجامعات الاردنية جراء عملية الفلترة الصعبة التي يمر بها الطالب للحصول على الشهادة الجامعية الاولى .
وما ان دخل رأس المال ومفهوم خصخصة التعليم والدروس الخصوصية والمراكز الثقافية الى السوق الاردني بدأ ظهور علامات الاستفهام حول الخريج الكفوء فمن يملك المال يستطيع اختيار المدرسة او الجامعة التي يريد وان يحصل على الشهادات وبتقدير لايقل عن جيد جدا مادام عداد المصاري يعمل .
فالكثير من خريجي الجامعات الخاصة والذين دخلوا بمعدلات قبول متدنية مقارنة بالجامعات الرسمية تخرجوا بتقدير امتياز بينما اوائل المحافظات في الجامعات الحكومية تخرجوا بتقدير مقبول او جيد الامر الذي افقدهم فرصة العمل جراء سياسة المنافسة والنقاط التي يعتمدها ديوان الخدمة المدنية .
ان دخول مفاهيم الواسطة والمحسوبية الى سياسة التعليم اضافة الى النيل من كرامة المعلم جراء قوانين الانفتاح والديمقراطية التي خدمت الطالب كلها عوامل كانت بمثابة البذرة الاولى والارض الخصبة لنمو افة الفساد التربوي لاسيما ان الكثير ممن حصلوا على الشهادة العلمية بهذة الطريقة اصبحوافيما بعد قادة المجتمع الاردني.
ولحصر او استئصال هذا السرطان فان وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي اضافة الى تكاتف الاهالي ومؤسسات المجتمع المدني معنيون بالعمل يدا واحدة للحفاظ على مكتسبات التعليم وتخريج الاجيال المنتمية والغيورة على وطنهم لا اجيال يعتبرون الكسب من بلدهم يصب في سياسة الشطارة والفهلوة .