ادعاءاتها عززت معاداة المسلمين .. ترحيب بإدانة بريطانية زعمت تعرضها للاغتصاب والاتجار الجنسي
المدينة نيوز :- لقي قرار محكمة بريطانية بإدانة شابّة ادعت كذبا بأنها تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل "عصابة آسيوية" ترحيبا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان ادعاؤها قد أثار ضجة وفوضى عارمتين، وعزز معاداة المسلمين والآسيويين، وفقا لمختصّين.
وأُدينت إليانور ويليامز (22 عاما) بـ8 تهم في محكمة "بريستون كراون" بمقاطعة لانكشاير البريطانية، منها إفساد سير العدالة، مطلع شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
وكانت ويليامز قد نشرت على حسابها بفيسبوك في شهر مايو/أيار من عام 2020 صورة لها وقد بدت على وجهها آثار العديد من الإصابات والكدمات.
وادّعت ويليامز كذبا بأن تلك الإصابات كانت نتيجة لتعرضها للاعتداء والاغتصاب على يد مجموعة من الرجال الآسيويين، إلا أن نتائج التحقيق خَلُصت إلى أن الفتاة أصابت نفسها بنفسها باستخدام مطرقة.
ضجة ومخاوف
وشارك عشرات الآلاف من المتابعين منشورها على فيسوك، ما أحدث أصداء ومخاوف واسعة على المستوى المحلي، استدعى تدخل النائب عن مدينة "بارو إن فورنيس" الإنجليزية حيث تقطن، وإثارة قضيتها عدة مرات في البرلمان للمطالبة بالعدالة.
كما أثارت الأنباء المتعلقة بالاعتداء عليها مظاهرات بمدينة "بارو إن فورنيس"، واتهامات من مجموعات يمينية، وأدت إلى استجواب واحتجاز العديد من الأشخاص الذين قالوا إن حياتهم تأثرت سلبًا بسبب تلك الادعاءات الكاذبة.
وبحسب وسائل إعلامية، فقد بدأت محاكمة ويليامز في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بعد سلسلة من الأدلة الكاذبة التي قدمتها أثناء التحقيق.
واتهمت ويليامز عدة رجال بالاتجار بها واغتصابها، لكنها قدمت أسماء عشوائية لأشخاص عبر الإنترنت، وأخرى وهمية، على أنهم ضحايا للاتجار الجنسي.
ووجد التحقيق أيضًا أن ويليامز أرسلت لنفسها العديد من الرسائل، لتبدو كأنها رسائل من مغتصبيها، وأخرى من ضحايا آخرين.
وادّعت الشابة أنه تم الاتجار بها لممارسة الجنس في أمستردام، لكن التحقيق وجد أنها كانت في المملكة المتحدة.
غضب وتضليل
وعبّر النائب عن مدينة "بارو إن فورنيس"، سايمون فيل، عن غضبه من زيف ادعاءات ويليامز، التي "أثارت فوضى عارمة في المدينة" على حد قوله.
وكتب فيل، في إشارة إلى الوضع الذي ساد المدينة بعد انتشار الأنباء عام 2020: "كان المجتمع غاضبًا ولم يعرف إلى أين يتجه".
وأضاف فيل أن "الصور التي شاركتها إيلي كانت مروعة. والقصة التي روتها -عن تعرضها للاغتصاب، والضرب، وسوء المعاملة- كانت كابوس كل أب وأم".
وأوضح فيل أنه بذل جهودا في التواصل مع وزراء في الحكومة، وإثارة القضية في البرلمان مرارا وتكرارا، والعمل مع منظمات حقوقية وخيرية متخصصة في معالجة العنف ضد النساء، من أجل تحقيق العدالة للشابة ويليامز.
وقال أيضا: "لا يوجد فائزون في هذه القضية المروعة. لقد دمرت حياة الناس نتيجة لقصصها، وتعرضت المدينة لفوضى عارمة، وقضى رجل بعض الوقت في السجن بسبب مزاعمها (الكاذبة)… واهتزت الثقة في الشرطة".
وأشار النائب إلى أن الضحايا الحقيقيين للاغتصاب وقعوا أيضا ضحية لأكاذيب ويليامز، وأكد على وجوب تقديم المساعدة لهم، وللشابة نفسها.
من جانبها، قالت مسؤولة من "وحدة الاغتصاب والجرائم الجنسية الخطيرة" في دائرة الادعاء الملكية في منطقة "نورث ويست" الإنجليزية، واسمها ويندي لويد، إن الفتاة "وجهت بشكل خبيث وباستمرار اتهامات كاذبة ضد العديد من الرجال الذين كانوا غير محظوظين بمعرفتها".
وأضافت أن ويليامز "كانت تعرف ما تفعله في كل مرة وقدمت هذه المزاعم الكاذبة بقصد التحقيق مع هؤلاء الرجال، وربما محاكمتهم أو حتى سجنهم نتيجة لأفعالهم".
وأكدت لويد أن الشرطة ودائرة الادعاء الملكية "تأخذ مزاعم الاعتداء الجنسي على محمل الجد للغاية"، وتابعت: "تم التحقيق بدقة في كل اتهامات إليانور ويليامز، حتى اتضح أنها كانت غير صحيحة تمامًا ولا جدال فيها وتم تقديمها بنية خبيثة".
من جهتها، قالت الباحثة المختصة في الإسلاموفوبيا، موبشرا تازمال، إن ادعاءات إليانور ويليامز بقيام عصابة آسيوية بالاتجار بها أشعلت سلسلة من الأحداث التي سمحت لمجموعات يمينية متطرفة بالاحتجاج بالمدينة، كما أدت إلى زيادة حادة في العنصرية وكراهية الإسلام.