الحركة الإسلامية تصدر بيانا بخصوص المواقف الصهيونية المسيئة للأردن
المدينة نيوز :- اصدرت الحركة الاسلامية في الاردن الاثنين , بيانا بخصوص المواقف الصهيونية المسيئة للأردن وتاليا نصه :
" الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين. أما بعد، نرحب بجميع السادة والسيدات ,الإعلاميين الذين يشرفوننا في هذا المؤتمر الصحفي الذي نعقده انطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية والشرعية، واستحضارًا لحجم الخطر الذي يحدق بالأردن وفلسطين.
لقد دعونا لعقد هذا المؤتمر الصحفي، كي نعلن عن موقف الحركة الإسلامية من الأخطار التي نراها جديةً أكثر من أي وقت مضى. فنحن أمام تطوّراتٍ مهمة، وتحديات خطيرة، لا تحتمل الصمتَ أو التسويفَ أو التأجيل. فالخطرُ داهمٌ، والتهديدُ حقيقيٌ ووشيكٌ.
صحيحٌ أن الحكومات الصهيونية كُلها متطرفة ومعادية للأردن والأمة ولحقوق الشعب الفلسطيني، لكن ما ينبغي أن ندركَه جميعًا اليوم، أن الحكومةَ الصهيونيةً الفاشيةَ الجديدةً، تمثّل أقصى درجات اليمين المتطرّف، وتحملُ أجندةً هي الأشد خطورة على الأردن ، وتستهدفه وجودًا وكيانًا ونظامًا وهوية وطنية، وهي لا ترى فيه إلا ساحة لتصفيةِ القضية الفلسطينية كما تسعى للإجهازِ على ما بقي من الأرض الفلسطينية, وفرض واقع تهويدي جديد في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
حكومة اليمين الصهيوني الفاشي المتطرّفِ بدأت عهدَها أسوأ بداية، وكشرّت عن أنيابها، وأسفرت عن أجندتِها الخطيرةِ تجاه الأردن وفلسطين، ووجهت رسالة صارخة للجميع حول طبيعة توجهاتِها التي ستحكم مواقفها وسلوكها تجاه الأردن وفلسطين والقدس والأقصى للمرحلة القادمة.
فقد بدأ ما يسمى بوزير الأمن القومي الصهيوني، الإرهابيُ المتطرفُ إيتمار بن غفير، مهامه بتدنيس المسجد الأقصى واقتحامه بشكل استفزازي متحدياً الأردن والعرب والمسلمين والعالم أجمع، مما يشكل إساءة واضحة للأردن صاحبِ الوصايةِ على المقدسات الإسلامية في القدس. كما هاجم المندوبُ الصهيوني في الأمم المتحدةِ الأردنَ، واتهمه باحتلال الضفة الغربية عام 1950.
إن حكومة اليمين المتطرف تعلن برنامجها السياسي بكل وضوح، وتحدد معالم سياساتها وتوجهاتها للمرحلة القادمة، وهي تتخلص فيما يلي:
• المقدسات الإسلامية والمسيحية مستهدفة ومستباحة، يسعى الاحتلال لاستكمال تهويدها والسيطرة عليها.
• القدس كاملة، شرقيُها وغربيُها، عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، غير قابلة للتفاوض أو التنازل.
• الأرض الفلسطينية بأكملها مستباحةٌ بمشاريع الاستيطانِ والضمِ والقضمِ التدريجي.
• الوطن البديل والتوطين والترانسفير والسلام الاقتصادي، هو الحل السياسي الوحيد للقضية الفلسطينية، ولا حديثَ عن سلامٍ وحلَ دولتينِ، ولا دولةَ فلسطينيةَ، بل دولة قومية يهودية خالصة.
هذه هي رؤية اليمين المتطرف، التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية بمقاس صهيوني يميني متطرف, كما تستهدف الأردن في الصميم، وتقوم على فرض حلول سياسية على حسابه، ويعتقدون واهمين أن الأمر متاحٌ ويسير.
ونحن في هذا المؤتمر نعلنها قوية مجلجلة، وليسمعها الصهاينة والعالمُ أجمع:
يُخطئ نتنياهو وعصابته الحاكمة المجرمة ، إن هم ظنوا أو توهموا أن الأردن واهنٌ ضعيفٌ، يسهل استهدافُه وتمريرُ المؤامراتِ والمشاريعِ الخبيثةِ على حسابه.
الأردن قويٌ وعصيٌ على الاستهدافِ والتطويعِ والإخضاعِ، وهو يملكُ من عناصر المنعةِ والقوةِ ما يُفاجئُ كل إرهابيي الكيان الصهيوني ومتطرفيه، وما يُفشلُ خططهم ومؤامراتهم.
فالأردنُ قويٌّ بشعبِه وجيشِه وقِواه الوطنية، وبتلاحمِ جبهتِه الموحّدةِ والمتماسكة. وهو قويٌّ بإرادته وتصميمه على حفظ كيانه واستقراره وهويته الوطنية.
نحن ُفي الأردن، قد نختلف ونتباين حول بعض تفاصيلِ الشأن الوطني الداخلي بشقيه السياسي والإقتصادي ، لكنْ حينَ يتعلّقُ الأمرُ بالدفاع عن الأردن في مواجهةِ الاستهداف، وبالدفاعِ عن القدس والأقصى، فإنَّ الأردن كلَه يغدو موحّدًا وجبهة وطنية قوية متماسكة.
فكلُنا في الأردن وفلسطين، ضد التوطينِ والوطنِ البديلِ والتهجير القسري، وكُلنا نرفض المشاريع التي يسعى اليمين الصهيوني المتطرّف لفرضها على حساب وطننا وهويتنا ووجودنا.. فلا للفدرالية، ولا للكونفدرالية، ولا للترانسفير، ولا للسلام الاقتصادي،، والعلاقة الأردنية الفلسطينية نقررها بعد التحرير، وبكامل إرادتنا المشتركة.
إن الشعب الأردني بكل أطيافه ونخبه وقواه السياسية والشعبية ، إذ يساند الموقف الرسمي في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يستهدفنا وطناً وأرضاً وكياناً ونظاماً وهوية ، ويستهدفنا دوراً وحضوراً وتأثيراً ، ويسانده بالتمسك بالوصاية الهاشمية التي هي موضع اتفاق أردني وفلسطيني ويدعمها الموقف العربي والإسلامي والدولي ، ليدعوه إلى المزيد من المواقف القوية والجريئة في مواجهة الخطر الصهيوني الداهم الذي تمثله حكومة شذاذ الآفاق ، يبدأ بتمزيق جميع المعاهدات والاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني والانفتاح الحقيقي على قوى المقاومة الفلسطينية التي تشكل رأس الحربة في تهشيم المشروع الصهيوني, والدفاع عن الأردن ، وعلى رأس هذه القوى حركة المقاومة الإسلامية حماس وكافة القوى المجاهدة وإننا كلما ادلهمت الخطوب زاد يقيننا بوعد الله عز وجل ، بتحرير القدس وفلسطين وعودتها إلى حياض الأمة العربية والإسلامية.
نقول للجميع:
ليكنْ موقفنا قويًّا بلا تردد،، فاليمين الصهيونيُ المتطرّفُ لا يُكنُّ لنا احترامًا أو تقديرًا، ولا يفهمُ إلا لغة القوة، ولا يُفسّر المجاملة وحُسن القول إلا ضعفًا وخضوعًا. فليسمع منا ما يردعه ويعيده إلى رشده وصوابه، إنْ كان لديه رشدٌ، وليرى منا موقفّا قويًّا شجاعًا مُوحّدًا، وجبهةً شامخةً متماسكةً، تلجمُ نزواتِه واندفاعاتِه وأطماعَه وأوهامَه.
كما نؤكد لصانع القرار في بلدنا بأن الإنفتاح على جميع مكونات الشعب والسير الجاد في مسار الإصلاح السياسي الشامل وتهيئة البنية والبيئة السياسية لذلك, وتمتين الجبهة الوطنية هو المسار الأمثل في بناء موقف وطني قوي لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وإننا في الحركةَ الإسلاميةَ، نعلنُها بوضوح كما أعلناها في كل مناسبة:
لنْ نكون إلا في خندقِ الوطنِ، وفي الصفوفِ الأولى للمنافحين عن سيادتِه وكرامته وهويته الوطنية. وسنتصدى بكل شموخ، بالشراكة مع كل أبناء شعبنا وقوانا الوطنية، لمؤامرات اليمين الصهيوني المتطرّف، التي تستهدف الأردن والقدس والأقصى، ونحن على أتم الإستعداد لبذل الغالي والنفيس عن طيب خاطر قربة إلى الله تعالى والتزاماً بالإنتماء الوطني الصادق لهذه الأرض المُباركة، ونطالب الجميع بمغادرة كل المسارات التسويفية السابقة والتوجه إلى بناء القُوة الذاتية.
ومن هذا المؤتمر الصحفي نوجه الدعوة لكل أبناء الشعب الأردني بنخبه الوطنية وعشائره وقواه السياسية والشعبية على امتداد الوطن، بأن تستشعرَ جسامة الخطر المحدقِ بوطنِنا وهويتِنا وقدسِنا وأقصانا،، فالأمر جدٌّ لا هزلَ فيه ولا مبالغةَ، وهو يتطلب منا جميعًا التحرّك الفوري لمواجهته والتصدي له.
فليكن هذا الأمر على رأس أولوياتنا للمرحلة القادمة، فليس ثمة ما هو أهم من الدفاع عن الوطن وجودًا وسيادةً وهويةً، وليس هناك ما هو أشرف من الوقوف مع قدسنا وأقصانا والسعي لتحرير أرضنا المباركة فلسطين من النهر إلى البحر.
ونحن في الحركة الإسلامية إذ نؤكد أننا عقدنا العزم على وضع هذا الأمر على رأس أولوياتنا ومهماتنا الوطنية للمرحلة القادمة، لنتقدّم بمبادرة لكل القوى الأردنية والأطر والهيئات الشعبية والشخصيات الوطنية بمختلف أطيافها وتوجهاتها، بأن نجتمع على وجه السرعة في لقاء وطني جامع، كي نتفق على برنامج طويل النفس للتحرك من أجل مواجهة الخطر الذي يتهدد وطننا ويستهدفنا جميعًا، وبحيث يتكامل دورنا الشعبي مع الدور الرسمي في مواجهة الأخطار والتحديات.
ونحن سنتحرك على الفور للتواصل مع مختلف الأطر والهيئات والقوى والشخصيات الوطنية من أجل التوصل إلى برنامج التحرك المشترك.
ختامًا، نشكر جميع وسائل الإعلام التي شرفتنا بحضور هذا المؤتمر الصحفي.
والله يحفظكم ويرعاكم ،، والله أكبر ولله الحمد
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
صدق الله العظيم "