هشاشة الإعلام الرسمي
على الرغم من توجيهات جلالة الملك المتكررة في خطبة العرش السامي وأفراد المجال موسعا لإعادة النظر في منظومة الإعلام الرسمي إلا أن هذه المنظومة مازالت تشهد تراجعا خصوصا في التعاطي مع هموم ومطالب الشارع أو حتى النجاح في تسويق البرامج الحكومية لدى المواطنين .
والصراحة أن هذا الخلل هو انعكاس مباشر لتدخل إعلام رئاسة الوزراء في إدارة المؤسسات الإعلامية التي غالبا ما يتبوؤن هذا المركز ضمن قنوات العلاقات الشخصية ويصبح هدفهم الاسمى الحفاظ على امتيازات العقد والمكوث فترة أطول دون الالتفات إلى مخرجات المنتج الإعلامي.
هذه الادارات تقوم بتنفيذ ما يمليه عليهم إعلام الرئاسة فان أصابوا نالوا رضا الرئيس والمكتب الإعلامي وان اخطئوا فان وصفة التغيير جاهزة لملىء الفراغ دون ادنى مسؤولية للالتزامات المالية المترتبة على العقد أو سياسة ألإرباك الناجمة عن التخبط بين انصار المدير المخلوع والمدير الجديد كل ذلك فقط لإراحة مزاج صانع القرارفي الرئاسة .
مؤسسة الإذاعة والتلفزيون احد ركائز الإعلام الرسمي اصبحت مديرية تدار من قبل المكتب الإعلامي للرئيس الذي يحدد لها ماهو محلل وماهو محرم ألامر الذي أدى بها إلى أنها أصبحت مثل خبز الشعير مأكول ومذموم سواء لدى المواطنين او المسؤولين وليس ادلى على ذلك من نعت رئيس وزراء من العيار الثقيل عبد الرؤوف الروابده الإعلام ألاردني بأنه أعلام مرعوب .
لقد تراجع الإعلام الرسمي الذي كان في مقدمة الإعلام في المنطقة العربية زمن شخصيات أمثال وصفي التل وصلاح أبو زيد ونصوح ألمجالي ومحمد كمال .
هذه الشخصيات تمكنت من إدارة دفة الإعلام بعيدا عن سياسة ألاملاءات والتدخلات الحكومية لأنهم وضعوا نصب أعينهم الاهتمام بالكادر البشري وتأهيلهم وتحديث الاجهزة الفنية كل ذلك مصحوب بسياسة التوازن بين متطلبات الشارع وبرامج الحكومات في وقت كانت فيه الأحكام العرفية سارية المفعول فما بالك اليوم والمملكة تشهد حالة الانفتاح ودمقرطة المجتمع والاعلام الرسمي يشهد حالة جفاء وانفصام مع الشارع.
فأدارات اليوم اصبحت منشغلة فقط بعمل الاجنحة الفاخرة والمكاتب المخملية لاستقبال كبار الزوار وشراء السيارات الفارهة وتنفيع ألاصدقاء بالعقود المجزية.
يادولة الرئيس المطلوب نظرة حقيقية الى واقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي يفتقر موظفوها لغاية الان للمسميات الوظيفية ودرجات الترقية وعدم احتساب الدرجات العلمية لهم ووجود عدة انظمة ادارية لاستقطاب جميع الواسطات التي تناسب جميع الاوزان والمقاييس ناهيك عن الاجهزة الفنية القديمة التي اكل وشرب عليها الدهر واصبحت خارج الخدمة منذ عقود.