أبي أحمد في الخرطوم وسيطاً في الأزمة السودانية: مساعٍ لإبرام اتفاق نهائي
المدينة نيوز :- دخلت إثيوبيا على خط الوساطات في الشأن السوداني بعد وصول رئيس وزرائها أبي أحمد للخرطوم، اليوم الخميس، للقاء عدد من أطراف الأزمة السياسية.
واستقبل أبي أحمد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بمطار الخرطوم، قبل أن يدخلا في مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأديس أبابا، والمقترحات الإثيوبية لحل الأزمة.
ويُعيد التحرك الإثيوبي للأذهان تحركات مماثلة قام بها أبي أحمد في العام 2019، كانت قد انتهت بتوقيع العسكر والمدنيين على إعلان سياسي ووثيقة دستورية حكمت البلاد قبل أن ينقلب الجنرال عبد الفتاح البرهان عليها في 25 أكتوبر/ تشرين الأول.
ومن المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته كلًّا من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وتحالف الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية. والتحالف الأخير من أبرز الكتل الرافضة للاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي، ويسعى أبي أحمد وفقاً لمصادر "العربي الجديد"، للجمع بين التحالفين في اجتماعات مباشرة لإنهاء الخلاف، وإكمال ما تبقى من قضايا عالقة في الاتفاق النهائي.
وتأتي المبادرة بعد أيام من مقترح مصري لجمع فرقاء الأزمة السودانية في القاهرة، وهو المقترح الذي رفض تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير التعاطي معه، لأنه يعود بالعملية السياسية لنقطة الصفر ويجمع المقترح عناصر الثورة المضادة.
يقول المحلل السياسي أمين مجذوب، إن هناك تصاعداً في الاهتمام بالشأن السوداني لقرب التوصل لاتفاق نهائي، وأن تدخل إثيوبيا وقبله تدخل مصر يأتي في سياق بحث البلدين عن مصالحهما، إلا أن الدولتين تأخرتا جداً بعد أن مضت أطراف أخرى بعيداً بعملية التسوية السياسية وبرعاية الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي سيعمل على تأييد العملية الحالية والتقريب بين الأطراف الرئيسية، والحيلولة دون إشراك جهات ذات ارتباط بمصر، وربما أراد من الزيارة الاطمئنان أكثر على الترشيحات لرئيس الوزراء المقبل.
ودعا مجذوب، في حديث لـ"العربي الجديد"، الأطراف السودانية الحالية باستغلال الصراعات الإقليمية لتحقيق مصالح السودان العليا، كما دعا إلى الحد من التنافس الإقليمي الذي من الوارد أن يكون له تأثير على تماسك الدولة السودانية.
وكان وفد من قوى إعلان الحرية والتغيير، قد التقى في زيارته لجوبا الرئيس سلفاكير ميارديت، وأبلغه بالخطوات التي تمت في العملية السياسية الهادفة إلى استرداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي ووصولها إلى مرحلتها النهائية. ونقل بيان من الحرية والتغيير عن سلفاكير ترحيبه بالتوقيع على الاتفاق الإطاري، مؤكداً دعمه الكامل للعملية السياسية، وواضعاً خبرات وإمكانيات حكومة دولة جنوب السودان للمساهمة في استقرار السودان وتحقيق تطلعات شعبه.
عربي الجديد