زراعيون: الملك يوجه البوصلة نحو حلول الأمن الغذائي
المدينة نيوز - رندا حتاملة - لم يكتف الأردن بتحقيق الصمود خلال الأزمات العالمية التي أثرت على وفرة الغذاء في العالم مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والتغير المناخي، بل تجاوز ذلك الى تحقيق وفرة بالغذاء بفضل التوجيهات الملكية، بحسب ما يؤكد خبراء زراعيون، أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في القطاع الزراعي كانت بوصلة لطريق ناجح نحو حلول واقعية للأمن الغذائي.
وقال هؤلاء الخبراء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الأردن وبفضل توجيهات جلالة الملك السباقة التي استشرفت مبكرا خطورة أزمة الأمن الغذائي، استطاع تجاوز الأزمات العالمية والتأسيس ليكون الأردن مركزا للأمن الغذائي في الإقليم.
وأشاروا إلى تأكيد جلالة الملك خلال مشاركة في تشرين الاول عام 2020 عبر تقنية الاتصال المرئي في حوار "بورلوغ" الدولي الذي نظمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية لمناقشة آليات تطوير قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي، أن "الملايين من البشر يقضون هذا اليوم بلا طعام"، وقال جلالته "لنسأل أنفسنا، "لماذا يعاني قرابة 690 مليون شخص من نقص الغذاء في القرن الحادي والعشرين، ولماذا يموت في وقتنا هذا حوالي 9 ملايين شخص من سوء التغذية كل عام".
واكدوا انه بالرغم من ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على النظم الغذائية التي نعتمد عليها، إلا أن عددا من التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن الغذائي كانت موجودة من قبل، كالتغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب حول العالم، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية وأزمة لجوء عالمية غير مسبوقة، التي ألقت بظلالها على الإمدادات الغذائية للاجئين والمجتمعات المستضيفة، على حد سواء، وهي تحد يعرفه الأردن جيدا.
وقال وزير الزراعة خالد الحنيفات، إن الأمن الغذائي شكل التحدي الأكبر عام 2021 بعد ظهور فيروس كورونا، مبينا أن هناك العديد من تحديات الزراعة والأمن الغذائي في الأردن أبرزها: التغيرات المناخية، محدودية موارد المياه، ازدياد الطلب على الغذاء والمياه، ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وارتفاع معدلات النمو السكاني وارتفاع نسب الإعالة وزيادة أعداد اللاجئين، إضافة إلى التحديات الناجمة عن عدم الاستقرار الإقليمي.
وفيما يخص الخطة الوطنية للزراعة المستدامة (2022 -2025)، التي جاءت بتوجيه ودعم ملكي، بين الحنيفات ان الخطة تهدف الى تحسين الظروف المعيشية للمزارعين وزيادة إنتاجية القطاع الزراعي، وتحسين كفاءة استخدام مياه الري وتوفيرها، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة لزيادة الإنتاج والتشغيل في قطاع الزراعة، إضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لزيادة حجم الاستثمار في القطاع الزراعي وإيجاد فرص العمل.
وأضاف، إنه جرى تنفيذ العديد من توجيهات جلالة الملك التي كانت بوصلة وخريطة طريق ،كما تم تنفيذ مجموعة من المبادرات الاستراتيجية للأمن الغذائي أهمها: تأسيس مرجعية وطنية للأمن الغذائي (المجلس الأعلى للأمن الغذائي)، واعتماد جهة محددة لبحوث الأمن الغذائي، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة للأمن الغذائي، إضافة إلى تأسيس صندوق لتسريع الإنجاز والاستثمار في مجالات الأمن الغذائي، وتطوير وتحديث عمليات إنتاج الغذاء، وتبني أنظمة الإنتاج الذكية مناخيا، والحد من الفاقد والمهدر من الغذاء، وتعزيز المخزون من السلع الاستراتيجية والأساسية في القطاعين العام والخاص، وإنشاء مركز إقليمي للأمن الغذائي، وتفعيل الشراكات مع القطاع الخاص ودول الإقليم، وإصدار تقرير سنوي عن حالة الأمن الغذائي في الأردن.
من جانبه قال رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس الأعيان العين عاكف الزعبي، إن جلالة الملك كان سباقا في التنبه للأمن الغذائي، وبفضل توجيهاته السديدة استطاع الأردن تجاوز جائحة كورونا.
ولفت الى أن تحرك الملك بين دول الإقليم وتواصله مع العراق ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وخطاباته مع الدول الأجنبية كحوار "بورلوغ" الدولي كان يوجه رسائل لجميع دول العالم أن الأمن الغذائي يحتاج إلى تنسيق مستمر وتعاون وتكاتف، وبهذه الخطابات الموجهة وضع جلالته نقطة اساس وانطلاق كانت بوصلة لحلول واقعية.
ولفت الى أن نجاح التجربة الأردنية في إيجاد بدائل عن الصوامع بتكلفة اقل وبإشراف مباشر من الديوان الملكي والقوات المسلحة ساهم في توفير مخزون خاص من الحبوب في كل محافظات المملكة، مبينا أن الأردن نجح في استضافة منتدى الزراعة العرب، لتأسيس نقطة البداية ليكون الأردن مركزا للأمن الغذائي مستقبلا.
بدوره، قال رئيس منتدى الزراعة العرب المهندس عوني كلوب، إن اهتمام الملك بالقطاع الزراعي والأمن الغذائي ليس جديداً ولا وليد المرحلة، بل هو نهج ملكي ذو بعد استراتيجي ورؤية بعيدة المدى لاستشراف المستقبل.
واشار الى انه وانطلاقاً من أهمية هذا الشأن، جاء تأسيس المجلس الاعلى للأمن الغذائي الذي تم اقراره اخيرا، كإطار مؤسسي للتنسيق والتكامل بين الاطراف ذات العلاقة (الحكومية والخاصة) للقيام بدور تنفيذي مهم من حيث المتابعة والمراجعة للخطط والسياسات المتعلقة بالأمن الغذائي.
وأوضح أن هذه الإجراءات وضعت الأردن حالياً في مراكز متقدمة عربياً وعالميا، حيث يحتل الأردن المركز (7) عربياً و (49) عالمياً بحسب مؤشرات الامن الغذائي للعام 2021 الذي نشرته مجلة "الايكونوميست"، حيث يأخذ هذا المؤشر بعين الاعتبار قضايا القدرة على التحمل من خلال عدة مقاييس (تكلفة الغذاء، توافره، جودته وسلامته، الموارد الطبيعية والقدرة على التحمل) في (113) دولة.
ولفت إلى الاجتماع الزراعي العربي الرباعي الذي ضم وزراء زراعة العراق وسوريا ولبنان واستضافته المملكة في ايلول العام الماضي، لبحث سبل وآفاق التعاون الإقليمي في الزراعة والأمن الغذائي العربي والتوصية بأن يكون الأردن مقراً للمرصد الاقليمي للأمن الغذائي.
يذكر ان الأردن وعلى الرغم من محدودية موارده المالية والمائية والطبيعية وموجات اللجوء من الاشقاء العرب، استطاع أن يحقق نتائج ملموسة على صعيدي الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
من جانبه، قال رئيس اتحاد المزارعين عودة الرواشدة، إن وزارة الزراعة اطلقت حزمة من المشاريع التنموية والاستثمارية والتسهيلات والقروض والحوافز الداعمة للزراعة والامن الغذائي، بالإضافة الى إطلاق الخطة الوطنية للزراعة المستدامة 2022 -2025، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021 – 2030 والتكامل بينهما.
وأشار الى اهمية لقاء جلالة الملك نهاية العام الماضي مع المدير العام لمنظمة الأغدية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة لبحث آفاق وسبل التعاون لدعم قطاع الزراعة والأمن الغذائي في الأردن.