عين على القدس يناقش آثار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الأطفال والنساء
المدينة نيوز :- ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، آثار تصاعد اعتداءات المستوطنين اليهود وسلطات الاحتلال ضد المقدسيين، ولا سيما على الأطفال والنساء.
وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، أن المدينة المقدسة شهدت على مدار هذا الأسبوع مواجهات عنيفة في مناطق متفرقة، احتجاجاً على تصاعد اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وبدأت في القدس ومحيطها عقب ارتقاء عشرة شهداء في جنين قبل أسبوع، واقتحام الاحتلال لمخيم شعفاط في القدس المحتلة لهدم منزل منفذ عملية حاجز مخيم شعفاط قبل عدة أشهر، الشهيد عدي التميمي.
وأشار التقرير إلى أن مواجهات القدس ومحيطها أسفرت عن ارتقاء أربعة شهداء خلال الأيام الماضية، منهم من ووري الثرى، ومنهم من احتجز جثمانه كالطفل الشهيد وديع أبو رموز الذي ارتقى في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، حيث تم حرمان والدته من إلقاء نظرات الوداع عليه من قبل سلطات الاحتلال.
والدة الشهيد ربيع، هديل أبو رموز، قالت "إنهم لا يملكون رحمة ولا ذرة إنسانية"، حيث أن أخوه الصغير وأخته جاؤوا لوداع أخيهم، إلا أن سلطات الاحتلال لم تسمح لهم حتى برؤيته عن بعد، مشيرة إلى أن من حقها دفن ابنها، وأنه لم يفعل شيئاً وتم إطلاق النار عليه وهو يمشي في الطريق.
وأضاف التقرير أن هذه الهجمة الشرسة أثارت الاستنكار في صفوف المقدسيين الذين يتهمون الاحتلال بافتعال التصعيد المقصود من أجل كسر عزيمتهم، مشيراً إلى أن هذه الأحداث تستمر في الوقت الذي نفذ فيه الشاب خيري علقم عملية أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وجرح آخرين في مستوطنة بسغات زئيف المقامة على أراضي القدس الشرقية، وعملية سلوان التي أسفرت عن إصابة إسرائيليين. حيث عقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعاً أعلن فيه عن إجراءات انتقامية بحق أهالي منفذي العمليتين، عبر إغلاق بيوتهم تمهيداً لهدمها لاحقاً، إضافة إلى تكثيف هدم بيوت المقدسيين بحجة عدم الترخيص، وغيرها من الإجراءات الجائرة.
ولفت التقرير إلى أن عائلة مطر كانت أولى ضحايا هذه القرارات بعد أن قامت آليات الاحتلال بهدم منزلهم دون أي سابق إنذار في حي المكبر بالقدس المحتلة.
والدة محمد مطر مالك المنزل، الحاجة فاطمة مطر، قالت "إننا 13 فرداً كنا نعيش بهذا المنزل الذي قاموا بهدمه دون السماح لنا بأخذ أي شي"، مضيفة أن جنود الاحتلال قاموا بدفع زوجة ابنها الحامل ولم يسمحوا لأحد بمساعدتها في إخراج أي شيء من المنزل، رغم أنهم أتوا على غفلة وأثناء نوم الجميع.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس بالناشطة المقدسية رتيبة النتشة، التي أكدت أن الشعب الفلسطيني بأطيافه كافة يفتقد إلى أدنى أساسيات الحياة، ومنها الشعور بالأمان ووجود المسكن والقدرة على تحصيل الغذاء، مشيرة إلى هدم البيوت يجعل المقدسي يشعر بأنه مهدد في بيته، وأن هجمات المستوطنين اليهود والعنف المفرط من قبل قوات الاحتلال يجعل المقدسي بأنه مهدد أن يكون مشروع شهيد حتى إن كان ذاهبا لإحضار رغيف خبز لأبنائه.
وأوضحت النتشة أن ما نشهده من صبر وجلد المقدسيات على استشهاد أبنائهن وحسبهم لفترات طويلة يأتي نتيجة لشعورهن أن هذه التضحية جاءت في سبيل الوطن والوصول إلى الكرامة والهوية الوطنية والنصر الجماعي، ما يجعل هذا المصاب "سهلاً" أمام المصاب الأكبر، وهو "أننا دولة محتلة وشعبها يعاني الأمرين يومياً".
وأكدت الناشطة النتشة أن الفلسطينيين ناشدوا المجتمع الدولي وجميع الجهات والهيئات الدولية لتوفير الحماية لهم ولأطفالهم، من جميع الانتهاكات التي تمارس ضدهم من قبل الاحتلال سواء أكان تطهيرا عرقيا أو غيره من الانتهاكات، لافتةً إلى أنه بالرغم وصف غالبية الهيئات والمنظمات الدولة ما يحدث في فلسطين من قبل إسرائيل بأنه تطهير عرقي، إلا أن المجتمع الدولي ما يزال صامتاً على هذه الجرائم الإنسانية. ما يحتم على الفلسطينيين الصبر على هذه الويلات وتحصين أنفسهم عبر الإيمان بعدالة قضيتهم والصمود في وجه القهر الذي يتعرضون له.
--(بترا)