في ذكرى الوفاء والبيعة.. العقبة الخاصة رؤية ملكية حققت أهدافها
المدينة نيوز :- ذكرى الوفاء والبيعة تبرز منطقة العقبة الخاصة كواحدة من رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني أطلقها جلالته منذ 22 عاما لتصبح مركزا لوجستيا عالميا ووجهة متكاملة للاستثمار والترفيه والتجارة وأنموذجا للإدارة الحديثة.
واستذكر رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز بهذه المناسبة مراحل تأسيس المنطقة من خلال المشروع الملكي كقصة نجاح أردنية وفق مخطط استراتيجي لأهداف اقتصادية، مشيرا الى أن عدد سكان المدينة ارتفع من 88 ألف مواطن عند إعلان المنطقة الخاصة إلى أكثر من 200 ألف حاليا وهذا دليل على الجذب السكاني الذي جاء بفعل تطور الخدمات والبنى التحتية وتوسع حجم الاستثمارات فيها وحاجاتها للأيدي العاملة.
وقال الفايز لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن العقبة الخاصة كانت نتاج رؤية ملكية ثاقبة استشرفت المستقبل وما زالت تحظى باهتمام خاص من جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تحتضن حاليا استثمارات موزعة على قطاعات حيوية مثل السياحة والعقار والنقل والخدمات اللوجستية والصناعة وتسير بالاتجاه الصحيح رغم كل التحديات والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وأضاف، تحتضن العقبة بعد 22 عاما من الإنجاز المتراكم الذي أراده ورعاه جلالة الملك عبدالله الثاني، 32 رصيفا مينائيا عاملا متعددة الاستعمال تخدم المملكة ودول المنطقة ومراكز جمركية متطورة لتسهيل عمليات المعاينة والمناولة والتخليص، ومطارا دوليا يعمل بسياسة الأجواء المفتوحة قادرا على التعامل مع مليوني سائح سنوياً، إضافة إلى مرفق شحن جوي على مستوى عالمي وشبكة طرق برية تصل الأردن بـ5 دول حدودية بسرعة وفاعلية، وبنية فوقية بسوية عالية، وتضم 3 جامعات و3 أكاديميات طيران ومدرسة دولية ومدارس حكومية وخاصة و3 مستشفيات ومشاريع سياحية وعقارية ضخمة مثل أيلا وتالابيه وسرايا ومرسى زايد و48 فندقا من مختلف التصنيفات.
وأكد الفايز أن السلطة وضمن خطتها الاستراتيجية المستقبلية تعكف حاليا على دراسة الواقع الاستثماري القائم وحجم القطاعات الواعدة بهدف الوصول إلى احتياجات المنطقة من الاستثمارات الجديدة وتركيز الجهود التسويقية على أسواق وقطاعات مستهدفة بشكل مباشر من خلال البناء على الإنجازات وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في المنطقة في هذه الجهود كقصص نجاح، إضافة إلى الفرص الاستثمارية الجديدة التي طرحتها السلطة عبر ذراعها التطويري "شركة تطوير العقبة" لاستقطاب مستثمرين وشركات عالمية للاستفادة منها.
وأشار إلى أن الخطة تمتد حتى عام 2025 ومؤلفة من 3 محاور مرتبطة بعدد من المؤشرات القابلة للقياس وهي الاستثمار والسياحة والتجارة وترتكز بالدرجة الأولى على الرؤية الملكية للعقبة الخاصة التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني لتكون وجهة سياحية استثمارية تجارية على البحر الأحمر لتحقيق استثمارات جديدة، لافتا الى زيادة عدد المناطق الصناعية من منطقتين إلى 5، وعدد المراكز اللوجستية (المناطق الحرة) من 5 إلى 10 مراكز لتكون حاضنة لاستثمارات متعددة.
وأكد أن العقبة الخاصة استطاعت تسويق المثلث الذهبي "العقبة وادي رم والبترا" بعد الأحداث والتطورات السياسية التي أثرت على الصورة التقليدية للقطاع السياحي من خلال دعم وكلاء السياحة والسفر محليا ودوليا وتقديم عروض لجذب السياح حيث يعتبر هذا النظام الأول من نوعه في المنطقة ومن المتوقع أن يشهد إقبالا من قبل مشغلي البرامج السياحية في العالم.
وقال، إن العقبة الخاصة تحرص على دعم قطاع التعليم في المحافظة وهي رديف فاعل لوزارة التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها نظرا لأهمية ودور العملية التربوية والتعليمية في بناء الإنسان القادر على الوفاء بمتطلبات التنمية ومجابهة تحدياتها، حيث نُفذت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مجمع المدارس المركزية في المنطقة الشمالية بهدف حل مشكلة الاكتظاظ المدرسي السنوي في مدينة العقبة.
وبين أنه خلال السنوات الماضية عملت السلطة على تطوير البنية التحتية الأساسية في مدينة العقبة وأطلقت عددا من المشاريع أهمها تطوير المناطق التجارية الثلاث وسط المدينة من خلال إنشاء مواقف للسيارات وتطوير منظومة النقل وتسهيل نقل الركاب والسلطة مستمرة في دعم المبادرات المجتمعية الرامية إلى تنمية المجتمع المحلي من خلال المنح الدراسية ودعم المشاريع الميكروية والريادية، وتعزيز المشاركة المجتمعية ومبادرات التشغيل والتدريب وتطوير البلدة القديمة وساحة الثورة العربية وخدمات البنية التحتية في لواء القويرة.
وأشار الفايز إلى جهود ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني منذ أول اجتماع له بهذا الخصوص في شهر حزيران 2021، مبينا أن سموه لم يدخر جهدا في إعادة بوصلة العقبة إلى مسارها الصحيح، لتتكرر الزيارات الدورية والمفاجئة، بهدف المتابعة الميدانية والإشراف المباشر على تنفيذ الخطط والتقييم والتقويم، حتى بدأت النتائج الإيجابية بالظهور على ارض الواقع.
وأوضح أن متابعات سموه وزياراته واجتماعاته المتواصلة أعادت العقبة من جديد إلى خريطة الاستثمارات المختلفة، سيما السياحية التي تستحوذ على اكثر من 50 بالمئة من حجم الاستثمارات الكلية والموزعة ما بين عقارية وصناعية.
وأكد أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومنذ بداية العام الحالي بدأت بعملية تحديث واسعة لمخطط العقبة الشمولي التنموي الاستراتيجي، ليواكب ثورة العالم الصناعية الرابعة، ويؤسس لمشاريع المستقبل.
ومنذ تسلم ولي العهد متابعة ملف العقبة، أبرمت سلطة المنطقة الاقتصادية الخاصة اتفاقيات استراتيجية بين مجموعة موانئ أبوظبي المحرك الرائد للتجارة والخدمات اللوجستية مع شركة تطوير العقبة، للمساهمة في تطوير قطاعات السياحة والنقل والبنى التحتية للخدمات اللوجستية والرقمية في مدينة العقبة.
وأكد أن من شأن الشراكات الاستراتيجية الخاصة بتطوير منطقة مرسى زايد ومحطة السفن السياحية ونظام رقمي متقدم لمنظومة الموانئ وتطوير وتحديث ميناء متعدد الأغراض وتحديث وتطوير مطار الملك الحسين الدولي في العقبة أن تسهم في توفير العديد من الفرص الاستثمارية وفرص العمل، وتعزيز الدور المحوري للعقبة كمركز إقليمي مميز في مجالات التبادل التجاري والأعمال اللوجستية وحركتي الملاحة البحرية والجوية.
وبتوجيهات ولي العهد وقعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة العقبة للتعليم في تشرين الأول من العام الماضي، اتفاقية لإنشاء جامعة طبية شاملة ومستشفى تعليمي يملكها القطاع الخاص، بتكلفة حوالي 120 مليون دينار وهو مشروع استثماري ممكّن للمشروعات الأخرى ويدعم قطاعي التعليم والصحة، ويستقطب الاستثمار في العقبة، إضافة الى استقطاب 60 بالمئة من السعة الطلابية من خارج الأردن وتحديدا الدول المجاورة.
وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الكلية في المدينة وصل إلى 26 مليار دينار، وهي مشاريع متفق عليها وموجودة على ارض الواقع ومعظمها استثمارات سياحية ومشاريع في البنية التحتية أبرزها، منتجع أيلة ومشروع سرايا العقبة، إضافة إلى مشروع ساحة الثورة العربية الكبرى وسوق السمك والممشى البحري الجنوبي ومواقف السيارات وسقف سيل الشلالة ومشروع المدينة المائية والميناء الصناعي ومشروع تالابيه ومجمع العقبة الترفيهي ومشروع المناطق التجارية ومرسى زايد وميناء البواخر السياحية، بالإضافة إلى المنتزه الشمالي ومول النافورة ومشروع قرية الراحة.
--(بترا)