تحركات غاضبة في بيروت ضد المصارف لتحرير الودائع
المدينة نيوز :- بدأ عددٌ من المودعين والناشطين في لبنان، اليوم الخميس، حملة على عدد من المصارف اللبنانية في بيروت، حيث عمدوا إلى إشعال الإطارات أمام بعض الفروع المصرفية وتحطيم الواجهات وماكينات الصراف الآلي اعتراضاً على الممارسات المصرفية واحتجاز ودائعهم الدولارية، في وقتٍ يتجاوز سعر صرف الدولار 80 ألف ليرة.
وتواصل جمعية المصارف في لبنان إضرابها المفتوح منذ 7 فبراير/ شباط الجاري، ويشمل الإقفال الجزئي مع الإبقاء على خدمات الزبائن الأساسية، وذلك اعتراضاً على الاستدعاءات القضائية بحقها، وعدم الاعتراف بالشيك المصرفي كوسيلة دفع وإيفاء للودائع وإلزامها بالتعامل النقدي.
وتلوّح المصارف باتخاذ قرار بالإقفال الشامل مع إيقاف جميع العمليات المصرفية، في خطوة يضعها خبراء اقتصاديون في خانة الضغط على السلطة السياسية لإقرار قانون الكابيتال كونترول، الذي يؤمّن لها الحماية القضائية في ظل الدعاوى الكثيرة التي ترفع ضدها، والتي صدرت في عددٍ منها أحكام لصالح المودعين.
وعبّر المودعون الذين يتنقّلون من فرع إلى آخر في منطقة بدارو – بيروت عن امتعاضهم وغضبهم من ممارسات المصارف، التي تواصل كما يقولون إذلال الناس وحجز ودائعهم ومنعهم من سحبها إلا بشروط وتعاميم تفقدها الكثير من قيمتها، في وقتٍ يسجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء أرقاماً خيالية.
وأكد المودعون أنّ حملة تحرير الودائع من المصارف بدأت، وهم مستمرون في تحركهم اليوم الذي سيكون له وقع تصعيدي ليشمل بيوت أصحاب ومديري المصارف، مطالبين المواطنين بالنزول إلى الشارع ودعمهم وعدم السكوت عن حقهم، بعد مرور 3 سنوات على الأزمة الاقتصادية من دون أي حلّ.
وتوجه المودعون إلى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في منطقة سن الفيل في بيروت، حيث أضرموا النار بحاويات قرب المنزل، في ظل تأكيدات باستمرار التحركات ميدانياً وعبر القضاء.
وقال تحالف "متحدون"، الذي يعدّ من الداعين للتحرك، في بيان له: "كما كان أعلن أول من أمس، انطلق صباح اليوم الخميس تحرك جمعية صرخة المودعين من ساحة الشهداء، جامع الأمين، برفقة محامين من تحالف (متحدون) وناشطين نحو مباني المصارف، هذه المرّة في محلة بدارو، وسط غضب المودعين العارم وإصرارهم على استعادة ودائعهم ورفضهم أية مماطلة إضافية بهذا الخصوص".
وأضاف البيان: "استقل المودعون الباصات وتوجهوا إلى شارع بدارو قرب قصر عدل بيروت، ثم عمدوا إلى إضرام النيران بواسطة حرق الإطارات أمام مدخلي مصرفي فرنسبنك وعودة، قبل أن يتطور الأمر إلى تكسير واجهات زجاج بنك بيبلوس وBBAC وإشعال الإطارات أمام الأخير، ثم الانتقال إلى تحطيم واجهة البنك اللبناني الفرنسي، ودواليك، في ظل وجود كثيف لعناصر القوى الأمنية والجيش، كما عمدت سيارات الدفاع المدني إلى إطفاء الحرائق".
ولفت البيان إلى أنّ الهدف من التحرك "توجيه رسالة إنذار أخيرة وحاسمة، بضرورة وقف تعسّف وتعنّت أصحاب المصارف وجمعيتهم التي جرى الادعاء عليها أول من أمس بعرقلة العدالة كـ(جمعية أشرار)، وضرورة تطبيق القرارات القضائية المبرمة ولا سيما قراري محكمة التمييز بشأن مصرف فرنسبنك".
وسجّل سعر صرف الدولار، صباح اليوم الخميس، رقماً قياسياً جديداً بتجاوزه عتبة 80 ألف ليرة لبنانية، في وقتٍ سجلت كذلك أسعار المحروقات ارتفاعاً كبيراً، ليقترب العداد إلى مليوني ليرة كسعر لصفيحتي البنزين والمازوت، وسعر قارورة الغاز إلى مليون ليرة.
وفي الجدول الأول الذي يصدر عن وزارة الطاقة صباحاً، ارتفع سعر البنزين 95 أوكتان 28 ألف ليرة، و98 أوكتان 29 ألف ليرة، والمازوت 27 ألف ليرة، والغاز 18 ألف ليرة، لتصبح الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان 1,424,000 ليرة، بنزين 98 أوكتان 1,457,000 ليرة، المازوت 1,396,000 ليرة، وقارورة الغاز 921,000 ليرة.
وعمدت محطات وقود في بيروت اليوم إلى رفع خراطيمها اعتراضاً على التسعيرات الصادرة عن وزارة الطاقة والمياه، وللمطالبة بدولرة القطاع وتسعير المواد بالدولار، على أن يدفع المواطن العملة الصعبة نقداً، أو وفق سعر الصرف في السوق السوداء، في خطوة يتخوّف منها اللبنانيون خصوصاً أنّ أسعار الصرف تختلف تبعاً للتطبيقات، وبين تاجر وآخر، أو صاحب محطة وقود وآخر، بحيث يختارون تسعيرات تفوق تلك المعتمدة من قبل الصرافين.
العربي الجديد