نائبة كنيست رفضوا تضامنها بالعربية: ندعم ضحايا الزلزال بكل اللغات
المدينة نيوز :- انتقدت النائبة العربية بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان) إيمان خطيب ياسين، الهجوم الذي تعرضت له لتضامنها باللغة العربية مع منكوبي زلزال تركيا أثناء إحدى جلسات المجلس، مشددة على أن "من لديه ذرة إنسانية سيدعم الضحايا".
فخلال توجيه ياسين - نائبة عن القائمة العربية الموحدة - عبارات تعازي لضحايا الزلزال، أصرت على نطقها باللغة العربية، قبل أن تعيد مضمونها بالعبرية، لتبادرها نائبة يمينية بالهتاف من مقاعدها: "تحدثي بالعبرية".
وأشادت النائبة خلال مقابلة مع الأناضول، باستجابة الداخل الفلسطيني لحملات التضامن مع الضحايا رغم ظروفه الصعبة، معتبرة أن الزلزال "مصيبة إنسانية تستوجب التضامن، وهو ما يستحقه أهلنا في تركيا".
وتجري المداولات في الكنيست باللغة العبرية وأحيانا يفضل النواب العرب توجيه كلماتهم في مناسبات خاصة باللغة العربية، لا سيما في أوقات الأزمات وإعلان التضامن مع القضايا الإنسانية.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
** "تطرف زائد"
وروت خطيب تفاصيل الهجوم عليها، فقالت: "بمجرد استهلالي الحديث باللغة العربية، اعتبرته (نائبة من الليكود) مستفزا، وادعت أنها لا تفهم مضمونه، وللأسف هناك من العنصريين ما يكفي أن يرفضوا مضموننا".
وتابعت: "كان هناك هجوم صعب، ولكن بالطبع لا تثنينا هذه التهجمات فنحن أصحاب حق وأصحاب رسالة ولنا كل الحق أن نوجه أي رسالة من خلال هذه المنصة".
واستطردت: "كان صراخها (النائبة الإسرائيلية) مرتفعا، وكنت أنا مركزة على كلمتي، وقالت لي إذا ما كنتي تريدين الحديث بالعربية فمكانك ليس هنا، واذهبي إلى الدول العربية".
وفسرت ياسين طلب رئيس الجلسة في حينها من النواب الصبر لتقول كلمتها بالعربية ثم تعيدها بالعبرية، أنه يعني: "مسموح أن تتحدثي بالعربية، ولكن ليس أن يكون الخطاب بالعربية، ويجب ترجمة ما قلته إلى العبرية".
وأضافت: "هدفنا إيصال رسالة وليس المناكفة من خلال لغتنا أو أن تكون أداة للاستفزاز، وعادة نتحدث باللغة العربية وفي النهاية ممكن أن نترجم المضمون بما يوصل الرسالة ولكن ليس بشكل حرفي".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها نواب باللغة العربية داخل الكنيست؛ ففي 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي أثار حديث النائبة نفسها بالعربية داخل الكنيست غضب أعضاء بالسلطة التشريعية.
وفي أغسطس/آب 2020 عبر النائب إيلي إفيدار، عن احتفاء وفرحة الإسرائيليين باختلاف اتجاهاتهم السياسية باتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات مستخدما اللغة العربية.
** مصيبة إنسانية
وعن رسالتها التي أرادت توجيهها، قالت خطيب: "رسالتنا واضحة وانتماؤنا واضح وهويتنا واضحة، والأهم أننا نتمنى الأمان لكل شعوب العالم، وأكيد في هذه الفترة للإخوة والأهل في تركيا وسوريا بهذا المصاب الكبير".
ووصفت الزلزال في تركيا بأنه "مصيبة إنسانية تستوجب التضامن، وتستدعي من كل إنسان لديه ذرة من الإنسانية أن يقدم ما يمكنه للمساعدة".
ووجهت ياسين التحية للجمعيات الفلسطينية المستجيبة للزلزال، وعلى رأسها "جمعية الإغاثة 1948" التابعة للحركة الإسلامية، التي وصلت إسطنبول ثاني يوم للزلزال، ووصلت بعد 24 ساعة بصعوبة إلى غازي عنتاب والمنطقة المنكوبة.
وذكرت أن جهود جمعية الإغاثة شملت أيضا مشاركة "وفد طبي حاول بكل الإمكانيات تقديم المساعدات الإنسانية الآنية، من تدفئة وطعام وعلاج طبي أولي، وأيضا المساعدة في البحث تحت الأنقاض".
كما أشادت بتفاعل العرب في الداخل الفلسطيني مع حملات التضامن والإغاثة لضحايا الزلزال، وقالت: "التجاوب كان كبيرا جدا، وهذا يليق بأهلنا في الداخل، وهو ما يستحقه أهلنا في تركيا وسوريا".
وأشارت إلى أنه "رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، كان هناك استعداد كبير للدعم والتبرعات، حتى أن البعض كان مستعدا للوصول إلى المناطق المنكوبة وتعريض حياته للخطر لتقديم الخدمات الطبية والمساعدات".
وإضافة إلى فلسطين، أعلنت 15 دولة عربية تقديم دعم تركيا منذ الزلزال، هي السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، مصر، لبنان، الجزائر، الأردن، البحرين، ليبيا، تونس، العراق، موريتانيا، السودان، سلطنة عمان.
** مكانة رسمية
وعن الجدل الذي أثاره اليمين الإسرائيلي بعد خطابها بالكنيست، قالت ياسين وهي أول نائبة محجبة: "أنا كإنسانة عربية مسلمة إذا ما أردت أن أتوجه إلى أهلي في العالم العربي، فإنني أتوجه إليهم بلغتنا".
وأوضحت: "اللغة العربية وحتى سن قانون القومية قبل 4 سنوات كانت تحظى بمكانة رسمية مثل العبرية، ولكن بعد قانون القومية أصبح للعربية مكانة خاصة وليست رسمية".
وفي 19 يوليو/تموز 2018، أقر الكنيست "قانون أساس: إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي"، الذي ينص على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة لليهود فقط".
واستدركت خطيب: "لكن الدستور في البرلمان، لا يمنع أعضاء الكنيست من التكلم بأي لغة يريدون خلال توجيه رسائلهم، وهذه إشكالية للأشخاص المتواجدين في البرلمان الحالي الذين يطالبون بعدم الحديث باللغة العربية".
وأضافت: "كأعضاء كنيست بإمكاننا الحديث باللغة التي نريد وللجمهور الذي نريده، ولكن اليمين يحاول في الآونة الأخيرة بشكل متطرف وفاشي يظهر استعلاء اليهودية في كل امر سواء أكان في اللغة أو الحقوق وغيرها".
** "أجواء تطرف"
وعن أسباب الهجوم الذي شنه اليمين عليها، قالت: "هذه الحالة الطبيعية في هذه الفترة داخل البرلمان الإسرائيلي، فهناك أعضاء موسومين بالعنصرية والتطرف الزائد جدا يضايقهم مجرد سماع كلمة بالعربية".
وتابعت: "لا شك أن الواقع ليس سهلا، والأجواء الموجودة داخل الحكومة وداخل البرلمان هي أجواء يمين متطرف جدا عند قسم لا يستهان به".
يذكر أن القائمة العربية الموحدة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية كانت داعمة للحكومة الإسرائيلية السابقة، قبل أن تعود للمعارضة إثر تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو التي تعتبر الأكثر يمينية في إسرائيل.
ونشطت الحركة الإسلامية في الأيام الماضية في جمع التبرعات وإرسال المعونات للضحايا في تركيا وسوريا، كما أدى آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، الجمعة، صلاة الغائب على أرواح من قضوا جراء الزلزال.
الاناضول