عدمية الدراما الاردنية
المتابع لشأن الدراما الاردنية ومنذ عدة سنوات يخرج بانطباع مفاده ان الداراما الاردنية طارئة وانه لايو جد تاريخ وطني لهذا البلد مقارنة بنظيراتها المصرية والسورية والخليجية .
والحقيقة ان الدارما الاردنية على عكس ذلك فابالعودة الى الوراء قليلا فان التلفزيون الاردني شكل خلال حقبتي السبعينات والثمانينات منارة اشعاع في المنطقة حيث كانت استديوهات مؤسسة الاذاعة والتلفزيون خلية نحل في انتاج الدارما الاردنية والعربية حتى ان الكثير من كبار الفنانين العرب امثال دريد لحام ونهاد قلعي ويوسف شعبان وسميرة توفيق خرجوا من رحم هذه المؤسسة التي تراجع دورها للأسف .
ولعل مسؤولية التراجع لايعود الى افتقار الساحة الاردنية للممثلين والمطربين المحترفين بقدر ماهو تراجع دوري وزارة الثقافة والتلفزيون والمحصلة النهائية فشل الحكومات في التعاطي مع هذا القطاع الهام والذراع الاساسي في نشر ثقافة وقيم البلد ومساعدة الحكومات في تغيير السلوكيات السلبية شأنها شأن السلطة الرابعة - الصحافة-.
لقد ابدع الممثل الاردني واصبح يشار له بالبنان في المحيط العربي ولكن للاسف جاء هذا الابداع من خارج القنوات والمؤسسات الاردنية المعنية بهذا الشأن والتي اصبح وجودها وعدم وجودها سيان نظرا لانها اصبحت تمثل العقبة امام تطور الدارما الاردنية التي انحدرت في الاونة الاخيرة بشكل غير مسبوق .
عجبا للحكومات الاردنية التي اهملت هذا الجانب وتناست ان ديوان الملك المؤسس عبدالله الاول كان حافلا بالشعراء والادباء 0000 كيف لا وان احد ابرز شخصيات تاريخ الاردن الحديث الشهيد وصفي التل كان ابن الشاعر والسياسي مصطفى وهبي التل .
ومما استوقفني قليلا ان برنامج رمضان معنا احلى ليلة حلول عيد الفطر السعيد استضافت الزميلة اسيل الخريشا فرقة مصرية للاحتفال ببهجة العيد بينما كان بالامكان استضافة فرقة اردنية ما يدل على استهتار التلفزيون بالفلكور الاردني .
ان هدرالمبالغ الطائلة على شراء المسلسلات المصرية والسورية كان الاولى ان تصرف على انتاج دراما وطنية من خلال التنسيق مع نقابة الفنانين الاردنيين خصوصا وان المواطن الاردني اصبح يعرف التاريخ السوري والمصري اكثر من تاريخ بلاده نظرا لهيمنة واستحواذ دراما هذين البلدين على عقلية المشاهد على حساب دور الدراما الوطنية التي دخلت في حالة الغيبوبة او الموت السريري.