عين على القدس يسلط الضوء على استهداف الاحتلال لمدارس البلدة القديمة
المدينة نيوز : سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على مخططات بلدية الاحتلال الإسرائيلي لتفريغ مدارس مقدسية في البلدة القديمة من طلابها وتحويلها إلى بؤر استيطانية.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، لمشاهد من الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أولياء الأمور رفضاً لتوجهات بلدية الاحتلال لدمج مدرستي العمرية والميلوية داخل أسوار البلدة العتيقة في القدس المحتلة.
كما لفت التقرير إلى أن بلدية الاحتلال تهدف إلى تفريغ مدرسة القادسية التاريخية من طلابها، تمهيداً لإغلاقها والاستيلاء عليها لتحويلها فيما بعد إلى بؤرة استيطانية بعد دمج طالباتها بمدرستي العمرية والميلوية.
وأضاف أن هذا المخطط الذي تحاول بلدية الاحتلال فرضه على المدارس في القدس العتيقة، يعتبره المقدسيون "خطيراً جداً" ويشكل مساساً بالعملية التعليمية، واستهدافاً للعادات والتقاليد التي ترعرع عليها سكان القدس، إذ يهدف المخطط إلى دمج الشبان والشابات في هذه المدارس، ما أثار حفيظة أهالي الطلاب رفضاً لمحاولة فرض الاحتلال هذا الوضع عليهم.
وأشار التقرير إلى أن المدارس التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي تتميز بتاريخها العريق، الذي يمتد لمئات السنين، حيث تخرج منها عشرات الآلاف من المقدسيين، وتمتاز بمواقعها "الحساسة"، كمدرسة العمرية المطلة على المسجد الأقصى المبارك، ومدرسة الميلوية الواقعة في قلب الحي الإسلامي في القدس العتيقة. فيما تبعد مدرسة القادسية التي تواجه خطر الإغلاق لتحويلها إلى بؤرة استيطانية عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أن الاحتلال لم يترك وسيلة إلا وانتهجها في استهداف العملية التعليمية في القدس المحتلة، سواء بحربه على المناهج الفلسطينية والتضييق على الطلاب، أو الانقضاض على المدارس الوقفية وإغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم وغيرها من الضغوطات التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
الناطق باسم المعلمين وعضو هيئة العمل الوطني في القدس، أحمد الصفدي، قال في حديثه للبرنامج عبر اتصال فيديو من القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف لحظة واحدة عن استهداف العملية التعليمية منذ بدايته، وإنه أراد تحريف المنهاج الأردني الذي كان متبعاً آنذاك، لولا وقوف خيرة من المعلمين في وجه هذه المحاولات والمحافظة على سير العملية التعليمية.
وأوضح الصفدي أن هناك ثلاث مظلات تعليمية في مدينة القدس، الأولى تتكون من المدارس الخاصة الأهلية، كمدارس الإيمان والإبراهيمية، وتتكون الثانية من المدارس الوقفية التابعة لمديرية الأوقاف وتتبع الأردن وفلسطين، فيما تتكون المظلة الأخيرة من المدارس التي وضع الاحتلال يده عليها بالقوة كالراشدية والعمرية والميلوية، وهي مبان وقفية بنيت على أراض وقفية، وقام الاحتلال بوضع يديه عليها فور قدومه، وكانت موجودة قبل وجود الاحتلال بمئات السنين، ومثال ذلك المدرسة العمرية الموجودة منذ 800 عام، والقادسية التي يبلغ عمرها أكثر من 118 عاماً.
وأكد أن عملية استهداف المسيرة التعليمية في القدس تصاعدت في السنوات الأخيرة، وتمثلت بإغلاق مديرية التربية، ومن ثم الهجوم على المدارس الخاصة كالإيمان والإبراهيمية تحت بند "المنهاج"، واستهداف المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، بحجة أن المباني قديمة، كما يستهدف الاحتلال المدارس الوقفية التي تتبع للأوقاف الإسلامية. منوهاً أن ما يجري خطير جداً على المباني وعلى البلدة القديمة، لأنه يقود إلى مواجهات مع شباب وأطفال البلدة القديمة، خصوصاً بعد أن يزرع الاحتلال بؤرة استيطانية كبيرة بالقوة في هذه المنطقة.
وأضاف الصفدي أن خطة بلدية الاحتلال المتمثلة بدمج مدرستي العمرية والميلوية وتفريغ مدرسة القادسية، تدخل ضمن مخططات الاحتلال لاستهداف المسجد الأقصى وتفريغ القدس من خلال الانقضاض على العملية التعليمية.
--(بترا)