وادي الكرك.. واحة سياحية خلابة تبهر الزائر بسحر طبيعتها وتنوعها الحيوي
المدينة نيوز :- يعد وادي الكرك الممتد من أسفل الواجهة الغربية لقلعة الكرك إلى بدايات غور البليدة بالقرب من البحر الميت غربًا؛ واحة سياحية طبيعية خلابة تبهر الزائر وتشكل أحد المعالم السياحية الطبيعية بالمحافظة.
ويمتاز وادي الكرك بجمال محيطة الحيوي وانسياب العشرات من عيون الماء من مرتفعاته وأشهرها عين سارة، بالإضافة إلى تنوع التضاريس الجغرافية المختلفة كالجبال والمنحدرات والقمم الصخرية وبساتين الخضار والفاكهة والنباتات والشجيرات البرية والمعالم الأثرية.
حكاية جمالية الوادي تبدأ من نبع عين سارة أسفل مدينة الكرك وقلعتها التاريخية، والتي تعد من أقدم عيون الماء بالمنطقة وأكثرها غزارة وارتبطت بها الكثير من الحكايات والذكريات الشعبية، بالإضافة إلى النشاط السكاني بأشكاله المختلفة عمرانيًا وزراعيًا وسياحيًا.
وقال الباحث الدكتور يوسف الحباشنة، إنه تنتشر بوادي الكرك أكثر من 20 عينًا للماء على طول امتداد الوادي والتي تغذي البساتين والمزارع المنتشرة على جانبيه خلال انحداره نحو البحر الميت.
وأشار إلى أن عيون الماء في المنطقة تشكل أيضًا متنفسًا سياحيًا وعصب الحياة ومنها، عين الفرنج، وعين الست، والحبيس، وعين حبيش، والصفصافة، والفارعة وعيون الشهابية، بالإضافة إلى عين سارة والتي تعد من أهمها.
وحول سبب التسمية "عين سارة"، قال الحباشنة، إنها وحسب الروايات التاريخية تعود إلى مرور زوجة سيدنا إبراهيم الخليل منها، لافتًا إلى أن هناك روايات أخرى تقول، إن التسمية جاءت بسبب الارتباط الجغرافي بين الكرك والخليل.
وأضاف، أن عين سارة كانت شاهدة على أبرز طقوس الزواج بالكرك، حيث يتم غسل صوف العرسان أو فراش الزوجية قبل الزواج وسط زغاريد وأغاني النساء وأهازيج الرجال وإقامة وليمة العرسان، بالإضافة إلى الكثير من الغزوات بين القبائل الكركية قديما للسيطرة عليها.
وبين بأن من معالم الوادي التاريخية انتشار حوالي 5 طواحين ماء كانت تجلب حجارتها البازلتية من منطقة جبل شيحان شمال الكرك.
من جانبها، قالت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة، إنه انطلاقًا من ربط السياحة بالثقافة والتعريف بالمنتج السياحي المحلي عالميًا وتشجيع السياحة، حرصت المديرية على تنظيم فعاليات ثقافية بمناطق وادي الكرك الطبيعية لإبراز القيم الجمالية والمكانية للمكان وإبراز المحطات التاريخية للنشاط البشري بالمنطقة.
بدوره، قال مدير متحف الكرك الدكتور راكز العرود، إن وادي الكرك الذي تحيط به العديد من القرى والتجمعات السكانية مثل، قرى سكا وموميا وسمرا والبقيع والنقع وبذان وبردى، تشكل طبيعة مبانيها العمرانية القديمة معالم جذب للسياحة الداخلية والخارجية ضمن مسارات مختلفة عبر منحدراته لممارسة العديد من الهوايات الرياضية
وأشار إلى أن المنطقة تشكل سلة غذاء لمدينة الكرك، لانتشار مساحات واسعة مزروعة بالأشجار المثمرة المتنوعة، كالعنب والتين، والرمان، والزيتون والخضار، داعيًا الجهات المعنية إلى تعبيد وتوسعة الطريق الحيوي المار بالمنطقة والذي يربط الكرك بالأغوار الجنوبية والعقبة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل محطة تنقية المياه بالمنطقة.
من جانبه، قال رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة، إن البلدية بالتعاون مع وزارة السياحة والزراعة تحرص على تنفيذ العديد من الأعمال والنشاطات لديمومة الخدمات العامة وتطوير المنطقة، لافتًا إلى تأهيل منطقة عين سارة ومحيطها وإقامة متنزه سياحي وفتح الطرق وتعبيدها وإنارة المنطقة، بالإضافة إلى أعمال صيانة عيون الماء لتبقى مناطق جذب سياحية، لافتًا إلى دور الأشغال العامة بتعبيد وصيانة وتوسعة الطريق الحيوي الذي يربط الكرك بالأغوار الجنوبية ضمن قرى وادي الكرك.
--(بترا)